قانون إيمان الرسل - الله الآبعينة
اليوم 06: الله أبو الخليقة – أعمال الرسل 17: 26-28
بالمعنى الأوسع، تشير الأسفار المقدسة أحياناً إلى الله بصفته أبٌ لكل ما خلقه. ونجد ذلك على سبيل المثال، في فقرات مثل تثنية 32: 6، إشعياء 43: 6 -7 و64: 8، ملاخي 2: 10، ولوقا 3: 38. تأمل مثلاً كلمات بولس للأثينيين في أعمال الرسل 17: 26 و28:
وَصَنَعَ مِنْ دَمٍ وَاحِدٍ كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ النَّاسِ يَسْكُنُونَ عَلَى كُلِّ وَجْهِ الأَرْضِ وَحَتَمَ بِالأَوْقَاتِ الْمُعَيَّنَةِ وَبِحُدُودِ مَسْكَنِهِمْ... كَمَا قَالَ بَعْضُ شُعَرَائِكُمْ أَيْضاً لأَنَّنَا أَيْضاً ذُرِّيَّتُهُ. (أعمال الرسل 17: 26 و28)
بولس اقتبس هنا من الشاعرَين الوثنيَين كلينثس وأراتُس، اللذَين قالا إن زيوس هو أب البشر لأنه خلقهم. وبالطبع، أصرّ بولس على أن إله الكتاب المقدس هو الخالق الحقيقي، وليس زيوس. لكنّ بولس أكد أيضاً الفكرة القائلة، بأن من يخلق شيئاً يصبح أباً له.
لقد كُتِبَ الكتاب المقدس بلغة بشرية. وغالباً ما يتم التعبير عن علاقتنا البشرية بالله بالنسبة للعلاقة بين أبٍ وأولاده. وتمثّل أُبوة الله في هذا السياق، أصلنا وسلطته.
— د. پول تشانچ
وكما أن الآباء البشريين صبورين مع أولادهم، فإن أبوة الله للخليقة تحثه على إظهار صبرٍ كبيرٍ مع عالمنا الساقط، ومع البشرية الخاطئة بصورة خاصة. هذا لا يعني، أنه سيمنع الدينونة عن الخليقة. لكنه يساعدنا في تفسير لماذا هو بطيءُ الغضب وسريعٌ في إظهار الرحمة. كما نقرأ في مزمور 145: 8-9:
اَلرَّبُّ حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ. الرَّبُّ صَالِحٌ لِلْكُلِّ وَمَرَاحِمُهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِهِ. (مزمور 145: 8-9)
عن هذه الخطة
هناك العديد من الطوائف، والانقسامات، والخلافات اللاهوتية في الكنيسة المعاصرة. ولكن على الرغم من أنواع الانقسامات هذه، فهناك جوهر مشترك للإيمان يُقرّه كل المسيحيين الأمناء على مر التاريخ. وإلى ما يقرب من ألفي عام، تم تلخيص جوهر الإيمان هذا في قانون إيمان الرسل. تشرح هذه السلسلة تاريخ واستخدام قانون إيمان الرسل، كذلك تفاصيل وأهمية كل مادة من مواد الإيمان.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org