قانون إيمان الرسل - يسوع المسيحعينة
اليوم 02: منظورَين حول الثالوث – يوحنا 8: 28-29
هذا التشديد على يسوع كابن الله الإلهي الأبدي، على عقيدة الثالوث، التي تعلن:
إن لله ثلاثة أقانيم، لكن جوهر واحد فقط.
يُعلم العهد الجديد أن يسوع هو الله الابن، أي واحدٌ من الأقانيم الثلاثة في الثالوث. لكن ما هي علاقته بالآب والروح القدس؟
تشدّد وجهة النظر الوجودية للثالوث، على وجود الله وجوهره. وكابنٍ الله، إن المسيح مساوٍ للآب والروح القدس في القدرة والمجد. وكل أقانيم الله الثلاثة -بما فيهم الابن-غير محدودة، أبدية، وغير متغيِّرة. ولكل منها نفس الصفات الإلهية الجوهرية، مثل الحكمة، القدرة، القداسة، العدالة، الصلاح والحق.
بالمقابل، تصف وجهة النظر التدبيرية للثالوث كيفية تفاعُل أقانيم الله مع بعضهم البعض. ووفقاً لوجهة النظر هذه، إن لكل أقنوم مسؤوليات مختلفة، مستويات مختلفة من السلطان، وأدواراً مختلفة موكلة إليه. على سبيل المثال، كان المسيح دائماً ابن الآب، والخاضع لسلطة الآب. انظر لما قاله يسوع في يوحنا 6: 38، حيث وصف خضوعه للآب:
لأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ لَيْسَ لأَعْمَلَ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي. (يوحنا 6: 38)
وصرّح تصريحاً مشابهاً في يوحنا 8: 28-29 حيث نقرأ هذه الكلمات:
فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ ... َلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي. وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ. (يوحنا 8: 28-29)
إن الابن خاضعٌ لسلطة الآب في كل مكان في العهد الجديد. فلا يوجد تناقض بينهما، لأنهما متفقان دائماً. لكن المركز الأعلى يخص الآب. وبطريقة مشابهة، إن للابن سلطة على الروح القدس ضمن تدبير الثالوث. على سبيل المثال، انتبه لكلمات يسوع في يوحنا 15: 26:
وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ ... فَهُوَ يَشْهَدُ لِي. (يوحنا 15: 26)
ويُسمى الروح القدس في فقرات أخرى في الواقع مثل رومية 8: 9 و 1 بطرس 1: 11، بروح المسيح للدلالة مرة أخرى، على أن الروح مُرَسلٌ من قِبَلِ المسيح. ويتم تلخيص هذه العلاقات في تعريف الابن كالأقنوم الثاني في الثالوث. إنه الأقنوم الثاني في الثالوث الوجودي لأنه مولود من الأقنوم الأول، الذي هو الآب، وهو ينفخ الأقنوم الثالث، الذي يُدعى الروح القدس. وهو الأقنوم الثاني في الثالوث التدبيري لأنه يحتل المرتبة المتوسطة. فهو خاضع للآب، لكن له سلطان على الروح القدس.
الكلمة
عن هذه الخطة
هناك العديد من الطوائف، والانقسامات، والخلافات اللاهوتية في الكنيسة المعاصرة. ولكن على الرغم من أنواع الانقسامات هذه، فهناك جوهر مشترك للإيمان يُقرّه كل المسيحيين الأمناء على مر التاريخ. وإلى ما يقرب من ألفي عام، تم تلخيص جوهر الإيمان هذا في قانون إيمان الرسل. تشرح هذه السلسلة تاريخ واستخدام قانون إيمان الرسل، كذلك تفاصيل وأهمية كل مادة من مواد الإيمان.
More
نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org