قانون إيمان الرسلعينة

قانون إيمان الرسل

يوم 19 من إجمالي 51

اليوم 19: الناسوت (الاختبارات)

يُبرهن العديد من اختبارات يسوع أنه كان إنساناً حقاً، لأن البشر وحدهم من يختبرون مثل هذه الاختبارات. اصغِ للتأكيدات التالية من قانون الإيمان:

[يسوع] حُبل به بالروح القدس، وولد من مريم العذراء.  وتألم على عهد بِيلاَطُسُ الْبُنْطِيُّ، 

وصلب ومات وقبر؛ ونزل إلى الجحيم، وقام في اليوم الثالث من الأموات.

تؤكّد هذه الاختبارات أربعة جوانب على الأقل لناسوت يسوع، ولادته، جسده، نفسه، وقيامته.

1. الولادة:

باعتراف الجميع، كان هناك تفاصيل غير عادية مرتبطة بالحبل بيسوع وولادته. أولاً، حُبل به بالروح القدس، وليس من أب بشري. كما وحُبل به بطريقة لم تمس عُذرية أمه. عندما يقول قانون إيمان الرسل أن يسوع "حبل به"، فهو يعني أن يسوع بدأ بنفس الطريقة التي بدأ بها كل الناس بعد آدم وحواء: كطفل صغير في رحم أمه. وتدلّ فقرات مثل متى 1: 18، لوقا 2: 5-6؛ غلاطية 4: 4 وعبرانيين 10: 5 على أن الله كوّن يسوع في رحم مريم بنفس الطريقة التي يشكّل فيها كل طفل بشري.

لقد أدركت مريم، أن الحبل بطفل بهذه الطريقة يتطلب معجزة. وهذا تماماً ما حصل معها. ونعرف من خلال كل ذلك، من الأسفار المقدسة، أن نمو يسوع في رحم مريم كان حدثاً طبيعياً بشكل كامل أيضاً، ووصل إلى الذروة في ولادته. فهو لم يظهر بصورة سحرية، أو نزل من السماء لحظة ولادته. بل بالعكس، حيث يدل متى 1 ولوقا 2، على أن حبل مريم لم يُكتَشَف في البداية، لكنه أصبح واضحاً فيما بعد. حتى أنه تسبب في تشكيك خطيبها يوسف في إخلاصها، إلى أن أخبره الله الحقيقة في حلم. وكانت النتيجة النهائية أن يسوع وُلِدَ كطفل بشري حقيقي.

2. الجسد:

يَنسِب قانون إيمان الرسل إلى يسوع اختبارات معيَّنة تكون ممكنة فقط إذا كان كائناً بشرياً جسدياً حقاً. وبحسب سجلات القبض على يسوع وصلبه في متى 27، مرقس 15، لوقا 23، ويوحنا 18 و19 عانى يسوع خلال حكم بِيلاَطُسُ الْبُنْطِيُّ بطرق متنوعة. فقد جُلد، أُرغِم على ارتداء إكليل من شوك، بُصق عليه، سُخِرَ منه، ضُرب مراراً على رأسه بعصا، وأُجبر على حمل صليبه في جزء من الطريق إلى موضع الصلب. لقد برهنت معاناة يسوع، صلبه موته ودفنه أنه كان إنساناً حقيقياً بجسد بشري مادي، جسدٌ يمكن أن يُضرَب، يَنزِف، يُؤذيه الجنود، ينهار نتيجة الإرهاق، يُقتل، ويُدفَن في قبر عندما فارقته نفسه. إن وجود جسد بشري حقيقي أمر حاسم، لأن عدالة الله تطلبت أن يعاني كائن بشري حقيقي الحكم الإلهي ليكفّر عن خطايا البشرية (رومية 7: 4، كولوسي 1: 21-22، وعبرانيين 2:14-17، 10: 10). كما توضّح هذه الآيات، كان على يسوع أن يكون لحماً ودماً، أي كائناً بشرياً مادياً، حتى يكفّر عنّا.

3. النفس: 

تقول الأسفار المقدسة بانتظام، أن البشر يتألفون من جسد فانٍ تسكن فيه نفس خالدة. إنها تتكلم عن أنفسنا بالعديد من المصطلحات المختلفة، لكنّ أكثرها شيوعاً هي "النفس" و"الروح". واستناداً إلى عبرانيين 4: 12 ورسالة 1 تسالونيكي 5: 23، تمسكت بعض التقاليد بأن "النفس" و"الروح" هما جزآن مختلفان في كياننا. لكن هناك حوالي مئتَي آية استُخدم فيها أحد هذين المصطلحين للإشارة إلى كل الجوانب الداخلية غير المادية لكياننا ككل. وهكذا، من الأفضل أن نستنتج أن كلمتَي "نفس" و"روح" تشيران إلى الحقيقة الضمنية ذاتها، بأن الإنسان يتألف من جزأَين رئيسيَين فقط: الجسد والنفس.

تحدث يسوع في لوقا 23: 46 عن "نفسه" أو "روحه" عندما كان يحتضر. وعندما مات يسوع على الصليب، بيّن أنه رغم أن جسده موضوع في القبر، فإن روحه أو نفسه البشرية ستكون بين يدي الله الآب.

يصرّح قانون الإيمان أيضًا أنه عندما مات يسوع، انفصلت نفسه الواعية، العقلانية عن جسده. وبينما بقي جسده في القبر، نزلت نفسه إلى الجحيم. بذكر نزول يسوع إلى الجحيم، يقرّ قانون إيمان الرسل أنه كان ليسوع نفس بشرية.

4. القيامة: 

تُبرهن القيامة أن يسوع كان كائناً بشرياً حقيقياً، لأنها تؤكد من جديد أن وجوده البشري الممجد الكامل تضمن اتحاد جسده البشري الحقيقي مع نفسه البشرية الحقيقية. وحدثت قيامة جسده عندما دخلت نفسه البشرية في جسده البشري الكامل. نعم، لقد كان جسده المُقام مختلفاً بطريقة ما لأنه تمجد ولم يعد فانياً. لكن ذلك لم يجعله أقل من الناحية المادية أو البشرية. بل بالعكس، عندما نرى رسالة 1 كورنثوس 15، نجد أن جسد يسوع المقام هو باكورة القيامة الجسدية لكل المؤمنين. ويُظهِر لنا على هذا النحو ما ستكون عليه أجسادنا البشرية في المستقبل (1 كورنثوس 15: 20–23).

يوم 18يوم 20

عن هذه الخطة

قانون إيمان الرسل

هناك العديد من الطوائف، والانقسامات، والخلافات اللاهوتية في الكنيسة  المعاصرة. ولكن على الرغم من أنواع الانقسامات هذه، فهناك جوهر مشترك  للإيمان يُقرّه كل المسيحيين الأمناء على مر التاريخ. وإلى ما يقرب من ألفي  عام، تم تلخيص جوهر الإيمان هذا في قانون إيمان الرسل. تشرح هذه الخطة  تاريخ واستخدام قانون إيمان الرسل، كذلك تفاصيل وأهمية كل مادة من مواد  الإيمان للكنيسة المعاصرة.

More

نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع:  http://arabic.thirdmill.org/​​​​​​​