العودة: لم يفُت الوقت بعد ولست بعيدًا جدًّاعينة

The Comeback: It's Not Too Late And You're Never Too Far

يوم 4 من إجمالي 7

حين تتحطَّم الأحلام

كيف نشبِّه أنفسنا برَجلٍ مثل يوسف؟ أُلقيَ به في حفرةٍ، بيع كعبدٍ، تعرَّض للخيانة، سُجن، نُسي. لكنَّ قصَّته أقرب إلى قصصنا ممَّا قد نتصوَّر للوهلة الأولى.

هل سبق لك أن تمَّ التَّخلِّي عنك؟ هل سبق وتُركت وحيدًا؟ أو بقيت خارجًا؟ هل سبق أن خابت آمالك؟ هل سبق أن طُعنت في ظهرك؟ ربَّما لم يكُن قد مضى وقتٌ على تصويبك للأمور لتسير في الإتِّجاه الصَّحيح حين أخَذْت فجأةً بالسُّقوط في دوَّامةٍ. إنَّه لأمرٌ مذهلٌ أن يمُرَّ يوسف في كلِّ هذا وأن يمتلك الرؤية على الرُّغم من ذلك ليَفهم أنَّ الله كان يعمل طوال الوقت.

هذه القصَّة الأكبر ليوسف. حتَّى بعد أن بدأ يُبلي حسنًا مِن جديدٍ، خسر كلَّ شيءٍ مجدَّدًا. هل سبق لك أن شعرت وكأنَّ كلَّ شخصٍ آخَر يَمضي قُدُمًا وأنت تتخلَّف عنهم أكثر فأكثر؟ هذا هو المكان الذي وجد فيه يوسف نفسه بالضبظ، إلَّا أنَّه لم يفقد رؤيته لعمل الله في حياته قطُّ.

يمكن لنا أن نستخلص خمسة مبادئ على الأقلِّ من اختبار يوسف. أوَّلًا، فهِم يوسف أنَّ الغرض من حياته (إذا ما أَخذْنا كلَّ شيءٍ في الحسبان) كان أن يشكِّل جزءًا صغيرًا من خطَّة الله الأكبر للعالَم. عَرف يوسف أنَّ القصد من حياته كان أكبر من مجرَّد تحقيق حلمه هو، حتَّى لو كان حلمه هذا معطًى من الله. عَلِم أنَّه هنا على الأرض ليكون جزءًا من قصَّة الله. ثانيًا، عَلِم أنَّ الله سيَسير طول المسافة معه. كان الله معه حين بيع للتُّجَّار، وعلى منصَّة المزاد، وفي دار فوطيفار، وفي السِّجن. كان مع يوسف حين كان في صَرْح فرعون، وخلال سنين الخصب وسنين القحط، وعندما عاد إخوته. كان الله معه كلَّ الوقت.

ثالثًا، عَرف يوسف أنَّه كان عليه أن يقدِّم لله أفضل ما لديه. كان بإمكان يوسف بالطَّبع أن يقوم بأدواره كخادمٍ بدون التزامٍ كاملٍ. كان بإمكانه أن يستهين. لكنَّه أَدرك أنَّ الله كان إلى جانبه في العمليَّة، فأراد أن يستمرَّ في بذل قصارى جهده في كلِّ موقفٍ.

رابعًا، فَهِم يوسف أنَّ العودة لا تعني الإسترداد. قال لإخوته أنَّ الله كان المسؤول عن حياته، وليس هُم. لم يَقُل أنَّ كلَّ نتائج أفعالهم قد اختفت، لكنَّه غفر لهم لأنَّه أدرك أنَّه كان جزءًا من قصَّة الله.

وأخيرًا، أدرك يوسف أنَّه كان جزءًا من قصَّة خلاصٍ. قال يوسف: "والآن لا تتأسَّفوا ولا تغتاظوا لأنَّكم بعتموني إلى هنا، لأنَّه لاستبقاء حياةٍ أرسلني الله قدَّامكم" (تكوين ٥:٤٥). تمسَّكْ بهذه العبارة القصيرة: لاستبقاء حياةٍ. إنَّ التَّفكير بأنَّك في القصَّة الأكبر لله أمرٌ فائقٌ للطَّبيعة. إنَّ ذلك النَّوع من التَّفكير يقول بأنَّ وظيفتي كلَّ يومٍ هي أن أضع حياتي بين يدَي الله، ووظيفة الله كلَّ يومٍ هي أن يستخدم ظروفي لمجده.

يعلِّمنا يوسف أنَّ كفاحنا هو دائمًا لخلاص شخصٍ ما. لا يعني ذلك أنَّه علينا أن نقول: "إجلِبْ لي المزيد من الكفاحات لأنَّ عددًا أكبر من الأشخاص سوف يحصلون على الخلاص." ما من أحدٍ منَّا يركض بلهفةٍ إلى تلك المعركة. لكن عندما تأتي المعركة إلينا نحن نعلَم أنَّ الله يحقِّق غرضًا عظيمًا.

أجبْ

تحوَّل يوسف مِن حالمٍ إلى عبدٍ ومن ثمَّ إلى سجينٍ. ما أوجه الشَّبه الَّتي تجدها بينك وبين قصَّته؟

كيف، باعتقادك، شَعَر يوسف عندما كان في السِّجن وبدى وكأنَّ الأمور تنهار؟ كيف تتدبَّر أمورك حين تنهار الأمور في حياتك؟

برأيك، ما هو الشَّيء الَّذي مكَّن يوسف من عدم فقدان رؤيته البتَّة لحقيقة أنَّ الله كان يعمل في حياته؟ كيف شكَّلته ظروفه للعمل الَّذي أراده الله أن يعمله؟

شاهد الفيديو باللغة العربية بالذهاب الى الإعدادات (أيقونة الترس)، اضغط على (الترجمة) واختر العربية
يوم 3يوم 5

عن هذه الخطة

The Comeback: It's Not Too Late And You're Never Too Far

تتضمَّن خطَّة القراءة هذه ٧ تأمُّلاتٍ يوميَّة مرتكزةٍ على كتاب لوي غيغليو "العودة: لم يفُت الوقت بعد ولست بعيدًا جدًّا." تتطرَّأ كلُّ واحدةٍ من هذه القراءات إلى أمثلةٍ عن رجالٍ ونساء من الكتاب المقدَّس لتُظهر كيف أنَّ الله منشغلٌ في إعطاء بداياتٍ جديدةٍ لأشخاصٍ يحتاجون إلى عودةٍ.

More

نودُّ أن نشكر لوي غيغليو لتقديمه خطَّة القراءة هذه. لمزيدٍ من المعلومات، يرجى زيارة: http://www.louiegiglio.com/thecomeback