قانون إيمان الرسلعينة
اليوم 14: الخالق (العمل في الخليقة)
الخليقة هي عمل ينسبه قانون إيمان الرسل إلى الآب بالتحديد. وستذكر أن أول بند من بنود الإيمان يقول: أؤمن بإلهٍ واحدٍ، آبٍ قادر ٍعلى كل شيء، خالق السماء والأرض.
لقد أصرت المسيحية التاريخية أن هذا العمل هو الوحيد بين كل الأشياء التي كان على الآب القيام بها في الأسفار المقدسة، والذي أكده كل المسيحيين.
إن فكرة خلق وحفظ الله للكون مألوفة عند معظم المسيحيين، لأن الأسفار المقدسة تشير إلى ذلك في كثير من الأحيان إلى حد كبير. في الواقع، إذا فتحنا كتبنا المقدسة إلى الصفحة الأولى وبدأنا بالقراءة، فإن أول شيء نقرأه هو أن الله هو خالق السماء والأرض (تكوين 1: 1). بعد هذه الآية التمهيدية، يشرح تكوين 1 أن الله خلق الكون ورتبه في غضون ستة أيام. لقد كان هناك العديد من النظريات المختلفة حول تفسير سجل الخليقة في تكوين 1 عبر تاريخ الكنيسة. وقد اتفق تقريباً معظم اللاهوتيين أن الله خلق الكون من "ex nihilo" أو لا شيء. هذا يعني، أنه قبل أن يخلق الله السماء والأرض، لم يكن أي شيء موجوداً سوى الله نفسه. فلم يكن هناك مادة موجودة مسبقاً صنع منها الله الكون. وقد اقترح العديد منهم أن الله خلق حتى الزمن والفضاء نفسه.
لكن اللاهوتيين اختلفوا حول الأسلوب الدقيق الذي خلق به الآب الكون، لا سيما حول طبيعة الأيام الستة للخليقة. وقد آمن عدة أباء في الكنيسة مثل إكلمندُس، أوريجانوس وأوغسطينوس بأن الأيام هي تمثيلات رمزية لعملية خليقة حدثت على الأرجح في لحظة واحدة. بينما رأى آخرون، مثل إيرينايوس وترتليان، أنها أيام عادية من 24 ساعة. لاحقاً، عندما بدأ العلم باقتراح أن الكون قديم جداً، بدأ العديد من اللاهوتيين بقراءة سجل الخليقة بطرق جديدة. حيث اقترح البعض أن الأيام هي فترات من 24 ساعة، لكن فترات الوقت الواسعة تخللت بين الأيام التي خلق فيها الله. بينما فسّر آخرون الأيام كأساليب لغوية تمثل عصوراً أو حقبات.
أما بالنسبة للكنيسة الأولى واستخدامها لقانون إيمان الرسل، فيبدو أن الأمر الأكثر أهمية، هو أن المؤمنين اعترفوا أن الله، والله وحده، خلق وحفظ الكون بقيادة أقنوم الآب، بما في ذلك العالمَين الروحي والمادي، بكل ما فيها من مواد ومخلوقات. هذه هي الفكرة ذاتها التي شدّد عليها اللاويون في نحميا 9: 6.
الله وحده خلق الكون. والله وحده يستمر في وَهْبِ الحياة لكل ما هو موجود، حافظاً الكون الذي خلقه. مهمٌ أن نشير أنه رغم قيام الآب بدور قيادي في خلق وحفظ السماء والأرض، فإن هذه الأعمال تشمل الثالوث بأكمله بطرق متنوعة. على سبيل المثال، كان الابن الواسطة أو الوسيلة التي استخدمها الآب لخلق العالم، وهو ما يزال يستخدمها لحفظه (1 كورنثوس 8: 6).
إن مشاركة الروح القدس مذكورة بصورة أقل وضوحاً في الأسفار المقدسة. وهي مفهومة ضمناً بشكل أساسي في فقرات العهد القديم، التي تشير إلى عمل روح الله. ففي فترة العهد القديم، لم يكن الروح القدس قد أُعلِن بعد بوضوح كأقنوم مميَّز لله. ومع ذلك، يعلّم العهد الجديد، أن الروح القدس كان نَشِطَاً في العالم متمماً إرادة الله. ونرى ذلك في فقرات مثل مرقس 12: 36 الذي يتحدث عن وحي الروح القدس لمؤلفيّ أسفار العهد القديم، وفي أعمال الرسل 2: 2–17 حيث علّم بطرس أن الروح القدس كان مصدر النبوة والموهبة الروحية حتى خلال العهد القديم. وهكذا، عندما نقرأ سجلات العهد القديم عن روح الله، فمن المنطقي أن نستنتج أنها تُنذِر مسبقاً بالإعلان اللاحق الأوضح بأن الروح القدس هو أقنوم إلهي مميّز (تكوين 1: 2-3).
الكلمة
عن هذه الخطة
هناك العديد من الطوائف، والانقسامات، والخلافات اللاهوتية في الكنيسة المعاصرة. ولكن على الرغم من أنواع الانقسامات هذه، فهناك جوهر مشترك للإيمان يُقرّه كل المسيحيين الأمناء على مر التاريخ. وإلى ما يقرب من ألفي عام، تم تلخيص جوهر الإيمان هذا في قانون إيمان الرسل. تشرح هذه الخطة تاريخ واستخدام قانون إيمان الرسل، كذلك تفاصيل وأهمية كل مادة من مواد الإيمان للكنيسة المعاصرة.
More
نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org/