قانون إيمان الرسلعينة

قانون إيمان الرسل

يوم 23 من إجمالي 51

اليوم 23: العمل (التمجيد)

عندما نتكلم عن تمجيد المسيح، من المهم أن نتذكر أنه كان أكثر من كشف عن مجده المستتر. فباتضاعه، اكتسب الابنُ مجداً أعظم من الذي كان يملكه في الأصل. وقد قام بأعمال باركها الآب، وبتقديمه ذاته ذبيحة، اشترى له شعباً من الورثة، وكذلك حقَ الجلوسِ على عرشِ ملكوت الله. فمن خلالِ هذه الأعمال، ازداد في الواقع استحقاق الابن وأهليته ومجده نتيجة تواضعه. يذكر قانون إيمان الرسل تمجيد المسيح في بنود الإيمان التالية:

وقام في اليوم الثالث من الأموات، وصعد إلى السماء، وهو جالس عن يمين الآب القادر على كل شيء. وأيضاً سيأتي من هناك ليدين الأحياء والأموات.

كانت طبيعة المسيح الإلهية ممجَّدة بثبات دائماً، فهي لم تتعرض للموت، ولم تُنزَع عن عرشه في السماء. وهكذا، كان تمجيد ابن الله محصوراً بطبيعته البشرية. ومع ذلك، ومثل كل اختبار للمسيح في طبيعته البشرية، اختبر شخصه الإلهي التمجيد بشكل كامل. ستنقسم منقاشتنا حول تمجيد المسيح إلى أربعة أجزاء. أولاً، سنتكلم عن قيامة المسيح من بين الأموات. ثانياً، سنتكلم عن صعودِه إلى السماء. ثالثاً، سنستكشف معنى تَرَبُعِهِ على العرش عن يمين الآب. ورابعاً، سنذكر الدينونة المستقبلية التي سيحققها.

1) القيامة: 

لا يدرك معظم المسيحيين أن أهمية قيامة المسيح لا تقل عن أهمية موته بالنسبة لخلاصنا. لهذا السبب، تتحدث 1 بطرس 3: 21 عن الخلاص من خلال قيامة يسوع المسيح. في الواقع، إن خلاصنا ليس مجرد شيء اشتراه المسيح من أجلنا، ثم أعطانا إياه كهَدية، رغم أننا غالباً ما نصفه بهذه الطريقة. بدلاً من ذلك، إنه الهدية التي يعطينا إياها يسوع من خلال اتحادنا به – وهذه هي فكرة الوجود "في المسيح"، التي نسمع عنها الكثير في رسائل العهد الجديد. 

فقد تمت مسامحتنا من خلال موته لأننا، باتحادنا به متنا معه على الصليب. وننال الحياة الأبدية لأننا قُمنا أيضاً لحياة جديدة من خلال قيامته (رومية 6: 3–11؛ و8: 10-11، 2 كورنثوس 5: 14؛ و13: 4، كولوسي 2: 11-3: 3).

ضَمِنَ العمل الذي قام به المسيح بالقيامة من الأموات أننا أيضاً سننال حياة روحية جديدة، عندما نؤمن به، وأننا سنحصل في المستقبل على أجسادنا المُقامة المُمجدة، تماماً مثل جسده. إن تمجيده، بهذا المعنى، هو تمجيد لنا أيضاً، مانحاً إيانا الكرامة، المجد، والاحترام.

2) الصعود: 

صعد يسوع على السحاب إلى السماء بعد أربعين يومٍ من قيامته (لوقا 24: 50-51، أعمال الرسل 1: 6–11). أنجز صعود يسوع الكثير من الأمور التي لم يكن باستطاعته القيام بها عندما كان على الأرض. على سبيل المثال، أخبر يسوع الرسل في يوحنا 14: 2-3، أنه كان صاعداً ليعدّ لهم مكاناً في السماء. وقال في يوحنا 16: 7، أنه لن يتمكّن من إرسال الروح القدس ليقوّي الكنيسة للخدمة، ما لم يصعد أولاً إلى السماء.

علاوة على ذلك، كان لابد من صعود يسوع إلى السماء فعلاً، حتى يتمّم عمل الكفارة [عمله الفدائي] الذي بدأه على الصليب. وقد ناقش كاتب العبرانيين هذه المسألة في الفصلين 8 و9 من السفر. باختصار، قال إن الهيكل الأرضي كان نسخة عن الهيكل في السماء. وقد قارن كفارة المسيح بالعمل الذي قام به رؤساء الكهنة الأرضيين في يوم الكفارة السَنوي، عندما كانوا يأخذون دم الذبيحة إلى قدس الأقداس ويرشوه على المذبح، وبالتالي ينالوا الغفران عن خطايا الشعب. وبنفس الطريقة، دخل يسوع قدس أقداس الهيكل الحقيقي في السماء، ورش دمه على المذبح. وهذا تمم شعائر الذبيحة الني بدأها يسوع على الصليب (عبرانيين 9: 11-12). علاوة على ذلك، وكرئيس كهنتنا في السماء، ما زال المسيح يتشفع من أجلنا، مطالباً باستمرار ببركات الكفارة من أجلنا عندما نخطئ. ويُشير اللاهوتيون باستمرار إلى عمل يسوع المستمر في الهيكل السماوي كجلسة له. وهذه الجلسة هي التي تجعل خلاصنا مضموناً (عبرانيين 7: 24-25). وكما نرى هنا، كان صعود يسوع إلى السماء جانباً حاسماً لعمله الفدائي. ولا يمكننا أن نَخلُص بدونه.

