قانون إيمان الرسلعينة

قانون إيمان الرسل

يوم 17 من إجمالي 51

اليوم 17: الألوهية (ابن الله)

يذكر قانون إيمان الرسل ألوهية يسوع في هذه الكلمات:

[أؤمن] بربٍ واحدٍ يسوع المسيح، ابن الله الوحيد.

حيث قصد المسيحيون دائماً بكلمات مثل المسيح، ابن الله ورب للدلالة على ألوهية يسوع. سنركز على اثنين من المصطلحات التي استخدمها قانون إيمان الرسل ليُشير إلى ألوهية يسوع. فمن جهة، سننظر إلى حقيقة كون يسوع ابن الله. ومن جهة أخرى، سنفحص ما يعنيه أن يكون يسوع رباً.

ابن الله: 

إن بنوة يسوع الفريدة واضحة بصورة خاصة في إنجيل يوحنا. على سبيل المثال، نقرأ في 1: 1–18، أن يسوع هو كلمة الله الأبدية، هذا يعني، أنه الله نفسه والمولود الوحيد من الآب على حد سواء. ونرى ذلك أيضاً في يوحنا 8: 18–23، حيث قال يسوع أنه بصفته ابن الآب، فقد نزل من فوق، وأنه لم يأتِ من هذا العالم. كما ونجد ذلك في يوحنا 10: 30، حيث أصرّ يسوع على أنه والآب واحد. ولعل أوضح إشارة لذلك، في يوحنا 5: 18. توضّح هذه الآية، أنه عندما تحدث يسوع عن نفسه كابن الله، قَصَدَ أنه مُعَادِلاً لله الآب. ولهذا، فهم المسيحيون بشكل صحيح، أنه عندما يقول الكتاب المقدس أن يسوع ابن الله، فهو يقصد أنه فريد وإلهي على حد سواء.

إن بنوة يسوع الإلهية مذكورة في عدة فقرات أخرى في العهد الجديد. حيث نجدها في رومية 1: 3-4؛ و8: 3، حيث علّم بولس أن يسوع هو الابن الإلهي لله، حتى قبل التجسد. كما ونرى في عبرانيين 1: 1–3، حيث نقرأ أن يسوع كابن لله، خلق الكون، وأنه رَسْمُ جوهر الآب. ويُعرَّف يسوع، في هذه الأماكن وأخرى غيرها، كابن الله بطريقة خاصة تدل على طبيعته الإلهية الأبدية. ينعكس هذا التشديد على يسوع كابن الله الإلهي الأبدي، على عقيدة الثالوث، التي تعلن:

إن لله ثلاثة أقانيم، لكن جوهر واحد فقط.

تشدّد وجهة النظر الوجودية للثالوث، على وجود الله وجوهره. وكابنِ الله، إن المسيح مساوٍ للآب والروح القدس في القدرة والمجد. وكل أقانيم الله الثلاثة -بما فيهم الابن-غير محدودة، أبدية، وغير متغيِّرة. ولكل منها نفس الصفات الإلهية الجوهرية، مثل الحكمة، القدرة، القداسة، العدالة، الصلاح والحق.

بالمقابل، تصف وجهة النظر التدبيرية للثالوث كيفية تفاعُل أقانيم الله مع بعضهم البعض. ووفقاً لوجهة النظر هذه، إن لكل أقنوم مسؤوليات مختلفة، مستويات مختلفة من السلطان، وأدواراً مختلفة موكلة إليه. على سبيل المثال، كان المسيح دائماً ابن الآب، والخاضع لسلطة الآب. 

إن الابن خاضعٌ لسلطة الآب في كل مكان في العهد الجديد (يوحنا 6: 38؛ 8: 28-29). فلا يوجد تناقض بينهما، لأنهما متفقان دائماً. لكن المركز الأعلى يخص الآب. وبطريقة مشابهة، إن للابن سلطة على الروح القدس ضمن تدبير الثالوث. 

ويُسمى الروح القدس في فقرات أخرى في الواقع مثل رومية 8: 9 و1 بطرس 1: 11، بروح المسيح للدلالة مرة أخرى، على أن الروح مُرَسلٌ من قِبَلِ المسيح. ويتم تلخيص هذه العلاقات في تعريف الابن كالأقنوم الثاني في الثالوث. إنه الأقنوم الثاني في الثالوث الوجودي لأنه مولود من الأقنوم الأول، الذي هو الآب، وهو ينفخ الأقنوم الثالث، الذي يُدعى الروح القدس. وهو الأقنوم الثاني في الثالوث التدبيري لأنه يحتل المرتبة المتوسطة. فهو خاضع للآب، لكن له سلطان على الروح القدس.

كان الاعترافُ في الكنيسةِ الباكرة، بأن يسوعَ المسيح هو إلهٌ كاملٌ، مسألةً حاسمةً في الإيمانِ المسيحي. والذين أقرّوا بـ"قانون إيمان الرسل" عند معمودياتهم، لم يُطلب منهم أن يُقرّوا بكل نقاط اللاهوت الدقيقة المتعلقة بأعمال الثالوث الجوهرية. لكن كان متوقعاً منهم، أن يُقرّوا بلاهوتِ المسيحِ دون تردد. وحتى في يومنا هذا، يبقى الإقرارُ بأن يسوعَ هو حقاً الله بالتمام سمةُ المسيحيةِ الكتابية.

يوم 16يوم 18

عن هذه الخطة

قانون إيمان الرسل

هناك العديد من الطوائف، والانقسامات، والخلافات اللاهوتية في الكنيسة  المعاصرة. ولكن على الرغم من أنواع الانقسامات هذه، فهناك جوهر مشترك  للإيمان يُقرّه كل المسيحيين الأمناء على مر التاريخ. وإلى ما يقرب من ألفي  عام، تم تلخيص جوهر الإيمان هذا في قانون إيمان الرسل. تشرح هذه الخطة  تاريخ واستخدام قانون إيمان الرسل، كذلك تفاصيل وأهمية كل مادة من مواد  الإيمان للكنيسة المعاصرة.

More

نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع:  http://arabic.thirdmill.org/​​​​​​​