الإنجيل حسب مرقسعينة

الإنجيل حسب مرقس

يوم 14 من إجمالي 14

  

اليوم 14: انتصار المسيح – مرقس 16: 1-8


قبل أن نتطرقَ إلى محتوى هذا الجُزءِ، لا بدَّ أن نتوقفَ لنشرحَ لماذا نقولُ إن إنجيلَ مرقسَ ينتهي في الفصلِ ١٦ والعددِ ٨. في النهايةِ، مُعظَمُ كُتُبِنا المُقدَسةِ تتضمنُ عِشرينَ عددًا في هذا الفصلِ، لكن مُعظمَ هذه الكتبِ تشيرُ أيضًا إلى أن الأعدادَ من ٩ إلى ٢٠ لا تَظهرُ في أكثرِ المخطوطاتِ القديمةِ مصداقيةً لإنجيلِ مرقُسَ.

في المخطوطات اليونانية القديمة لإنجيل مَرقُس، يوجد ثلاث خاتمات. مجموعة من المخطوطات تنتهي عند العدد ٨. مجموعة ثانية تنتهي عند العدد ٢٠، وتضيف مجموعة ثالثة جملتين بعد العدد ٨.

وفحص دقيق للأدلة قاد الدارسين إلى الاستنتاج بأن مَرقُس ختم إنجيله بالعدد ٨. وتؤيد أقدم مخطوطات إنجيل مَرقُس وأهمها انتهاء الفصل ١٦ من مَرقُس عند العدد ٨ أي أنها تؤيد الخاتمة القصيرة بلا إضافات.

يعتقد كثير من الدارسين أن الخاتمتَين الأخيرتين أضيفتا من قبل ناسخٍ شعرَ بأنه من غير المريح أن يُختتم إنجيل مَرقُس بعبارة "كن خائفات". لكن انزعاج الناسخ هذا ليس له أساس. في الواقع، إن مواضيع الخوف، والرعدة والحيرة تتردد في كل الإنجيل. ولهذا السبب، فالتشديد على الخوف مناسب جدًا في ختام هذا الإنجيل الخاص. في الحقيقة، إنه يتناسب تمامًا مع اختبارات قرّاء مَرقُس الأولين. فهم إذ واجهوا الاضطهاد بعد قيامة يسوع، لا شك أنهم تعزّوا بمعرفة أن تلاميذ يسوع الأولين اختبروا هم أيضًا الخوف.

دعونا ننتقل الآن إلى سجل قيامة يسوع في مَرقُس الفصل ١٦ والأعداد ١ إلى ٨. وسجل القيامة في مَرقُس هو أقصر من روايات الأناجيل الأخرى. لكن هذا الإيجاز يتناسب مع مخطّط هذا الإنجيل. فكما تذكرون، كان إعلان المسيح الذي استهل الإنجيل قصيرًا جدًا أيضًا، وكذلك اعتراف الرسل بالمسيح الذي شكل النقطة المحورية في الإنجيل.

هذا الجزء حول انتصار المسيح يبدأ مع النساء اللواتي أتين إلى القبر لتحنيط الجسد في اليوم الثالث بعد موته ودفنه. وقد لاقاهم زائر ملائكي كانت رسالته واضحة وصريحة. يسوع انتصر على الموت وقام منتصرًا، كما تنبأ عدة مرات أثناء خدمته.انظر إلى خاتمة إنجيل مَرقُس الفصل ١٦ والأعداد ٦ إلى ٨: 

فَقَالَ لَهُنَّ: "لاَ تَنْدَهِشْنَ! ... قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ هَهُنَا. هُوَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعُوهُ فِيهِ. ... فَخَرَجْنَ سَرِيعاً وَهَرَبْنَ مِنَ الْقَبْرِ، لأَنَّ الرِّعْدَةَ وَالْحَيْرَةَ أَخَذَتَاهُنَّ. وَلَمْ يَقُلْنَ لأَحَدٍ شَيْئاً لأَنَّهُنَّ كُنَّ خَائِفَاتٍ.

إن رد فعل النساء كان متوقعاً في إطار رواية مَرقُس: كن خائفات. تقريبًا الجميع في هذا الإنجيل تجاوب مع حضور الله القوي بالرعدة والحيرة والخوف.

سيختبر شعب الله الضعف والعوز في هذه الحياة. وهذه كانت حال قرّاء مَرقُس الأولين في روما، وهذا ما صحّ بالنسبة إلى الكنيسة عبر العصور. لكن أخبار الإنجيل السارة هي أن ملكوت الله قد أتى. فقد انتصر المسيح على أعداء شعب الله – حتى على العدو الأخير، الموت نفسه. ولهذا السبب، يمكن لشعب الله أن يواجهوا أعداء إنجيل الملكوت. فالنصرة هي لنا منذ الآن.

يوم 13

عن هذه الخطة

الإنجيل حسب مرقس

كان اضطهاد المسيحيين في فكر مرقس عندما كتب الإنجيل الثاني. فقد اخبر مرقس قصة حياة المسيح بطرق تقوي إيمان المسيحيين الأوائل وتشجعهم على المثابرة خلال الألم.

More

:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org