أعماق الفكر اللاهوتي عند بولس: بولس وأهل كورنثوسعينة

أعماق الفكر اللاهوتي عند بولس: بولس وأهل كورنثوس

يوم 11 من إجمالي 14

  اليوم 11:   الإيمان بالمسيح كمخلص - ٢ كورنثوس ٥: ١٥-١٧ 

فشل الكورنثيون كذلك في تمجيد المسيح بالتقليل من قيمة دوره كمخلّص. فقد أغفلوا تحديداً، حقيقة أنه فقط من خلال الاتحاد بالمسيح، يتلقى المؤمنون بركات الزمن الآتي، بما فيها المواهب الروحية والكرامة. علّم بولس بأنه فقط من خلال الاتحاد بالمسيح، يشترك المؤمنون في شرف ومواهب المسيح.

ولكن على الأقل، ظن بعض الكورنثيين، إن كان المسيحي ذا مكانة رفيعة ونفوذ، فهذا لأنه يستحق هذه الأشياء. والآخرين، كانوا مسيحيين أدنى في المرتبة.

ولهذا، شدد بولس على أن الاتحاد مع الله، هي الطريقة الوحيدة لاختبار بركات الدهر الاتي وهو وجه الزمن الآتي. يعيش المسيح الآن في جميع المؤمنين، وإذا كان المؤمنين متحدين جداً مع المسيح، عندها سيكون لجميعهم مركز رفيع، ويجب معاملة جميعهم باحترام ومحبة. لنتأمل الطريقة التي وضّح فيها بولس قضيته في ٢ كورنثوس ٥: ١٥-١٧:

وَهُوَ مَاتَ... لأَجْلِهِمْ وَقَامَ إِذًا نَحْنُ مِنَ الآنَ لاَ نَعْرِفُ أَحَداً حَسَبَ الْجَسَدِ... إِذاً إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً. (٢ كورنثوس ٥: ١٥-١٧)

أكّد بولس على عدم تقييم المؤمنين أنفسهم أو الآخرين تبعاً لمقايـيس جسدية أو دنيوية. هو أرادهم بالأحرى أن ينظروا إلى جميع المؤمنين. إن التركيز على عقيدة الاتحاد مع المسيح، من الممكن أن يساعد الكورنثيين أن يروا قيماً غير محدودة في مؤمنين آخرين لم يتعاملوا بمقاييس دنيوية. في نفس الطريقة، علّم بولس الكنيسة أن يقيدوا حريتهم بأن يأكلوا الطعام الذي ذُبح للأوثان، على أسس انه لكي يؤذوا مؤمن أخر، كان بأن يخطئوا ضد المسيح. لنقرأ نصيحته حول هذه المسألة، في ١ كورنثوس ٨: ١٢:

وَهكَذَا إِذْ تُخْطِئُونَ إِلَى الإِخْوَةِ وَتَجْرَحُونَ ضَمِيرَهُمُ الضَّعِيفَ تُخْطِئُونَ إِلَى الْمَسِيحِ. (كورنثوس ٨: ١٢)

علَّم بولس أنه بسبب اتحاد المؤمنين بالمسيح، فإن من يخطئ إلى مؤمن، يخطئ إلى المسيح.

وعلّم الذين يتمتعون بخيرات الحياة، ألاَّ يُخجِلوا الفقير أثناء عشاء الرب لنفس السبب. كتب في (١ كورنثوس ١١: ٢٧).

إِذاً أَيُّ مَنْ أَكَلَ هذَا الْخُبْزَ أَوْ شَرِبَ كَأْسَ الرَّبِّ بِدُونِ اسْتِحْقَاق يَكُونُ مُجْرِماً فِي جَسَدِ الرَّبِّ وَدَمِهِ. (١ كورنثوس ١١: ٢٧)

في هذا السياق، ذكّرَ بولس الكورنثيين أنَّ يسوع قدّم نفسه لأجلهم جميعاً، وليس فقط لأجل الغني والقوي. وأكّد بولس، أنَّ المشاركة في العشاء دون استحقاق، أي إساءة معاملة الفقير أو المؤمنين الآخرين خلال العشاء، هو خطية تجاه المسيح ذاته.

استعمل بولس هذا النوع من البراهين والحجج مرة أخرى في ١ كورنثوس ١٢: ١٢، بخصوص المواهب الروحية. وفي ٢ كورنثوس ١: ٥، شجعَ المؤمنين بقوله، سيكون لهم تعزية بالمسيح. مرة تلو الاخرى، أدرك بولس بأنه فقط من خلال الاتحاد بالمسيح، يشارك المؤمنون في بركات الزمن الآتي. نستطيع أن نقدّم للمسيح الإكرام اللائق، ونتجنب خطايا كثيرة متجذرة في الغطرسة. 

يوم 10يوم 12

عن هذه الخطة

أعماق الفكر اللاهوتي عند بولس: بولس وأهل كورنثوس

البحث في خلفية رسائل بولس لأهل كورنثوس، ودراسة البناء والمحتوى للرسالتين الأولى والثانية لأهل كورنثوس، واعلان مفهومه عن الأخرويات.

More

:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org