قانون إيمان الرسلعينة
اليوم 48: القيامة (الفداء)
سنتناول فداء أجسادنا في ثلاث مراحل: أولاً، الأمور التي يختبرها المؤمنون خلال حياتنا الحاضرة على الأرض. ثانياً، الحالة المتوسطة لأجسادنا التي تبدأ بالموت الجسدي. وثالثاً، الحياة الجديدة للقيامة نفسها والتي تبدأ مع عودة المسيح.
1) حياتنا الحاضرة:
رغم أن المسيحيين يتحدثون عن فداء أجسادهم عادةً، بالنسبة لقيامتهم في اليوم الأخير، يعلّم الكتاب المقدس في الواقع، أن خلاص أجسادنا يبدأ مع سكنى الروح القدس فينا عندما نؤمن في البداية. إن هذه السكنى مذكورة على سبيل المثال، في رومية 8: 9–11. ورغم أنها لا تؤدي إلى قيامتنا الجسدية الفورية، فهي تختمنا بضمان فداء أجسادنا الكامل في المستقبل (أفسس 1: 13-14).
وتستمر أجسادنا بالاستفادة من حضور الروح القدس الساكن فينا طوال حياتنا، لا سيما من خلال عملية التقديس. حيث إن تقديس أجسادنا مشابه لتقديس أرواحنا. ويفرزنا الروح القدس لله ويطهّرنا. ويستمر في تقديسنا طوال حياتنا، بينما يغفر الخطايا التي نرتكبها بأجسادنا، ويضمن أن نستخدم أجسادنا بطرق تمجّد الرب. يؤدي بنا هذا مثالياً، إلى تمجيد الله بأجسادنا (1 كورنثوس 6: 20)، وتقديمها لله كذبائح حية (رومية 12: 1).
2) الحالة المتوسطة:
بعد بداية فداء أجسادنا في الحياة الحاضرة للمؤمنين، تستمر العملية خلال موتنا الجسدي. عندما نموت، تنفصل أجسادنا عن أرواحنا مؤقتاً. وغالباً ما تسمى هذه الحالة بالحالة المتوسطة – وهي الحالة بين حياتنا على الأرض الآن، والحياة التي سنحياها عند القيامة. حيث تسكن أرواحنا، في الحالة المتوسطة، مع المسيح في السماء (متى 17: 3، 2 كورنثوس 5: 6–8). لكن بينما تكون أرواحنا في السماء، تبقى أجسادنا على الأرض. فما زالت أجسادنا فاسدة بسبب الخطيّة، ويتضح هذا من حقيقة انحلالها. لكن لم يعد بإمكان الخطيّة التي تفسد أجسادنا، أن تؤثر فينا لنرتكب الخطيّة. فمن جهة، يحرّرنا الموت من سيطرة الخطيّة (رومية 6: 2–11)، ومن جهة أخرى، ترقد أجسادنا في القبر في حالة من اللاوعي، عاجزة عن أي فكر، عمل أو شعور، سواء كان حسناً أو سيئاً. لكن رغم أن أجسادنا وأرواحنا منفصلة مؤقتاً عند الموت، لا يقول الكتاب المقدس أبداً أن أجسادنا ليست جزءاً منا. فسواء دُفِنت، أو أُحرِقت، أو بدا أنها فُقِدت، تبقى أجسادنا جزءاً منا. وهناك عشرات الأمثلة عن ذلك في الكتاب المقدس.
لا شك أن السماء ستكون مكاناً رائعاً يفوق توقعاتنا. لكن يصح القول أيضاً بأن خلاصنا لن يكون كاملاً بعد حتى في السماء، لأن أجسادنا لم تَقُم بعد. قال بولس في رومية 8: 23 أننا نئن في هذه الحياة لأننا لم نحصل على أجسادنا المُقامة بعد. لكن ما تزال الأرواح في السماء تنتظر أجسادها الجديدة أيضاً. وهكذا، يمكننا القول أنها تئن نوعاً ما أيضاً بانتظار فداء أجسادها.
3) الحياة الجديدة:
ستحصل أجسادنا على حياة جديدة كاملة، عندما يتم إعادتها إلى الحياة في القيامة العامة. فعند القيامة، ستُطرح أخيراً عواقب الخطيّة بعيداً عنا إلى الأبد (رومية 8: 23، 1 كورنثوس 15: 12–57، فيلبي 3: 11). وغالباً ما يشير اللاهوتيون إلى هذه المرحلة من الخلاص بالتمجيد، لأنها تجعل منا بشراً كاملين ممجدين. ولا تعطينا الأسفار المقدسة تفاصيل كثيرة عن تمجيدنا. لكنّ بولس قارن باختصار أجسادنا الممجدة بأجسادنا الحالية (1 كورنثوس 15: 42–44).
لا يمكننا التأكد بدقة مما سيستمر وما سينتهي بين أجسادنا اليوم وأجسادنا عند القيامة. فكما خضع جسد المسيح لتغييرات عند قيامته، ستتغير أجسادنا أيضاً. ستتجدد، تكتمل، وتصبح خالدة، ممجدة، قوية، وروحية. لكنها ستكون بشرية بالكامل أيضاً. سنصبح أخيراً، عند قيامتنا، الشعب الذي أرادنا الله أن نكونه دائماً.
الكلمة
عن هذه الخطة
هناك العديد من الطوائف، والانقسامات، والخلافات اللاهوتية في الكنيسة المعاصرة. ولكن على الرغم من أنواع الانقسامات هذه، فهناك جوهر مشترك للإيمان يُقرّه كل المسيحيين الأمناء على مر التاريخ. وإلى ما يقرب من ألفي عام، تم تلخيص جوهر الإيمان هذا في قانون إيمان الرسل. تشرح هذه الخطة تاريخ واستخدام قانون إيمان الرسل، كذلك تفاصيل وأهمية كل مادة من مواد الإيمان للكنيسة المعاصرة.
More
نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org/