الإنجيل حسب متىعينة
اليوم 05: معجزات يسوع وردود الأفعال – متى 8: 1 – 9: 38
يمتد القسم الروائي الذي يتناول انتشار الملكوت من متى ٨: ١ – ٩: ٣٨. وهو يتألف من قصص عن معجزات يسوع وردود فعل أشخاص مختلفين عليها.
ويتألف هذا القسم الروائي من أحد عشر قسماً من ضمنها: يسوع والأبرص في ٨: ١ – ٤، وغلام قائد المئة في ٨: ٥ – ١٣، وحماة بطرس في ٨: ١٤ – ١٧، والعاصفة في ٨: ١٨ – ٢٧، والمجنونان في ٨: ٢٨ – ٣٤، والمفلوج في ٩: ١ – ٨، وجباة الضرائب والخطاة في ٩: ٩– ١٧، وصبية وامرأة في ٩: ١٨ – ٢٦، وأعميان في ٩: ٢٧ – ٣١، ومجنون آخر في ٩: ٣٢ – ٣٤. ثم ينتهي هذا القسم بتصوير حنان يسوع في ٩: ٣٥ – ٣٨.
ولا يسمح لنا الوقت سوى بتقديم بعض الملاحظات حول هذه الأحداث في حياة يسوع. فقد مارس يسوع سلطانه على المرض بشفائه الأبرص في ٨: ١ – ٤، وغلام قائد المئة في ٨: ٥ – ١٣. وحماة بطرس في ٨: ١٤ – ١٧، والمفلوج في ٩: ١ – ٨، والمرأة نازفة الدم في ٩: ٢٠ – ٢٢، والأعميين في ٩: ٢٧ – ٣١.
كما أنه أعاد صبية ميتة إلى الحياة في متى ٩: ١٨ – ٢٦، مبرهناً أن له القدرة والسلطان حتى على الموت نفسه. وقد برهن يسوع تحكمه بالطبيعة من خلال تهدئته العاصفة في متى ٨: ٢٣ – ٢٧.
بالإضافة إلى ذلك، أثبت يسوع سلطانه على مملكة إبليس عن طريق طرد الشياطين من شخصَين كانا يعيشان بين القبور في متى ٨: ٢٨ – ٣٤، ومن شخص أخرس في ٩: ٣٢ – ٣٤. وتشكل دعوة متى ليكون تلميذاً تمهيداً لقسم أكبر في التعامل مع رفقة يسوع لجباة الضرائب والخطاة في ٩: ٩ – ١٧. وقد دعا يسوع متى إلى التخلي عن حياته كجابي ضرائب إلى بدء حياة جديدة. ويعتبر هذا التغيير معجزة في حد ذاته. فهذا التحول في حياة جباة الضرائب والخطاة كان مذهلاً لدرجة جعلت متى ينتقل مباشرة إلى وليمة يسوع مع جباة الضرائب والخطاة، ودفعته إلى شرح أسباب فرحهم.
بالإضافة إلى تركيزه على سلطان يسوع، لفت متى أيضاً الانتباه إلى ردّة فعل الجموع تجاه سلطان يسوع. ببساطة، لقد اندهشوا. ونرى هذا في أماكن مثل متى ٨: ٢٧، ٣٤، و٩: ٨، ٢٦، ٣١، ٣٣. وقد قادتهم دهشتهم هذه في معظم الأحيان، إلى معارضة يسوع.
بعضهم عارض يسوع ببساطة بعدم الإيمان به. آخرون، لا سيما القادة اليهود، انتقدوه علناً. آخرون خافوه، كما نقرأ في متى ٨: ٣٤. آخرون ارتعبوا وصُدموا، كما نقرأ في متى ٩: ٣. أحياناً، كانت معارضتهم ليسوع عن حسن نية، كما في متى ٩: ١٤- مع أنها تبقى خاطئة. وأحياناً عارض الناس يسوع لأنهم رفضوا بإرادتهم ما عرفوا أنه حق، كما حصل في متى ٩: ٣٤. مع الأسف، أَخذت معارضتهم ليسوع تتسع أكثر فأكثر مع استمرار خدمة يسوع.
ختم متى هذا القسم الروائي حول معجزات يسوع الخارقة في ٩: ٣٥ – ٣٨ بوصف عبَّر فيه عن تحنن يسوع على الجموع. نقرأ الرواية متى في ٩: ٣٦ – ٣٨:
وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ تَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ، إِذْ كَانُوا مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَغَنَمٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا. حِينَئِذٍ قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «الْحَصَادُ كَثِيرٌ وَلكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ. فَاطْلُبُوا مِنْ رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ».
فهم يسوع أن أحد الأسباب التي لأجلها لم يقبله الشعب كملك، كان بسبب سوء معاملة قادتهم لهم، والتعليم الرديء الذي تلقّوه منهم. لكنه عرف أيضاً أن معجزاته كانت تليّن قلوبهم، وتجعلهم ميّالين إلى إتباعه. لذلك أوصى يسوع تلاميذه أن يصلوا لكي يقيم الله مبشرين وقادةً أبراراً يأتون بالضالين إلى ملكوت الله على الأرض، ويعلمونهم كيف يصبحون مواطنين أبراراً.
الكلمة
عن هذه الخطة
كتب متى الإنجيل الأول لشرح أن المسيح هو ملك اليهود الذي أحضر ملكوت السماوات، على الرغم من أن المسيح لم يأتي بالطريقة التي توقّعها الناس.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org