قانون إيمان الرسل - بنود الإيمانعينة

قانون إيمان الرسل - بنود الإيمان

يوم 2 من إجمالي 9

  

اليوم 02: تعليم الكتاب المقدس وحده – 2 تيموثاوس 3: 16

في يومِنا هذا، يشكِّك الكثير من المسيحيين بقوانين الإيمان؛ ويمكننا أن نفهم السبب وراء تشكيكهم. فعلى الرغم من أن قليلين، قد يعلنون صراحة، أن لقانون الإيمان سلطاناً مساوياً للأسفار المقدسة، فإن بعض المسيحيين يتعاملون أحياناً، عن حسنِ نيةٍ، مع قوانين الإيمان، كما لو أنها مساوية للكتابِ المقدس ذاته. لكن يجب ألا يرتفع أبداً، أي قانون إيمان، إلى منزلة الكتاب المقدس سواء نظرياً أو عملياً.

إن الكتاب المقدس هو قاعدة إيماننا وممارستنا الوحيدة، الموحى بها من الله، والمعصومة عن الخطأ. في حين أن قوانين الإيمان هي وسائل تعليمية غير معصومة عن الخطأ تلخّص فهمنا للأسفار المقدسة. وكما سنرى، لقد تم إنشاء قانون إيمان الرسل ليساعد المسيحيين على تعلم تعاليم الكتاب المقدس، والبقاء أوفياء لتلك التعاليم.

تأمل كلمات، أوريجانوس أب الكنيسة الأولى، في مقدمة كتابه حول المبادئ الأولى، الذي كتبه في بداية القرن الثالث:

إن جميع الذين يؤمنون... يستخرجون المعرفة التي تحث الناس ليعيشوا حياة صالحة وسعيدة، من مصدر واحد لا غير، وهو كلمات وتعليم المسيح. ولا نقصد بكلمات المسيح، فقط تلك التي نطق بها عندما أصبح إنساناً... فقد كان المسيح، أي كلمة الله، موجوداً قبل ذلك الوقت، في موسى والأنبياء... وعلاوة على ذلك... وبعد صعوده إلى السماء، تكلم المسيح من خلال رسله.

لقد علّم أوريجانس أن الأسفار المقدسة في كل أجزائها هي كلمة المسيح، وأنها مصدر لكل عقيدة صحيحة. اقرأ كلمات الأسقف هيبوليتوس، في أول القرن الثالث في الجزء التاسع، من كتابه ضد هرطقة نويتوس:

يوجد أيها الاخوة إله واحد نكتسب معرفتنا به، من الأسفار المقدسة، وليس من أي مصدر آخر.

آمنت الكنائس الأولى بأن الكتاب المقدس كله، هو كلمة المسيح المُعطاة للمؤمنين بواسطة الرسل. وقد أكّدوا بهذا الصدد، المفهوم الذي غالباً ما يدعوه اللاهوتيون "sola Scriptura"، أو الكتاب المقدس وحده. وهذا هو المعيار، بأن الأسفار المقدسة هي قاعدة الإيمان الوحيدة المعصومة عن الخطأ، والحَكَم النهائي في أي جدال لاهوتي. 

ونجد مثلاً واضحاً عن ذلك في كتابات باسيليوس، الذي انتُخب -أسقفاً لقيصرية سنة 370 ميلادية. كان باسيليوس مدافعاً قوياً عن تقاليد أو عادات الكنيسة، وغالباً ما عبّر عن معتقداته بأنه يمكن تتبع أثار تلك التقاليد إلى الرسل. ورغم ذلك، عند السؤال عن صدق تلك التقاليد، استعان بالأسفار المقدسة بصفتها السلطة النهائية. اصغِ إلى كلمات باسيليوس في الرسالة المئة والتاسعة والثمانين، المكتوبة إلى الطبيب يوستاثيوس: 

لندع الأسفار الموحى بها من الله تحكم بيننا؛ وأياً كانت الجهة التي تتوافق فيها العقائد مع كلمة الله، فإننا سنلقي تصويت الحقيقة لصالح تلك الجهة. 

اعترف باسيليوس هنا أن بعض الكنائس أكدّت مجموعة من الأفكار المعتادة في قاعدة إيمانها، بينما كان لكنائس أخرى عادات متناقضة. وهكذا استعان باسيليوس بالأسفار المقدسة باعتبارها السلطة العليا لحلّ هذه المسألة.

يوم 1يوم 3

عن هذه الخطة

قانون إيمان الرسل - بنود الإيمان

هناك العديد من الطوائف، والانقسامات، والخلافات اللاهوتية في الكنيسة المعاصرة. ولكن على الرغم من أنواع الانقسامات هذه، فهناك جوهر مشترك للإيمان يُقرّه كل المسيحيين الأمناء على مر التاريخ. وإلى ما يقرب من ألفي عام، تم تلخيص جوهر الإيمان هذا في قانون إيمان الرسل. تشرح هذه السلسلة تاريخ واستخدام قانون إيمان الرسل، كذلك تفاصيل وأهمية كل مادة من مواد الإيمان.

More

نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org