مدخل إلى الأناجيلعينة
اليوم 03: تشابه الأناجيل مع الروايات التاريخية في العهد القديم
الخروج: 24: 8، 2 صموئيل 7: 1-17، لوقا 22: 20
بالإضافةِ إلى تَشابُهِ الأناجيلِ مع القِصَص التاريخيَّةِ النموذَجِية، وحتى مع سِيَرِ الحياةِ اليونانيةِ الرومانية، فهي تُشبِهُ بصورةٍ أكبَرَ القِصَصَ التاريخيَّةَ في العَهدِ القديم. ويَجبُ أَلاَّ يفاجِئَنا هذا. ففي النِهاية، شكَّلَتْ قِصَصُ العهدِ القديمِ جُزءاً من الأسفارِ المُقدَسّة لكُتّاب الأناجيل. ومن الإشاراتِ الكثيرةِ لكُتّابِ الأناجيلِ إلى العهدِ القديم، يمكنُنا أن نثقَ بأنَهم كانوا يَعرفونَ العهدَ القديمَ جيداً - وربما أفضلَ من معظمِ المسيحيينَ اليوم. ومَعرفتُهُم هذه بالعهدِ القديمِ أثرَتْ على طريقةِ قِيامِهم بعَملِهم.
فضلاً عن ذلك، كان لكُتّابِ الأناجيلِ وكُتّابِ قِصَصِ العهدِ القديمِ التاريخيَّةِ هدفٌ مشابهٌ وراءَ كتاباتِهِم، وهو شرحُ عهدِ اللهِ مع شَعبِه والدفاعُ عنه. على سبيلِ المِثال، تُوفّرُ القِصَصُ التاريخيَّةُ كالتي في خروجِ ١– ١٩، الأساسَ التاريخيَ للعهدِ الموسوي الذي نجِدُه من ٢٠ – ٢٤.
وهذا الهدفُ واضحٌ في مقاطعَ مثلِ خروجِ ٢٤: ٨، حيث نقرأُ القِصةَ التالية:
وَأخَذَ مُوسَى الدَّمَ وَرَشَّ عَلَى الشَّعْبِ وَقَالَ: "هُوَذَا دَمُ الْعَهْدِ الَّذي قَطَعَهُ الرَّبُّ مَعَكُمْ عَلَى جَمِيعِ هَذِهِ الاقْوَالِ".
وتُقدِّم لنا قصصٌ كتابيَةٌ أخرى، مثلُ يشوعَ ١ – ٢٣، الأساسَ لتَجديدِ العَهدِ في يشوعَ ٢٤. وقِصَصُ كتب القُضاةِ وصموئيلُ الأولُ هي الأساسُ التاريخي للعهدِ مع داودَ في ٢ صموئيلِ ٧. وبطريقةٍ مُشابهة، تُقدِّم الأناجيلُ الأساسَ التاريخيَ للعهدٍ الجديدِ الذي أسَسَهُ يسوع.
انظر إلى الطريقةِ التي تَعكِسُ فيها روايةُ لوقا في ٢٢: ٢٠ المقطعَ في خروجِ ٢٤: ٨ الذي قرأناهُ للتَو.
وَكَذَلِكَ الْكَأْسَ أَيْضاً بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلاً: "هَذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ".
باخْتِصار، عندما نقارنُ بين الأناجيلِ والأنواعِ الأدبيةِ الأُخرى المعروفَة، نجدُ أنها تُشبِهُ إلى حدٍّ بعيدٍ القِصَصَ التاريخيَّةَ الكِتابية. لكن هذا لا يعني أنها توافقُ القِصَصَ الكتابيةَ التاريخيَّةَ الأُخرى تماماً من كلِ ناحِية. فهي في النهايةِ تستمِدُ بعضَ الميزات من سِيَر الحياةِ اليونانيةِ-الرومانية. بهذا المعنى، يُمكنُ القولُ إن الأناجيلَ هي نوعٌ جديدٌ من الْقِصَّةِ الكتابيَّة التاريخيَّة. لذا، يُساعِدُنا ونحنُ نقرأُها، أَن نُفَكرَ بالأناجيلِ بصورةٍ رئيسيةٍ كقِصَصٍ تاريخيَّةٍ كتابية. لكن يَجبُ أيضاً أَن نرى تشديدَها على سيرةِ حياةِ يسوع، ونفهمَ الشخصياتِ الأُخرى بعلاقتِها به.
عن هذه الخطة
البحث في الطابع الأدبي للأناجيل، ومنزلتهم في الكنيسة، ووحدتهم وتنوعهم.
More
نود أن نشكر وزارات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org