أعماق الفكر اللاهوتي عند بولس: بولس وأهل كورنثوسعينة
اليوم 14: المحبة الرسولية - ٢ كورنثوس ٥: ١٤-١٥
تكلم بولس أيضاً بشدة عن المحبة عند دفاعه عن رسوليته. مثلاً، عند تفسيره سبب قيامه بالخدمة بهذه الطريقة، كتب في ٢ كورنثوس ٥: ١٤-١٥:
لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا... وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ. (٢ كورنثوس ٥: ١٤-١٥)
محبة المسيحيون أجبرتَ بولس بأن يخدم ويبشّر. في هذا السياق من جدال بولس، فإن موقفهُ كان كهذا: لأن المسيح أحبَ هؤلاء المؤمنين بشكل كافي حتى يموت ويؤكد ميراثهم في الدهر الاتي، ولأن بولس رأى المسيح فيهم، فلن يستطيع بولس إلا أن يحبهم أيضاً. وبالطبع، رغبتهُ كانت بأن كل المؤمنين سيشاركون في هذا النوع من المحبة المسيحية.
إنَّ الأسلوب الأكثر وضوحاً الذي طبَّق فيه بولس هذه الأفكار حول المحبة على المشاكل في كورنثوس، كان في توصياته التي تتعلق بكبرياء الكورنثيين بالمواهب الروحية. وواحدة من الطرق، التي أمل بولس أن يعالج بها هذا الوضع، كان إظهاره أنَّ جميع هذه المواهب المثيرة للاهتمام أو سواها، تصبح لا جدوى منها ومزعجة إذا لم تُستعمل بمحبة. كما كتب في ١ كورنثوس ١٣: ١-٢:
إِنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ فَقَدْ صِرْتُ نُحَاساً يَطِنُّ أَوْ صَنْجاً يَرِنُّ. وَإِنْ كَانَتْ لِي نُبُوَّةٌ وَأَعْلَمُ جَمِيعَ الأَسْرَارِ وَكُلَّ عِلْمٍ وَإِنْ كَانَ لِي كُلُّ الإِيمَانِ حَتَّى أَنْقُلَ الْجِبَالَ وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ فَلَسْتُ شَيْئاً. (١ كورنثوس ١٣: ١-٢)
النبوءة، والألسنة، والعلم الخارق، والقيام بالمعجزات، أُعطيت هذه المواهب لمنفعة المؤمنين الروحية، وليس لأجل قيمتهم الدنيوية. ما لم تُستعمل المواهب بمحبة، فإنها لا تمنح البركات الروحية. المواهب الروحية العديدة في الكنيسة برهنت بأن الدهر الاتي قد بدأ. ولكن فقط عندما تُستعمل في المحبة، تعمل هذه المواهب بأقل شراً، المعاناة والموت للدهر الحاضر، بالسماح للكنيسة بأن تشارك في بركات الدهر الاتي.
عن هذه الخطة
البحث في خلفية رسائل بولس لأهل كورنثوس، ودراسة البناء والمحتوى للرسالتين الأولى والثانية لأهل كورنثوس، واعلان مفهومه عن الأخرويات.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org