قانون إيمان الرسلعينة

قانون إيمان الرسل

يوم 12 من إجمالي 51

اليوم 12: الآب القدير (الأبوة)

يجب أن نتوقف قليلاً للإشارة إلى أن عدداً كبيراً من الأسفار المقدسة التي تتحدث عن أبوة الله، تأتي من العهد القديم، أي من الفترة التي سبقت إعلان الله عن طبيعته الثالوثية. وتشير كلمة "آب" أولاً وبصورة رئيسية، في هذه الفقرات، إلى الثالوث بأكمله وليس إلى أقنوم الآب فقط. ومع ذلك، يربط العهد الجديد أبوة الله بصورة رئيسية بأقنوم الآب. ولهذا، يحق لنا أن نرى في نصوص العهد القديم هذه، تشديداً على أقنوم الآب.

إن لأبوة الله عدة نواح يمكننا أن نناقشها. لكننا سنركّز على ثلاث من أكثر أفكار الأسفار المقدسة بروزاً. أولاً، سنأخذ بعين الاعتبار دور الآب كخالق. ثانياً، سننظر إلى أبوته من حيث علاقتها بمركزه كملك على خليقته وشعبه. وثالثاً، سنركّز على فكرة أن الآب هو رأس العائلة على شعبه.

1) الخالق: 

تشير الأسفار المقدسة أحياناً إلى الله بصفته أبٌ لكل ما خلقه. ونجد ذلك على سبيل المثال، في فقرات مثل تثنية 32: 6، إشعياء 43: 6 -7 و64: 8، ملاخي 2: 10، ولوقا 3: 38. اقتبس بولس في أعمال الرسل 17: 26 و28 من الشاعرَين الوثنيَين كلينثس وأراتُس، اللذَين قالا إن زيوس هو أب البشر لأنه خلقهم. وبالطبع، أصرّ بولس على أن إله الكتاب المقدس هو الخالق الحقيقي، وليس زيوس. لكنّ بولس أكد أيضاً الفكرة القائلة، بأن من يخلق شيئاً يصبح أباً له.

وكما أن الآباء البشريين صبورين مع أولادهم، فإن أبوة الله للخليقة تحثه على إظهار صبرٍ كبيرٍ مع عالمنا الساقط، ومع البشرية الخاطئة بصورة خاصة. هذا لا يعني، أنه سيمنع الدينونة عن الخليقة. لكنه يساعدنا في تفسير لماذا هو بطيءُ الغضب وسريعٌ في إظهار الرحمة. كما نقرأ في مزمور 145: 8-9:

2) الملك:  

كان من الشائع في الشرق الأدنى القديم، أن يشير الناس إلى ملوكهم البشريين بصفتهم آباء لهم، وأن يشير الملوك إلى شعبهم كأولادهم. وغالباً ما تظهر هذه اللغة في الأسفار المقدسة أيضاً. على سبيل المثال، أشار بنو إسرائيل إلى داود كأبيهم، لأنه كان ملكهم (مرقس 11: 10).

وكما دُعي الملوك البشر آباءٌ لشعوبهم. هكذا دعي الله "أباً"، لأنه كان الملك العظيم الذي حكم على كل ملوك العالم، ولأنه حَكَمَ مباشرة على شعبه المختار، إسرائيل (إشعياء 63: 15-16). تم الإشارة إلى الله هنا كالأب لأنه يجلس في مَسْكَنه السماوي، ويسود على كل الخليقة بصورة عامة، وعلى إسرائيل ويهوذا بصورة خاصة. وتظهر هذه الأبوة على وجه الخصوص من خلال الالتماس من الملك الإلهي ليقود جيشه في المعركة، ويفدي شعبه بهزيمة أعدائهم.

في الواقع، كانت هذه إحدى الأفكار، التي علمها يسوع لتلاميذه في الصلاة الربانية، عندما علّمهم أن يصلوا أبانا الذي في السماوات. حيث تم الاعتراف بالله، في هذه الطلبة من الصلاة الربانية، كأب في السماء. إن صورة السماء واحدة في كل الكتاب المقدس: إنها عرش الله، أي المكان الذي يجلس عليه ويحكم فيه كملك. وهكذا، عندما طلب يسوع من تلاميذه أن يصلوا "أبانا الذي في السماوات"، أرادهم أن يصلوا لله كأبيهم المَلَكي، أي الملك الإلهي المتوج في السماء. إن ثقتنا بأن الله سيعطينا خبزنا اليومي، يغفر خطايانا، لا يدخلنا في التجربة، ويخلصنا من الشرير، هذه كلها تستند على حقيقة أن لملكنا المحب، القدرة والرغبة ليقوم بهذه الأمور.

3) رأس العائلة: 

كلنا على علم بمفهوم رأس العائلة. ويكون عادة أحد الوالدين، الجد، أو أي قريب يقود ويتخذ القرارات نيابة عن العائلة أو أهل البيت. في الواقع، غالباً ما تصف الأسفار المقدسة علاقة الله بشعبه بنفس هذه المصطلحات. نجد أحياناً في العهد القديم، تلميحات عن الله كرأس العائلة للجنس البشري. على سبيل المثال وصف موسى في تكوين 5: 1-3 علاقة الله بآدم بنفس الطريقة التي وصف فيها علاقة آدم بابنه شيث. لكن غالباً ما تم وصف الله في العهد القديم كرأس عائلة شعبه إسرائيل. ونرى ذلك في الاهتمام الذي يعطيه لشعبه في أماكن مثل تثنية 1: 31، مزمور 103: 13، وأمثال 3: 12، هوشع 11: 1 وسفر العدد 12: 7.

وبالطبع، يستمر وصف الله كرأس عائلة شعبه في العهد الجديد. حيث علّم يسوع في متى 7: 9–11، ولوقا 11: 11-13، أن الآب يستجيب لصلواتنا بنفس الطريقة التي يوفّر بها الآباء البشر حاجات أولادهم. كما ونتعلم في يوحنا 1: 12-13 بالإضافة إلى رسالة 1 يوحنا 2: 29 و3: 1، أن الآب يحبنا لأننا وُلدنا في عائلته. ونقرأ في عبرانيين 12: 5-10، أن الرب يؤدبنا من أجل صالحنا كما يؤدب الأب البشري أولاده. وفي مقاطع مثل رسالة 1 تيموثاوس 3: 15 ورسالة 1 بطرس 4: 17، يتم الإشارة إلى الكنيسة كبيت الله وعائلته.

يوم 11يوم 13

عن هذه الخطة

قانون إيمان الرسل

هناك العديد من الطوائف، والانقسامات، والخلافات اللاهوتية في الكنيسة  المعاصرة. ولكن على الرغم من أنواع الانقسامات هذه، فهناك جوهر مشترك  للإيمان يُقرّه كل المسيحيين الأمناء على مر التاريخ. وإلى ما يقرب من ألفي  عام، تم تلخيص جوهر الإيمان هذا في قانون إيمان الرسل. تشرح هذه الخطة  تاريخ واستخدام قانون إيمان الرسل، كذلك تفاصيل وأهمية كل مادة من مواد  الإيمان للكنيسة المعاصرة.

More

نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع:  http://arabic.thirdmill.org/​​​​​​​