أعماق الفكر اللاهوتي عند بولس: بولس وأهل كورنثوسعينة

اليوم 7:   ردود بولس على الرسائل – ١ كورنثوس ٧: ١-١٦: ١٢ 

الجزء الرئيسي الثاني من الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس يمتد من ٧: ١-١٦: ١٢. هناك نجد ردود بولس على أسئلة الزواج، واللحم المذبوح للأوثان؛ والمواهب الروحية؛ وجمع التبرعات لكنيسة أورشليم وأبلّوس. وداخل هذا الجزء الاكبر، فإن ٢: ١١-٣٤ فريد بأنه يتعامل بأسئلة عن العبادة، ومن المحتمل أنه لم يكن رد لسؤال معين، مُثار من الرسالة إلى كورنثوس. 

السؤال الأول الذي عالجه بولس هو الزواج، في ٧: ١-٤٠. أثار بعض المؤمنين في كورنثوس أسئلة حول السلوك الجنسي داخل الزواج وحول كرامة الزواج نفسه. أكّد بولس في رده على صحّة الزواج، وعلى أنَّ الزواج يجب أن يتضمن عنصر الجنس. ولكنه أكد أيضاً أنَّ العزوبية تسمح للمؤمنين أن يركّزوا أكثر على مصالح ملكوت المسيح.

في الإصحاح ٨-١٠، يتكلم بولس عن اللحم المذبوح للأوثان. ولكن في ممارستهم العادية، فإن المعابد الوثنية لا تستهلك أو تقدم كمية اللحم المذبوح كلها من الحيوانات، فهم غالباً يبيعون البواقي. هكذا، كتب بولس في الإصحاح ١٠ عن الذبائح التي تُشترى في السوق. دافع عن المؤمنين الذين أكلوا من هذا اللحم، طالما أنهم لم يفعلوا هذا كجزء من طقس عبادة وثنية أو خلافاً لضميرهم. في المادة المتداخلة في الإصحاح ٩ عبَّر بولس عن رغبته في تقييد الحريَّة المسيحية.

في الإصحاح ١١، تحوّل بولس إلى مسألتين تتعلقان بالعبادة: أدوار الجنسين في الآيات ٢-١٦، وسوء معاملة الفقير أثناء عشاء الرب في الآيات ١٧-٣٤. تكلمنا سابقاً عن هذين الامرين، ولهذا سنشير بأنَّ نفس التعجرف قد جعل البعض من الكنيسة يسيئون الأدب تجاه بعضهم البعض أثناء العبادة. ليس من المستغرب أن يكون حلّ بولس بتوجيه وتغيير مواقف القلب.

يتكلم بولس في الإصحاح ١٢-١٤، عن المشاكل المتعلقة باستعمال المواهب الروحية. في الإصحاح ١٣ المعروف عادة باسم إصحاح المحبة يفسِّر بولس أنَّ المواهب الروحية جميعها يجب أن تستخدم في المحبة، وإذا لم تستعمل في هذا الطريق فهي عديمة الفائدة. أخيراً، في الإصحاح ١٤ يوبِّخ الكورنثيين على فوضة ضبط استعمال مواهبهم في العبادة.

يقدّم الإصحاح ١٥ موضوع قيامة جميع المؤمنين. وضَّح بولس أنَّ القيامة هي العنصر الرئيسي للإنجيل، ولكي يحصل المؤمنون على الخلاص النهائي، يجب أن يُقاموا من بين الأموات مثل يسوع. ختم بولس في ١٦: ١-١٢ بتعليمات عن كيفية جمع المعونات للمحتاجين في أورشليم، وبإبداء بعض الملاحظات بخصوص أبلُّوس.