قانون إيمان الرسلعينة

قانون إيمان الرسل

يوم 13 من إجمالي 51

اليوم 13: القدرة (فريدة)

عندما يقول قانون إيمان الرسل أن الله الآب قدير، يعني هذا أن له قدرة غير محدودة فريدة. ويتم الإشارة إلى قدرة الله في المصطلحات اللاهوتية التقليدية بكلمة omnipotence أي كلي القدرة وهي في الأصل omni أي كل وpotency أي قدرة. إن قدرة الآب غير محدودة لأن له القوة والقدرة لإنجاز ما يختاره. وهي فريدة لأنه هو وحده الذي يملك هذا النوع من القدرة. سنتأمل في جانبَي قدرة الله الذَين ذكرناهما للتو: حقيقة كونها غير محدودة وحقيقة كونها فريدة.

1) غير محدودة: 

تصف الأسفار المقدسة "الآب"، كشخصٍ يملك القدرة ليفعل ما يشاء. وهي تشرح هذه القدرة غير المحدودة بعدة طرق مختلفة. فهي تتحدث عنه كشخص يملك القدرة لخلق الكون وتدميره. حيث تقول أن لديه القدرة ليتحكم بالطقس، يهزم أعدائه في المعركة، يسود على الحكومات البشرية ويتحكم بها، يصنع معجزات عظيمة، وينقذ شعبه (إرميا 10: 10–16). يتحكم الله في النهاية بكل جانب للعالم المخلوق. فهو يملك القدرة لفعل ما يريد (إشعياء 46: 10-11).

تُشير الأسفار المقدسة في كل الكتاب المقدس إلى فداء الله لشعبه كبرهان مثالي عن قدرته. حيث نقرأ مراراً في العهد القديم، أن الله برهن عن قدرته في الخروج عندما ضرب المصريين بالأوبئة، حرّر بني إسرائيل من العبودية، حافظ عليهم بطعام من السماء لمدة أربعين سنة في البرية، ومنحهم احتلال أرض الموعد. لقد كان الخروج بالنسبة للإسرائيليين القدماء، المثال الأعظم لقدرة الله الفدائية التي عرفوها.

ونجد إشارات لقدرة الله في الخروج، في كل أسفار الشريعة، في فقرات مثل خروج 14: 31؛ عدد 14: 13؛ وتثنية 9: 26-29. كما ونجد هذا الموضوع في كل جزء آخر في العهد القديم. فنجده في الأسفار التاريخية في الملوك الثاني 17: 36؛ في الأسفار الشعرية في أماكن مثل مزمور 66: 3-6؛ وفي الأسفار النبوية في أماكن مثل إشعياء 63: 12.

وانطلاقاً من هذا الفهمِ لقوةِ الله غيرِ المحدودةِ في أذهانِنا، لا بد من وقفةٍ قصيرةٍ لنشيرَ أن هناكَ أموراً محدّدةً لا يقدرُ اللهُ، أو لا يريدُ أن يقومَ بها على الرغم من قدرته غير المحدودة. وعلى وجهِ التحديدِ، فإن طبيعةَ الله تتحكمُ بكل شيء يفعلُه. وبالتالي، هو لا يفعلُ أيَ شيءٍ يتناقضُ مع طبيعتِه. لا تَحُدّ طبيعة الآب من قدرته على القيام بأمور تنسجم مع طبيعته. لكنها تضمن بأنه سيمارس فقط قدرته الكلية بطرق تتفق مع صفاته. على سبيل المثال، لن يتوقف الآب عن كونه أبدياً. لن يُلغي سلطته على الابن والروح القدس. لن يرتكب الإثم، وسيحفظ وعوده دائماً.

2) فريدة:

تمَّ وصف قدرة الله في إشعياء 14: 24–27. تنبع حقيقة أن قوة الله فريدة بشكل طبيعي من حقيقة وجود إله واحد حقيقي. وبالتأكيد، لو كان هناك كائن آخر بقدرة غير محدودة، لكان بالإمكان تحدي منزلة الله كالإله الوحيد. ومع ذلك، إن وجود كائن ذو قدرة غير محدودة، يعني أنه إلهي، أو يمكنه أن يجعل نفسه إلهياً بحكم قدرته.

هذا هو أساساً ما قاله الله لأيوب في أيوب 38، عندما قال أنه يمكن لأيوب أن يبرّر نفسه، إذا تمكّن أولاً من القيام بنفس الأعمال التي سبق وقام بها الله، مثل خلق الكون، ترتيبه، والتحكم به بعنايته. لكن الحقيقة هي أن الله وحده هو إلهي حقاً. ولهذا إن لله وحده قدرة غير محدودة.

من المدهش أن نفكر بكل اللاهوت الغني الذي يدخل في عبارة الآب القدير. إننا نخدم إلهاً قديراً، شخصياً، أبوياً يحبنا ويهتم بنا بطرق مدهشة. ويمكننا أن نتأكد تماماً بأن حمايته لن تفشل أبداً لأننا نعلم أنه هو نفسه لن يفشل. فهو سيبقى خالقنا، ملكنا، ورأس عائلتنا دائماً. ستكون قدرته غير محدودة، وفريدة دائماً. لن يتغيّر أبداً. وسيكون موجوداً ليخلّصنا باستمرار، والخلاص الذي يقدمه لنا أبديٌ كما أنه هو أبدي.

يوم 12يوم 14

عن هذه الخطة

قانون إيمان الرسل

هناك العديد من الطوائف، والانقسامات، والخلافات اللاهوتية في الكنيسة  المعاصرة. ولكن على الرغم من أنواع الانقسامات هذه، فهناك جوهر مشترك  للإيمان يُقرّه كل المسيحيين الأمناء على مر التاريخ. وإلى ما يقرب من ألفي  عام، تم تلخيص جوهر الإيمان هذا في قانون إيمان الرسل. تشرح هذه الخطة  تاريخ واستخدام قانون إيمان الرسل، كذلك تفاصيل وأهمية كل مادة من مواد  الإيمان للكنيسة المعاصرة.

More

نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع:  http://arabic.thirdmill.org/​​​​​​​