مدخل إلى الأناجيلعينة

 مدخل إلى الأناجيل

يوم 5 من إجمالي 10

 اليوم: 05 وحدة الأناجيل الأربعة – إشعياء 52: 1-15 


يمكننا القول بصورة عامة، أن القصة التي ترويها كُتُبُ متى ومَرقُس ولوقا ويوحنا هي الإنجيل. في الواقع هذا هو السببُ وراءَ الإشارةِ إلى تلكَ الكتُبِ بـ"الأناجيل". فهي الكتبُ التي تُخبِرُنا قصةَ الإنجيل. لكن ما هي بالتحديدِ قصةُ الإنجيل؟

كلمة إنجيل هي ترجمةُ الكلمةِ اليونانيةِ إفَنجليون التي تَعني ببساطةٍ البشارة أو الخبر السار. لذلك عندما يتحدثُ الكتابُ المقدسُ عن إنجيلِ يسوعَ، فهو يشيرُ إلى الخبرِ السارِ عن يسوع. لكن ما هو بالتحديدِ هذا الخبرُ السارُّ؟ من هو يسوع؟ وما هي القصةُ التي تُخبرُنا الأناجيلُ عنه؟

بُغية الإجابةِ عن هذه الأسئلة، يجبُ أن نفهمَ أن كلمةَ "إنجيل" تشيرُ أحياناً إلى نوعٍ محدّدٍ من الأخبارِ في العالمِ القديم. على وجهِ الخصوص، عندما كان الملوكُ المحاربونَ أو الأباطرةُ يُخضِعون أراضيَ جديدة، كانوا يقومون بنوعٍ من الإعلاناتِ الملَكيةِ عن انتصاراتِهم، وتلك الإعلاناتُ كانت تُسمّى "البشارة". وباستخدامِها هذا التعبيرَ "إنجيل"، أعلَنَت "البشارة" عن انتصارِ مَلِك، وعن كون مُلكُه سيأتي بالبركاتِ إلى شعبِه. في الواقع، هذه هي الطَريقةُ التي استُخدِمَ فيها هذا التعبيرُ في العهدِ القديم.

على سبيلِ المِثال، انظر إلى كلماتِ إشَعياء ٥٢: ٧:

مَا أَجْمَلَ عَلَى الْجِبَالِ قَدَمَيِ الْمُبَشِّرِ الْمُخْبِرِ بِالسَّلاَمِ الْمُبَشِّرِ بِالْخَيْرِ الْمُخْبِرِ بِالْخَلاَصِ الْقَائِلِ لِصِهْيَوْنَ: "قَدْ مَلَكَ إِلَهُكِ!"

تخيّلَ إشَعياءُ في هذا المَقطَع، الاقترابَ الرائعَ للمُرسَلين من الجبالِ المحيطةِ بأورشليم، معلنينَ البشارة بأن زمنَ سَبي إسرائيلَ قد انتهى. فهم أعلنوا السلامَ والخلاصَ نتيجةَ مُلكِ اللهِ على الجميع.

وفي قرينةِ نبُوةِ إشَعياء، أيْ ملكُ الله – تأسيسُ مَلكوتِه على الأَرض- كانتِ الأخبارُ السارةُ التي كان شعب إسرائيلَ ويهوذا بحاجة أن يَسمعها. هي الأخبارُ بأن مُلك الله، سيجلبُ للشعب الراحةَ من أعدائِه وسيَعيشُ في مَلكوتِ الله الشاملِ إلى الأبَد.

لكن في زَمنِ إشَعياء، لم يكن اللهُ قد فعلَ ذلكَ بعد. فنبوةُ إشَعياءَ كانت تنظرُ إلى يومٍ في المستقبلِ عندما سيأتي اللهُ بقوةٍ كملكٍ على الأرضِ كلِها. والأخبارُ السارةُ التي أعلنَها متى ومَرقُس ولوقا ويوحنا، هي أن ذلكَ اليومَ قد أتى أخيراً بيسوعَ المسيح. وقد روى كُتّابُ الأناجيلِ جميعاً القصةَ ذاتَها، مشيرين إلى يسوعَ كالشخصِ الذي جاءَ بملكوتِ الله، وحقَّقَ نُبواتِ العهدِ القديم. فهُم الْمُبَشِّرونَ أصحابُ الأقدامِ الجميلة، الْمُخْبِرون بمجيءِ ملكوتِ اللهِ إلى الأرضِ بواسطةِ مَلِكِه الأخير: يسوع. وهذه القصةُ الواحدةُ حولَ مجيءِ الملكوتِ تشكّلُ الوَحدةَ الشاملةَ التي تشتركُ فيها الأناجيلُ الأربعة.

يوم 4يوم 6

عن هذه الخطة

 مدخل إلى الأناجيل

البحث في الطابع الأدبي للأناجيل، ومنزلتهم في الكنيسة، ووحدتهم وتنوعهم.

More

نود أن نشكر وزارات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org