قانون إيمان الرسلعينة

قانون إيمان الرسل

يوم 28 من إجمالي 51

اليوم 28: الأقنومية (العلاقة)

يتم وصف العلاقات بين أقانيم اللاهوت الثلاثة من معيارين مختلفين. وتحدث اللاهوتيون تحديداً عن الثالوث الوجودي والثالوث التدبيري. إن هذان المعياران كلاهما لنفس الثالوث-الآب، الابن والروح القدس. لكنهما يشدّدان على الجوانب المختلفة للعلاقات بين هذه الأقانيم الإلهية الثلاثة. عندما نتكلم عن الثالوث الوجودي، نحن نركّز على جوهر الله ووجوده. ويُعَد الروح القدس، من هذا المعيار، مساوياً للآب والابن في القوة والمجد. كما أن كل أقانيم الله الثلاثة غير محدودة، أبدية، وغير متغيرة. ولكل منها نفس الصفات الإلهية الجوهرية، مثل الحكمة، القدرة، القداسة، العدل، الصلاح، والحق. وعندما نتكلم عن الثالوث التدبيري، نحن نتأمل كيف تتفاعل أقانيم الله مع بعضها البعض. إن لكل أقنوم في اللاهوت، وفقاً لهذا المعيار، مسؤوليات، سلطة، ودور معيّن مختلف. حيث أن سلطة الروح القدس خاضعة للسلطة الأعلى للآب والابن. كما أن دور الروح القدس بصورة عامة هو تنفيذ تعليماتهما وتقديم المجد لهما.

يُدعى الروح القدس في كلا الثالوث الوجودي والثالوث التدبيري في اللاهوت المسيحي، بالأقنوم الثالث. فهو الأقنوم الثالث في الثالوث الوجودي لأنه منبثق من الآب، الذي هو الأقنوم الأول، والابن الذي هو الأقنوم الثاني.

ويجب أن نشير إلى أن الكنائس الأرثوذكسية الشرقية تعلّم أن الروح القدس منبثق من الآب وحده، وليس من الابن. وكان هذا الفارق في التعليم، أحد أسباب الانشقاق بين الكنائس الشرقية والغربية الذي بدأ سنة 1054 ميلادية وما زال مستمراً إلى يومنا هذا. وبالطبع، ولأن قانون إيمان الرسل وُضِعَ قبل هذا الجدل، فهو لم يتطرق إلى هذا الخلاف بين الشرق والغرب. كما وتقرّ الكنيسة بفرعَيها بكل بنود قانون إيمان الرسل.

يُدعى الروح القدس في الثالوث التدبيري بالأقنوم الثالث، لأنه يشغل المرتبة الثالثة، كونه خاضعاً للآب والابن. وتشير الأسفار المقدسة إلى خضوعه بعدة طرق. على سبيل المثال، لقد أُرسل أو أُعطيَ من قبل الآب والابن (لوقا 11: 13، يوحنا 14: 26؛ 15: 26، أعمال الرسل 2: 33). وعندما يأتي الروح القدس، فهو يُطيع الآب والابن بالقيام بالعمل الذي أرسلاه ليقوم به (يوحنا 16: 13، رومية 8: 11، 1 بطرس 1: 2).

أقنومية الروح القدس هو جزء أساسي من اللاهوت المسيحي. وكما رأينا، عندنا الكثير من الأسباب لنقرّ بذلك. فالروح القدس يمتلكُ صفاتٍ تجعلُه أقنوماً متميّزاً واعياً لذاته. وعلاقاته وتفاعلاته مع الآب والابن لا تُبقي أدنى شك بأنه شخصٌ نابضٌ بالحياة وليس مجرد قوةٍ أو قدرةٍ غيرُ عاقلة. لذا يمكننا وينبغي أن تكونَ لنا ثقةٌ كبيرةٌ بهذا التعليمِ التقليدي.

يوم 27يوم 29

عن هذه الخطة

قانون إيمان الرسل

هناك العديد من الطوائف، والانقسامات، والخلافات اللاهوتية في الكنيسة  المعاصرة. ولكن على الرغم من أنواع الانقسامات هذه، فهناك جوهر مشترك  للإيمان يُقرّه كل المسيحيين الأمناء على مر التاريخ. وإلى ما يقرب من ألفي  عام، تم تلخيص جوهر الإيمان هذا في قانون إيمان الرسل. تشرح هذه الخطة  تاريخ واستخدام قانون إيمان الرسل، كذلك تفاصيل وأهمية كل مادة من مواد  الإيمان للكنيسة المعاصرة.

More

نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع:  http://arabic.thirdmill.org/​​​​​​​