قانون إيمان الرسل - الله الآبعينة
اليوم 03: اسم الله – الخروج 3: 13-14
يمكن أن تعني كلمة "الله" عدة أمور. حيث تشير عدة ديانات إلى ألوهيتهم "كآلهة". ويستخدم الكتاب المقدس نفسه الكلمة "الله" أحياناً للإشارة إلى أمور مثل الأرواح الشريرة، الأوثان، وربما للقادة البشريين أيضاً. لكن تميل تلك الآلهة المزعومة أيضاً، لأن يكون لها أسماء فعلية. على سبيل المثال، في ديانة روما القديمة، كان مارس إله الحرب، نبتون إله البحر، وجوبيتر رئيس الإلهة.
وبنفس الطريقة، إن إله الكتاب المقدس معروفٌ بأسماء فعلية. ومعظم تلك الأسماء وصفي، مثل إيل شَدَاي، والتي غالباً ما تُترجَم الله القدير، أي الله القادر على كل شيء؛ وإيل إيليون الذي يُترجَم عادة الله العلي أي الله الذي يسود على الكل؛ وأدوناي الذي يُترجَم عادة رب ويعني السيد أو الحاكم.
لكن الاسم الأقرب الذي يمكن أن نفكر فيه عن الله هو اسمه الحقيقي يهوه. ويظهر الاسم في الترجمات القديمة كيهوه، لكن يتم تقديمه في الترجمات الحديثة عموماً على أنه رب، رغم أن معناه مختلفٌ تماماً عن أدوناي.
وقد أعلن الله عن نفسه باسم يهوه في وقت مبكر للغاية في تاريخ البشرية. على سبيل المثال، كان البشر يستخدمون هذا الاسم لله على الأقل منذ أيام شيث، ابن آدم، كما نقرأ في تكوين 4: 26. قال نوح عن الله أنه يهوه في تكوين 9: 26. ودعا إبراهيم الله بهذا الاسم في تكوين 12: 8. يهوه هو أيضاً الاسم الذي وصفه الله لموسى في خروج 3: 13-14، حيث نقرأ هذا السجل:
فَقَالَ مُوسَى ِللهِ هَا أَنَا آتِي إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَقُولُ لَهُمْ إِلهُ آبَائِكُمْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. فَإِذَا قَالُوا لِي مَا اسْمُهُ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ. فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ. وَقَالَ هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. (خروج 3: 13-14)
إن اسم يهوه مرتبط بالكلمة العبرية أهيه، وهي مُترجَمة هنا أنا هو. إنه الاسم الأكثر ألفة بين الأسماء التي أعلنها الله لشعبه، والذي يميّزه عن كل الآلهة المزيفة.
في الواقع، إن اسم "الله" هو الاسم الأكثر شمولية بين كل الأسماء التي دُعي بها الرب في الأسفار المقدسة. وتُتَرجَم كلمة الله في نُسَخِنا الحديثة للعهد القديم، عادة إلى الكلمة العبرية إيل أو إيلوهيم. وتُتَرجَم في العهد الجديد، إلى الكلمة اليونانية ثيوس. لكن في زمن الكتاب المقدس، استخدَمت ديانات أخرى الكلمات ذاتها للإشارة إلى آلهتها. وهكذا، لماذا اختار قانون إيمان الرسل هذا الاسم الشامل لله بدلاً من اسم أكثر تميّزاً مثل يهوه؟
ولأنه استخدم التعبير البسيط "الله" ليعرّف عن الرب، يشير قانون إيمان الرسل، إلى أن إله المسيحية هو الوحيد الذي يستحق أن يُدعى "الله". كما نقرأ في الملوك الأول 8: 60:
الرَّبَّ (أو كما في العبرية يهوه) هُوَ اللهُ وَلَيْسَ آخَرُ. (1 ملوك 8: 60)
الكلمة
عن هذه الخطة
هناك العديد من الطوائف، والانقسامات، والخلافات اللاهوتية في الكنيسة المعاصرة. ولكن على الرغم من أنواع الانقسامات هذه، فهناك جوهر مشترك للإيمان يُقرّه كل المسيحيين الأمناء على مر التاريخ. وإلى ما يقرب من ألفي عام، تم تلخيص جوهر الإيمان هذا في قانون إيمان الرسل. تشرح هذه السلسلة تاريخ واستخدام قانون إيمان الرسل، كذلك تفاصيل وأهمية كل مادة من مواد الإيمان.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org