مدخل إلى الأناجيلعينة
اليوم 02: اختلافات الأناجيل عن السِيّرة اليونانية - الرومانية / مرقس 6: 51-52، 14: 51-52، لوقا 1: 1-3
بالرغمِ من وجودِ أوجُهِ خلافٍ يُمكنُ الإشارةُ إليها، سنركِّزُ على ثلاثةٍ فقط: أولاً، تختلفُ الأناجيلُ عن سِيَر الحياة اليونانيةِ-الرومانيةِ من حيثُ القرّاءِ الموجَّهَة إليهم.
كانت سِيَرُ الحياةِ القديمةِ موجّهةً إلى فئةٍ أوسعَ من القُرّاء، بينما كُتبتِ الأناجيلُ إلى قرّاءٍ مُحدَّدين نِسبيّاً في الكنيسةِ الباكِرة. وبالرغمِ من إبداءِ الأناجيلِ سِماتٍ معيّنةً من سِيَر الحياة، فهي في جَوهرِها معدّةٌ للاستخدامِ الديني داخلَ الكنيسة. ويعزّزُ هذا القصدُ المحدَّدَ استخدامَها السريعَ في التعليمِ والعِبادةِ بشكلٍ مُنْتَظِمٍ داخلَ الكنيسة.
ثانياً، تختلفُ الأناجيلُ عن سِيَر الحياةِ من حيثُ نِقاطِ تشديدِها. تشدِّدُ سِيَرُ الحياةِ اليونانيةِ-الرومانيةِ بالإجمالِ على الصفاتِ الذاتيةِ لشخصياتِها الرئيسية، مشجَّعةً الآخرين على التشبُه بحياةِ تلكَ الشخصيات ومزاياهم. وبالرغمِ من أَن حياةَ يسوعَ هي مثالُنا من جوانبَ عدّة، فلا شكَ أَن للأناجيلِ تركيزاً مختلفاً، فهي تشدِّدُ على فَرادةِ يسوع، وتُركِّزُ عليه كالشخصِ الذي يُعلنُ اللهَ ويَفدي شعبَه، بينما يَعْجَزُ عن ذلك سواه. لهذا السبب، نرى أن قِسماً كبيراً من قِصةِ الأناجيلِ يتناولُ الأسبوعَ الأخيرَ من حياتِه – وهو أسبوعُ الآلام.
ثالثاً، الأناجيلُ وسِيَرُ الحياةِ القديمةِ تُمثِّل ثقافتَين مختلفتَين. سِيَرُ الحياةِ تعبِّرُ عن اهتماماتِ اليونانِ والرومانِ وعن قيمِهِم وأسلوبِ حياتِهم. أما الأناجيلُ فتقعُ بصورةٍ أكبرَ تحتَ تأثيرِ الثقافةِ اليهودية، لا سيما العهدِ القَديم. وهذا يَنطبِقُ حتى على إنجيلِ لوقا، وهو الإنجيلُ الأكثرُ تأثراً بالثقافةِ اليونانية وفكرِها.
في الخِتام، هناك أوجُهُ شَبهٍ بارزةٌ بين الأناجيلِ وسِيَر الحياةِ اليونانيةِ-الرومانية. ويُمكنُ لأوجُهِ الشَبهِ تلكَ أَن تُلقي بعضَ الضوءِ على مَعنى الأناجيل. لكن يتضحُ لنا من خلالِ أوجُهِ الخلافِ الهامةِ بينَها، أَن الأناجيلَ لا تتفقُ تماماً مع نَوع أدبِ سِيَر الحياةِ اليونانيةِ-الرومانية.
عن هذه الخطة
البحث في الطابع الأدبي للأناجيل، ومنزلتهم في الكنيسة، ووحدتهم وتنوعهم.
More
نود أن نشكر وزارات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org