الإنجيل حسب مرقسعينة
اليوم 10: الاعداد لآلام المسيح (الجزء الثاني) – مرقس 9: 30 – 10: 52
يتناول القسم الثاني من سجل مَرقُس حول إعداد يسوع تلاميذه لآلامه وموته وقيامته، قيّم ملكوت الله، وهو موجود في مَرقُس ٩: ٣٠ – ١٠: ٣١.
كما هي الحالُ في كلِّ جزءٍ من روايةِ مرقسَ حول استعدادِ يسوعَ للذهابِ إلى أورشليمَ، يبدأُ هذا الجزءُ بإنباءِ يسوعَ بآلامِه وموتِه وقيامتِه. وهذا يساعدُنا كي نرى أن مرقسَ ما زال يشدّدُ على إعدادِ التلاميذِ لتلكَ الأحداثِ. بعد إنبائِه بتلكَ الأحداثِ، استمرَّ يسوعُ بإعدادِ التلاميذِ بشرحِه لهم أن اللهَ لا يَحكُمُ على الأمورِ بالطريقةِ ذاتِها التي يحكمُ فيها العالمُ، بل يجبُ أن يطمئنوا إلى أن اللهَ كان يستخدمُ تلك الأحداثَ ليأتيَ بملكوتِه وليمجّدَ يسوعَ.
بعد نبوة يسوع في مَرقُس ٩: ٣٠ – ٣١، دوّن لنا مَرقُس تعليم يسوع عن قيَم الملكوت. في هذا الجزء، بيّن يسوع كيف أن أفكار العالم تصطدم مع الحق الإلهي في خمسة مجالات في الحياة.
أولاً، تكلم يسوع عن الإكرام في مَرقُس ٩: ٣٢ – ٤٢ مشيرًا إلى أن الأشخاص الذين ينالون إكرامًا أعظم في ملكوت الله، هم أولئك الذين يُكرّمون أقل في هذه الحياة.
ثانيًا، تحدث يسوع عن كلفة التلمذة في مَرقُس ٩: ٤٣ – ٥٠. وقد أوصى أتباعه بأن يتخلصوا من أي شيء يعيقهم عن متابعة أهداف ملكوت الله، بغض النظر عن نفاسة تلك الأشياء في الحياة.
ثالثًا، تحدث يسوع عن الزواج في مَرقُس ١٠: ١ – ١٢. وكانت نقطته الرئيسية أنه يجب النظر إلى الزواج والطلاق من منظار شريعة الله بدل القانون البشري – حتى وإن بدت الشريعة البشرية أكثر عدلاً.
رابعًا، تحدث يسوع عن الأولاد مرة أخرى في مَرقُس ١٠: ١٣ – ١٦. على الرغم مما قاله يسوع من قبل، فإن تلاميذه استمروا بمنع الأولاد عن الاقتراب منه. في ردّه على ذلك، ذكّرهم يسوع بأن الله سبق وأعطى هؤلاء الأولاد الملكوت، لذلك برفضهم للأولاد كان التلاميذ يقاومون الله.
وخامسًا، تحدث يسوع عن الغنى في مَرقُس ١٠: ١٧ – ٣١. هنا نجد القصة الشهيرة للشاب الغني الذي أصابه الهلع عندما أخبره يسوع أن تعلقه بالمال كان يعيقه عن قبول قيّم ملكوت الله.
في كل من أقسام التعليم هذه، شرح يسوع قيَم ملكوت الله ليكون تلاميذه أكثر استعدادًا لقبول آلامه وموته، بالإضافة إلى المشقة التي كان عليهم أن يحتملوها لأنهم أتباعه.
أما القسم الثالث من سجل مَرقُس حول إعداد يسوع تلاميذه لما سيواجههم في أورشليم يتعلق بالقيادة في ملكوت الله، في مَرقُس ١٠: ٣٢ – ٥٢.
بعد إنبائه بآلامه وموته وقيامته في مَرقُس ١٠: ٣٢ – ٣٤، عالج يسوع مسألة القيادة في الملكوت على ثلاثة محاور.
الأول، قال إن على يعقوب ويوحنا أن يشتركا في آلامه، في مَرقُس ١٠: ٣٥ – ٤٠. وأنهما سيشربان من الكأس نفسه ويعتمدان المعمودية ذاتها. ونستنتج من هاتين الاستعارتين، أنه لا بد لأتباع يسوع أن يختبروا الآلام ذاتها بسبب خدمتهم له.
الثاني، وصف يسوع القيادة في الملكوت أنها خدمة في مَرقُس ١٠: ٤٠ – ٤٥. وقد سبق وأشار إلى هذه الفكرة مرتين عندما تحدث عن القيّم في الملكوت. لكن هذه هي المرة الأولى التي شرح السبب وراء ذلك: فالقادة المسيحيون يجب أن يكونوا خدّامًا لأنهم يتبعون مثال يسوع، هو الذي تصرّف كخادم عن طريق الألم والموت عن الخطيّة.
ثالثًا، برهن يسوع عن الدافع للقيادة الخادمة عن طريق إظهاره الرحمة للأعمى بارتيماوس. القادة الخدّام لا يقومون بتضحيات لمجرد أنهم يريدون مكافأة أكبر في الملكوت، بل لأنَّ لهم حنانًا حقيقيًا نحو الذين يخدمونهم.
عن هذه الخطة
كان اضطهاد المسيحيين في فكر مرقس عندما كتب الإنجيل الثاني. فقد اخبر مرقس قصة حياة المسيح بطرق تقوي إيمان المسيحيين الأوائل وتشجعهم على المثابرة خلال الألم.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org