الإنجيل حسب متىعينة
اليوم 04: الموعظة على الجبل – متى 5: 1 – 7: 29
هذا الخطاب يُسمى عامة الموعظة على الجبل. في هذا الخطاب، يصف يسوع الحياة البارّة لمواطني الملكوت. وهو يشير صراحة إلى الملكوت سبع مرات، وتتمحور الموعظة بكاملها حول هذا الموضوع.
شدّد يسوع مرة تلو المرة، على أن تحديات البر هي أعظم بكثير مما تصوره قادة اليهود. كما شدّد أيضاً على أن أب مواطني الملكوت السماوي، هو أقرب إليهم وأكثر استعداداً ليباركهم مما تصوروا. وهذا الاتحاد بين هاتين الفكرتين التوأمين يعطي الموعظة سمتها المميزة.
خذ على سبيل المثال تعليم يسوع عن الزنا في الموعظة على الجبل. علّم يسوع أن شريعة الله تتطلب أكثر مما قد يُستدل من قراءة سطحية، وأكثر مما علّمه معلمو اليهود عامة.
اقرأ ما قاله يسوع في متى ٥: ٢٧ - ٢٨:
قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ.
عندما أشار يسوع إلى ما "قيل"، كان يتحدث عن التفسيرات الشائعة للكتب المقدسة بين معلمي اليهود في عصره. بعض هؤلاء المعلمين علموا أن وصايا العهد القديم حَرّمت الزنا، لكنهم فشلوا في معالجة القضية الأكثر أهمية، قضية القلب البشري. لكن يسوع أشار إلى أمر اعتُبر صحيحاً حتى في زمن العهد القديم وهو: الله غير مهتم بضبط السلوك الخارجي فقط، بل هو يريد أن تبدأ الطاعة من القلب.
وتشديد يسوع على الطاعة النابعة من القلب، قاده إلى وصف مواطني الملكوت "بـودعاء" في ٥: ٥، و "بـالجياع والعطاش إلى البرّ" في ٥: ٦، و "بـأنقياء القلب" في ٥: ٨. طبعاً، عرف يسوع أنه لا يمكن لأتباعه أن يتحولوا إلى هذا النوع من المواطنين إلا عندما يأتي ملكوت الله بكل ملئه. لكنه مع ذلك حضّهم أن يكونوا أبراراً الآن. اقرأ ما قاله يسوع في متى ٥: ٤٨:
فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.
إلى حد ما، من المستحيل إتمام هذه الوصية – فلا أحد كامل مثل الله. لكن يجب ألّا يقودنا ذلك إلى اليأس. بل بالعكس تماماً، فقد أعطانا يسوع وعداً كريماً، مشجّعاً. ففي كل موعظته، طمأن أتباعه المؤمنين بأن ملكوت السماوات هو لهم بالفعل.
على سبيل المثال، نجد في التطويبات الموجودة في متى ٥: ٣ – ١٠، ثماني بركات. والتطويبات الست في الوسط تَعِد بأن البركات ستُنال في المستقبل عندما يأتي ملكوت الله بكل ملئه. لكن البركتَين الأولى والأخيرة تختلفان، فقد أعلن يسوع أن شعبه قد سبق ونال بركتَي الملكوت هاتين.
اقرأ الطريقة التي ذكر فيها يسوع هذه البركات في متى ٥: ٣، ١٠:
"طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.... طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.
التحدي الحقيقي الكبير الذي يواجهنا في إتباع يسوع، يوازيه وعد كبير بأن قوة ملكوت الله تعمل الآن على تحويلنا إلى مواطنين أبرار في ملكوته.
الكلمة
عن هذه الخطة
كتب متى الإنجيل الأول لشرح أن المسيح هو ملك اليهود الذي أحضر ملكوت السماوات، على الرغم من أن المسيح لم يأتي بالطريقة التي توقّعها الناس.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org