أعماق الفكر اللاهوتي عند بولس: بولس وأهل غلاطيةعينة
اليوم 4: مقدمة رسالة غلاطية ٢: ١-٢١
السجل التاريخي الآخر في (٢: ١-١٠)، يخبرنا عن لقاء بولس مع القادة في أورشليم. وببساطة التقى بولس، بقادة الكنيسة في أورشليم الذين اعترفوا بخدمته في تبشير الأمم. اصغوا إلى ما دوّنه بولس في غلاطية ٢: ١-٩:
صَعِدْتُ أَيْضاً إِلَى أُورُشَلِيمَ... بِمُوجَبِ إِعْلاَنٍ وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمِ الإِنْجِيلَ الَّذِي أَكْرِزُ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ... إِذْ رَأَوْا أَنِّي اؤْتُمِنْتُ عَلَى إِنْجِيلِ الْغُرْلَةِ... يَعْقُوبُ وَصَفَا وَيُوحَنَّا... أَعْطَوْنِي وَبَرْنَابَا يَمِينَ الشَّرِكَةِ لِنَكُونَ نَحْنُ لِلأُمَمِ. (غلاطية ٢: ١-٩)
وقد روى بولس هذه القصة للغلاطيين لكي يدركوا أن خدمته بين الأمم لا تتعارض مع التعليم الموثوق به لقادة الكنيسة في أورشليم. كان لبولس كل الحق بالتعاطي مع مسألة ختان الأمم كما فعل.
أما السجل التاريخي الثالث الذي نجده في ٢: ١١-٢١، فيصف نزاع بولس مع بطرس في أنطاكية سورية. ففي وقت سابق صادق بطرس الأمم غير المختونين بحرية. لكنه لم يلبث لاحقاً أن خاف على سمعته وعزل نفسه عن المؤمنين غير المختونين.
بغض النظر عمّا آمن به بطرس في قلبه، فإن أفعاله تماشت مع الاعتقاد الخاطئ بأن المؤمنين الأمم غير المختونين هم أقل شأناً من المؤمنين اليهود. عندما اكتشف بولس ذلك، واجه بطرس بالأمر. نقرأ في غلاطية ٢: ١٥-١٦ ما قاله بولس لبطرس في تلك المناسبة:
نَحْنُ بِالطَّبِيعَةِ يَهُودٌ وَلَسْنَا مِنَ الأُمَمِ خُطَاةً إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ آمَنَّا نَحْنُ أَيْضًا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا. (غلاطية ٢: ١٥-١٦)
وقد كتب بولس ليبرهن أن بطرس ذاته خضع لتصحيحه في هذه المسألة. إذا بولس صحح بطرس فمؤكد أنه صحح معلمي غلاطية الكذبة. في هذه السجلات الثلاثة، الدعوة والتدريب، لقاء القادة في أورشليم والنزاع مع بطرس، دعم بولس بقوة قضيته ضد المعلمين الكذبة.
الكلمة
عن هذه الخطة
البحث في خلفية رسالة بولس إلى أهل غلاطية، محتوى الرسالة إلى أهل غلاطية، ووجهات نظر بولس اللاهوتية الرئيسية.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org