الإنجيل حسب متىعينة
اليوم 09: رفض الإيمان بيسوع – متى 13: 54 – 17: 27
ويمتد القسم الروائي في هذا الجزء من ١٣: ٥٤ – ١٧: ٢٧ ويتضمن ثلاثة عشر حدثاً قاوم فيها بعضهم أن يضعوا ثقتهم بالمسيح باستثناء امرأة واحدة.
وتركز الحادثة الأولى والثانية على مناسبتين فيهما تم رفض الإيمان بيسوع كلياً. الأولى عندما جاء يسوع إلى مسقط رأسه الناصرة في ١٣: ٥٤ – ٥٨ فجيرانه السابقون لم يشكوا في قدرته على صنع المعجزات، لكنهم مع ذلك استاءوا منه ورفضوه. ونقرأ في ١٣: ٥٨ أن أهل الناصرة لم يعاينوا معجزات كثيرة بسبب عدم إيمانهم.
بعد ذلك نقرأ في ١٤: ١ – ١٢ عن هيرودس وموت يوحنا المعمدان. استحق هيرودس دينونة الله بسبب ما فعله بيوحنا. ولكن أكثر من ذلك، كما يبيّن لنا العدد الأول، لم يشك هيرودس بالأخبار التي سمعها عن معجزات يسوع، بل إن مستشاريه ظنوا أن يسوع هو يوحنا المعمدان الذي عاد من الموت ليضايق هيرودس.
أما الأحداث الثلاثة التالية فتركّز على تلاميذ يسوع وكيف كانوا بحاجة إلى أن ينموا في الإيمان. ونجد في متى ١٤: ١٣ – ٢١ قصة إشباع يسوع الخمسة آلاف. طلب يسوع من التلاميذ أن يُشبعوا الجموع التي تبعته لكن في العدد ١٥ شك تلاميذه وتذمروا لأن عندهم القليل من الطعام. فبرهن يسوع سلطانه بتكثير طعامهم وإشباعه الخمسة آلاف حتى فضل عنهم الطعام.
في ١٤: ٢٢ – ٣٦، مشى يسوع على الماء. في البداية أظهر بُطرس ثقة بيسوع بخروجه من السفينة، لكن بطرس شك عندما رأى الخطر وبدأ يغرق في البحر. ثم بعد أن أنقذه، انتقده يسوع في العدد ٣١ بقوله: "يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ، لِمَاذَا شَكَكْتَ؟"
وتخبرنا ١٥: ١ – ٢٠ عن نزاع نشب بين يسوع والفريسيين. هنا طلب بطرس من يسوع أن يفسّر له أمراً بسيطاً قاله يسوع. فأجاب يسوع مستنكراً "هَلْ أَنْتُمْ أَيْضاً حَتَّى الآنَ غَيْرُ فَاهِمِينَ؟"
في ١٥: ٢١ – ٢٨، نجد للمرة الأولى في هذه الأحداث إنساناً يؤمن بيسوع بثبات، هي المرأة الكنعانية التي سكن ابنتها روح شرير. وهي على خلاف الآخرين، توسلت إلى يسوع لكي يساعدها. وفي العدد ٢٨، وافق يسوع على طلبها وقال "يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ!" بعد ذلك عاد متى للتحدث عن إيمان التلاميذ الضعيف.
في ١٥: ٢٩ – ٣٩، تحدث متى عن معجزة إشباع الأربعة آلاف. في العدد ٣٣ سأل التلاميذ أين يمكنهم أن يجدوا ما يكفي من طعام، على الرغم من أنهم سبق ورأوا يسوع يشبع الخمسة آلاف.
في ١٦: ١ – ١٢ تحاجج يسوع مع الفريسيين والصدوقيين. والتفت فجأة إلى تلاميذه وحذّرهم من "خمير الفريسيين"، فظنوا أنه مستاء منهم لعدم جلبهم معهم خبزاً. لكن يسوع ذكّرهم بالأوقات التي كثّر فيها الخبز للآلاف ووصف تلاميذه في العدد ٨ بقوله: "يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ".
بعد ذلك يروي متى حدثين مرتبطين ارتباطاً وثيقاً، يقعان في ١٦: ١٣ – ٢٠. الأول: إعلان إيمان بطرس الشهير بالمسيح الذي يرد في العدد ١٦: "أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ!". ومدح يسوع إيمان بطرس وباركه.
لكن من جهة أخرى، في العدد ٢١ – ٢٧، وبخ يسوع بطرس بشدّة. فقد ابتدأ يسوع يخبر تلاميذه بأنه ذاهب إلى أورشليم ليتألم ويموت. وعندما اعترض بطرس، أجاب يسوع بقساوة في العدد ٣٣: "اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ!". وعلل يسوع توبيخه، بأن بطرس كان هنا يفكر مثل الناس وليس مثل الله. بعد هذا التوبيخ نأتي إلى تجلي يسوع في ١٧: ١ – ١٣. عندما عاين التلاميذ يسوع في مجده، أرادوا أن يقيموا مظال في المكان. لكن يسوع ذكرهم في العدد ١٢ أن مجده الحقيقي سيظهر فقط بعد موته وقيامته.
في ١٧: ١٤ – ٢٣، نقرأ عن شاب يسكنه الشيطان. وقد حاول تلاميذ يسوع أن يخرجوه ولم ينجحوا. بعد أن طرد يسوع الشيطان قال لهم في العدد ٢٠: "إيمانكم ضعيف جداً".
أخيراً في ١٧: ٢٤ – ٢٧ جاء الجباة إلى تلاميذ يسوع وسألوهم إن كان يسوع قد دفع ضريبة الهيكل. فأجاب بطرس بسرعة وعلى الأرجح بسبب الخوف وقال إنه دفع. ثم جاء لاحقاً إلى يسوع طلباً للمال فقام يسوع بتسديد المبلغ عن طريق صنع معجزة شارحاً لبطرس أنه لا توجد حاجة للقلق.
أشار متى إلى الذين رفضوا يسوع والمرأة الكنعانية المؤمنة، لكن تشديده الرئيسي كان على حاجة تلاميذه لينموا في إيمانهم به.
الكلمة
عن هذه الخطة
كتب متى الإنجيل الأول لشرح أن المسيح هو ملك اليهود الذي أحضر ملكوت السماوات، على الرغم من أن المسيح لم يأتي بالطريقة التي توقّعها الناس.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org