قانون إيمان الرسلعينة
اليوم 47: القيامة (الإنجيل)
يعلّمُ الكتابَ المقدسِ بوضوح الأخبارَ السارةَ بأنه عند رجوع المسيح، ليس أرواحُنا فقط، بل أجسادُنا أيضًا ستتمجد. سنستكشف فكرة كون القيامة الجسدية جزء من الإنجيل بالتطرق إلى ثلاث مسائل. أولاً، سنذكر خلفية العهد القديم لهذه العقيدة. ثانياً، سنرى أنها معلنة في العهد الجديد بوضوح. وثالثاً، سنتحدث عن العلاقة بين قيامة المؤمنين وقيامة يسوع.
1) العهد القديم:
تأتي كلمة إنجيل التي تعني الأخبار السارة في الواقع من العهد القديم. ونجدها بصورة خاصة في إشعياء 52: 7؛ 61: 1، ناحوم 1: 15. بمعنى ضيّق، كانت الأخبار السارة بأن الله سينقذ شعبه من ظلم أعدائهم الأرضيين. لكن كانت بمعنى أوسع بأن الله سيعكِس كل اللعنات التي نتجت عن سقوط آدم وحواء في الخطيّة. وأنه سيمد سيادته السماوية المجيدة إلى كل الأرض، ويبارك في النهاية كل المؤمنين به.
كان خلاص الله المُقدَّم في العهد القديم مستنداً إلى انتصار المسيح المستقبلي. ورغم أن المسيح لم يكن قد أتى ليموت عن الخطيّة بعد، فقد سبق ووعد بأن يموت عن شعبه. وكان هذا الوعد كافياً ليضمن خلاصهم. في الواقع أشار كل رجاء للخلاص في العهد القديم إلى المسيح وما سيتممه (عبرانيين 10: 1–5).
كجزء من الإنجيل في العهد القديم، تم تعَليم شعب الله بأنه سيأتي يوم يقيم فيه الله كل الأموات من البشر، ويدينهم على أعمالهم. حيث سيتبارك للأبد، من عاش حياة بارة، مؤمناً بالله، أما الذين تمرّدوا على الله فستتم إدانتهم في مستقبل دائم من العقاب (إشعياء 26: 19–21، دانيال 12: 1-2). وستستمر هاتان الفئتان من النتائج بصورة جسدية للأبد. ويشير اللاهوتيون المسيحيون إلى هذا الحدث بالدينونة الأخيرة.
يشير قانون إيمان الرسل إلى الدينونة الأخيرة في البند التالي: وأيضاً سيأتي من هناك ليدين الأحياء والأموات.
2) العهد الجديد:
يتم تحقيق كل وعود العهد القديم المتعلقة بالخلاص في يسوع. فموته هو الحقيقة التي أشارت إليها ذبائح العهد القديم (عبرانيين 10: 1–5). وعلّم بولس في رومية 15: 8–13، وغلاطية 3: 16، أن إنجيل يسوع يتمّم الوعود المُعطاة لرؤساء آباء العهد القديم.
علّم يسوع أن القيامة العامة ستحصل عند الدينونة الأخيرة. على سبيل المثال، رفض يسوع في متى 22: 23-32 ولوقا 20: 27–38، إنكار الصدوقيين للقيامة العامة. شجّع المؤمنين في لوقا 14: 13-14، على القيام بأعمال صالحة على أساس أنه ستتم مُكافئتهم عند القيامة. وأيّد في يوحنا 11: 24-26، هذه العقيدة في حديثه مع مرثا أخت لعازر.
أصر يسوع في لوقا 20: 37 على أن عقيدة القيامة العامة سبق وأعلن عنها في العهد القديم. وأشار الرسل باستمرار إلى إيمان المسيحيين بمواعيد العهد القديم حول القيامة. على سبيل المثال، قام بطرس ويوحنا بذلك في أعمال الرسل 4: 1-2. وفعلها بولس في أعمال الرسل 23: 6–8؛ 24: 14–21.
من المهم بالنسبة لنا أن نفهمَ أن خطةَ اللهِ الخلاصية لم تتغيرْ أبدًا. فهو لم يعيّنْ طريقةً تخلصُ بها إسرائيلُ القديمةُ، وأخرى نخلصُ بها نحن. هو لم يعيّن طريقًا لخلاص اليهود وطريقًا آخر لخلاصِ الأمم. فالعهدان، القديمُ والجديدُ، منسجمان في تعليمهما. وهذا هو أحد الأسبابِ التي تجعلُ المسيحيين يثمّنونَ العهدَ القديم ككلمةِ الله لحياتِهم. فشعبُ الله خلصوا دائمًا بالنعمة، بالإيمان، وبواسطة المسيح. والمسيحيون أيضًا، هم جزءٌ من تاريخ طويلٍ من الرحمةِ والفداءِ اللذَين قدمهما الله لشعبه الأمين. والكتاب المقدس كلُه – بعهديه – يعلّمنا عن هذه الحقيقة الرائعة.
3) قيامة يسوع:
يعلم العهد الجديد عن وجود ارتباطين هامين على الأقل بين قيامة يسوع وقيامة المؤمنين.
أولاً، سنقوم إلى حياة مباركة، بالتحديد لأننا متحدون بيسوع بقيامته. علّم بولس أن المعمودية تُوحّدنا بموت المسيح بالإيمان، مما يؤدي إلى تسديد الدين الذي علينا بسبب خطيّتنا (رومية 6: 4-5). لكنها تُوحدّنا بقيامته أيضاً، مما يؤدي إلى تجديد أرواحنا في الحياة الحاضرة، وقيامة أجسادنا المادية في المستقبل (1 كورنثوس 15: 21-22، فيلبي 3: 10–12، كولوسي 2: 12). ونتيجة لحقيقةِ اتحادنا بيسوع في قيامته، فإن قيامتنا مضمونة. أشار بولس في 1 كورنثوس 15: 20–23 إلى قيامة يسوع كباكورة الحصاد الذي سيشمل كل الذين لِلْمَسِيحِ.
أمر الله إسرائيل في العهد القديم، أن تقدّم له باكورة حصادها. ونرى هذا على سبيل المثال في لاويين 23: 17. وكانت هذه الباكورات القسم الأول من الحصاد، ومثّلت الحصاد كله. فقد شكّلت نوعاً من الضمان – بتقديم القسم الأول من الحصاد للرب، وعبّر الإسرائيليون عن إيمانهم بأنهم أنفسهم سينالوا بقية الحصاد. وبرهن الله بمَنْحِنا قيامة يسوع، عن نيّته الكاملة بإقامتنا بالطريقة ذاتها. وهكذا، يمكننا كمؤمنين أن نكون على ثقة كبيرة بقيامتنا المستقبلية، عالمين أن الله ختمنا إلى ذلك اليوم بقيامة المسيح.
الكلمة
عن هذه الخطة
هناك العديد من الطوائف، والانقسامات، والخلافات اللاهوتية في الكنيسة المعاصرة. ولكن على الرغم من أنواع الانقسامات هذه، فهناك جوهر مشترك للإيمان يُقرّه كل المسيحيين الأمناء على مر التاريخ. وإلى ما يقرب من ألفي عام، تم تلخيص جوهر الإيمان هذا في قانون إيمان الرسل. تشرح هذه الخطة تاريخ واستخدام قانون إيمان الرسل، كذلك تفاصيل وأهمية كل مادة من مواد الإيمان للكنيسة المعاصرة.
More
نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org/