3) التربع على العرش: 

يذكر العهد الجديد تربُّع يسوع على العرش عن يمين الله الآب في عدة أماكن. إن الفكرة الأساسية هي، أن يسوع هو ملكنا البشري العظيم، وأن له عرشاً في السماء عن يمين عرش الآب العظيم. إن الآب في هذا السيناريو، هو الملك الأعظم أو السيد الأعلى، والمسيح هو الملك الأقل شأناً، أو التابع الذي يخدمه. وهذا يتبع نمط الممالك في العالم القديم، حيث يسيطر الملوك الأقل شأناً على أجزاء متنوعة من الإمبراطورية العظيمة، ويدفعون الجزية ويقدمون الخدمة للإمبراطور.

في الفقرات التي تَذكُر يسوع في دوره كملك، يتم أيضاً الإشارة إليه ككاهن يتشفع من أجل شعبه. وهذا يتبع نمط العالم القديم، الذي خدم فيه الملوك عادةً ككهنة. على سبيل المثال، كان مَلْكِي صَادَقَ كاهناً وملكاً في الوقت ذاته في تكوين 14. وعندما تتحدث الأسفار المقدسة عن مركز يسوع عن يمين الآب، فإنها تشدّد أحياناً على دوره كملكنا المسيّاني (أعمال الرسل 2: 30–36، أفسس 1: 18–23، عبرانيين 1: 3–9، 1 بطرس 3: 21-22). ومع ذلك يسلّط الكتاب المقدس الضوء في أوقات أخرى على دور يسوع كرئيس الكهنة الذي يتشفع من أجلنا (رومية 8: 34؛ عبرانيين 8: 1).

لكن يبقى المعنى ذاته في كلتا الحالتين: حيث أن لدى يسوع السلطة والقدرة على كل الخليقة، التي يسيطر عليها نيابة عن الآب. وهو يخلّص شعبه من خلال هذا المركز، ويضمن أن ينظر إليهم الآب بعين العطف.

4) الدينونة: 

عندما يقول قانون إيمان الرسل أن يسوع سيعود للدينونة، فهو يُعلِن أنه سيأتي من هناك أي من عرشه عن يمين الله. إن الفكرة هي أن يسوع هو الملك البشري على كل الخليقة وسيمارس الدينونة المَلَكية على كل من كسر وصاياه ولم يحترم مُلكه ومملكته (لوقا 22: 30، أعمال الرسل 17: 31، 2 تسالونيكي 1: 5؛ 4: 1).

ستشمل الدينونة الأخيرة الأحياء والأموات، أي كل الذين سبق وعاشوا، بما فيهم أولئك الذين سيكونوا أحياء عند رجوع يسوع. وستتم إدانة كل كلمة، فكر، وعمل قام بها كل إنسان وفقاً لشخص الله. إن الحقيقة الرهيبة هي أن الكل مذنبٌ بارتكاب الخطية وسيُحكم عليهم بالموت. إن الأخبار السارة هي أن أولئك المتحدين بالمسيح بالإيمان، سبق وخضعوا للدينونة من خلال موت المسيح، وتم تبريرهم بقيامة المسيح. وبالتالي، سينالوا يوم الدينونة بركة وميراثاً أبديين. لكن الأخبار السيئة هي أن أولئك البعيدين عن يسوع، سيتحملون حِملاً كاملاً من غضب الله في شخصهم. وسيُلقَون في الجحيم للأبد.

يوم 22يوم 24

عن هذه الخطة

قانون إيمان الرسل

هناك العديد من الطوائف، والانقسامات، والخلافات اللاهوتية في الكنيسة  المعاصرة. ولكن على الرغم من أنواع الانقسامات هذه، فهناك جوهر مشترك  للإيمان يُقرّه كل المسيحيين الأمناء على مر التاريخ. وإلى ما يقرب من ألفي  عام، تم تلخيص جوهر الإيمان هذا في قانون إيمان الرسل. تشرح هذه الخطة  تاريخ واستخدام قانون إيمان الرسل، كذلك تفاصيل وأهمية كل مادة من مواد  الإيمان للكنيسة المعاصرة.

More

نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع:  http://arabic.thirdmill.org/​​​​​​​