قانون إيمان الرسل - الله الآبعينة
اليوم 05: الثالوث – 1 يوحنا 4: 9
يمكن تفسير ارتباط الآب بالابن والروح القدس بعدة طرق. لكن برز في تاريخ اللاهوت، معيارين خاصَين عن الثالوث. فقد كان استخدام مصطلحَي الثالوث الوجودي والثالوث التدبيري شائعاً بشكل خاص. ويتحدث كلا الاقترابان عن الثالوث ذاته – الآب، الابن والروح القدس. لكنهما يشددان على نواحي مختلفة من العلاقة بين أقانيم اللاهوت الثلاثة.
فمن جهة، كان التحدث عن الثالوث الوجودي عند التركيز على وجود الله أمراً شائعاً. وتعني كلمة وجودي المتعلق بالوجود. وهكذا، عندما نتحدث عن الثالوث الوجودي، فإننا ننظر إلى الثالوث من جهة الوجود أو الجوهر. حيث نأخذ بعين الاعتبار الطريقة التي تتداخل فيها أقانيم الثالوث الثلاثة مع بعضها البعض، وكيف تتشارك في جوهر واحد.
ومن وجهة نظر علم الوجود، إن كل أقانيم الله الثلاثة غير محدودة، أبدية، وغير متغيِّرة. ولدى كل منها الصفات الإلهية الجوهرية ذاتها، كالحكمة، القوة، القداسة، العدالة، الصلاح والحق.
ومن جهة أخرى، نقول عادة أننا نتحدث عن الثالوث التدبيري، عندما نأخذ بعين الاعتبار كيف تتفاعل أقانيم الله، وترتبط مع بعضها البعض كأقانيم فردية. وتعني كلمة تدبيري العلاقة بإدارة المنزل. وهكذا، عندما نتحدث عن النواحي التدبيرية للثالوث، فإننا نصف كيفية ارتباط الآب، الابن والروح القدس مع بعضهم البعض كشخصيات فردية مُميِّزة.
وعندما ننظر إلى الثالوث من وجهة النظر التدبيرية، نجد أن لكل أقنوم مسؤوليات مختلفة، مستوى مختلف من السلطان، ودوراً معيّناً ومهمات مختلفة موكلة إليه. حيث يتشارك الآب، الابن، والروح القدس بأحاديث فيما بينهم. يتفقوا ويعملوا مع بعضهم البعض. ويتفاعلوا بعدة طرق أخرى.
يمكن القول من وجهتَي النظر الوجودية والتدبيرية أن الآب هو الأقنوم الأول. ويُسمّى الآب بالأقنوم الأول في الثالوث الوجودي لأن الابن مولود من الآب، والروح القدس منبثق من الآب. اصغ لكلمات رسالة يوحنا الأولى 4: 9 فيما يتعلق بولادة الابن:
بِهذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فِينَا أَنَّ اللهَ قَدْ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ. (1 يوحنا 4: 9)
تأتي كلمة الوحيد من الكلمة اليونانية "monogenes"، وغالباً ما تترجم المولود الوحيد. وللأسف، ظن بعض الأشخاص في الكنيسة الأولى أن هذا يعني أن الابن مخلوق وليس إلهياً بالكامل. وحتى في يومنا هذا، تُنكر بعض البدع لاهوت الابن لأنه يدعى "مولود".
ولمواجهة هذا التعليم الخاطئ، قال المسيحيون بشكل تقليدي أن الابن مولود أزلي أو مولود قبل كل الدهور من الآب. ويشدد هذان المصطلحان على عدم وجود وقت لم يكن فيه الابن موجوداً.
الكلمة
عن هذه الخطة
هناك العديد من الطوائف، والانقسامات، والخلافات اللاهوتية في الكنيسة المعاصرة. ولكن على الرغم من أنواع الانقسامات هذه، فهناك جوهر مشترك للإيمان يُقرّه كل المسيحيين الأمناء على مر التاريخ. وإلى ما يقرب من ألفي عام، تم تلخيص جوهر الإيمان هذا في قانون إيمان الرسل. تشرح هذه السلسلة تاريخ واستخدام قانون إيمان الرسل، كذلك تفاصيل وأهمية كل مادة من مواد الإيمان.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org