أبونا إبراهيمعينة
اليوم 9: المضامين: المواضيع الرئيسية
يقدّم تكوين 12: 1–3 على الأقل أربعة مواضيع تعطي تماسكاً لهذا الجزء من تاريخ رئيس الآباء. تعبِّر هذه المواضيع الرئيسية الأربعة عن التأثير المركزي الذي قصد موسى أن يكون لقصصه. أولاً، ركز على النعمة الإلهية تجاه إبراهيم؛ ثانياً، ركز على ولاء إبراهيم لله؛ ثالثاً، كان مهتماً ببركات الله لإبراهيم؛ ورابعاً، ركّز على بركات الله من خلال ابراهيم.
1) النعمة الإلهية:
كتب موسى عن الطرق التي أظهر فيها الله نعمته الإلهية تجاه إبراهيم. سبق ورأينا أن الله أظهر نعمةً كثيرة تجاه إبراهيم، في كلٍّ من السنوات الأولى من علاقته مع الله، ويومياً خلال حياته كلها. لقد صُممِت فكرة النعمة الإلهية لتذكر الإسرائيليين في زمن موسى أن الله أظهر رحمة عظيمة تجاههم أيضاً. لقد أظهر الله لهم النعمة المبكرة عندما جاء بهم من مصر إلى سيناء. واستمر في إظهار الرحمة اليومية تجاههم، حتى عندما أعدّهم لاحتلال أرض كنعان في المستقبل. تحدثنا الكلمات المعروفة التي تفوَّه بها الله في سيناء في خروج 19: 4، عن نعمة الله. للأسف، نسي الإسرائيليون، الذين قادهم موسى، كمية الرحمة التي تلقوها من الله. واشتكوا في مرحلة مبكرة بأن الله وموسى قد خدعوهم بإبعادهم عن وسائل الراحة في مصر. حيث اشتكوا حول الطعام والماء في البّرية. وظنّوا أن الله طلب منهم الكثير عندما دعاهم لاحتلال أرض الموعد. ولهذا، شدّد موسى كثيراً على الطرق التي أظهر فيها الله رحمته لإبراهيم، ليذكّر قراءه الأصليين بالطرق التي باركهم فيها الله، أي المراحم التي قد أظهرها الله لهم مراراً وتكراراً.
2) ولاء إبراهيم:
أكّد موسى على ولاء إبراهيم لله بلفت الانتباه إلى الطرق العديدة التي حمَّل فيها الله إبراهيم مسؤولية طاعة وصاياه. لقد أكدّ موسى مراراً وتكراراً على أن الله توقّع من إبراهيم أن يكون مُخلصاً لوصاياه، لأن تركيز موسى كان أيضاً على علاقة بالإسرائيليين الذين كانوا يتبعونه. لاحظ أن البركات المعطاة لبني إسرائيل ليصبحوا خاصةً له من بين الشعوب كانت تعتمد على إخلاصهم (خروج 19: 4-5). وعلى الرغم من أن الله أظهر رحمة كثيرة تجاه الأمة، إلا أن وضع كل شخص في كل جيل كان معتمد على كيفية استجابته لوصايا الله. وكما رأينا، كانت المسؤولية الرئيسية التي أعطاها الله لإبراهيم، أن يذهب إلى أرض كنعان. وشدّد موسى على هذه المسؤولية لأنه أراد من بني إسرائيل الذين يتبعونه، أن يتابعوا في مسارهم إلى أرض كنعان أيضاً.
3) بركات لإبراهيم:
ركّز موسى في قصص إبراهيم، على البركات الموعودة لإبراهيم ونسله بالأمة العظيمة، الازدهار والاسم العظيم. حتى أننا نرى أن إبراهيم اختبر في عددٍ من المناسبات بعض العيّنات من هذه البركات في حياته. بينما ركّزت قصص إبراهيم في عدة مناسبات أخرى، على الإنجازات المستقبلية لهذه البركات في الأجيال القادمة. وقد ركّز موسى على بركات الله لإبراهيم بهذه الطرق، لأن هذه الوعود كانت لنسل إبراهيم أيضاً، أي بني إسرائيل الذين قادهم موسى. كان بنو إسرائيل موعودين ببركات عظيمة أيضاً. حيث سيصبحوا أمةً عظيمةً، يختبروا ازدهاراً لم يسبق له مثيل، ويُعطَون اسماً عظيماً عندما يدخلوا إلى أرض الموعد.
في الواقع، وكما حصل مع إبراهيم، اختبر بنو إسرائيل أيضاً العديد من عيّنات هذه البركات في الوقت الذي كُتِب فيه سفر التكوين. حيث بدأوا يرون إنجازات بعض هذه الوعود في حياتهم. ومع ذلك، كان ما يزال العديد من الإنجازات المستقبلية لهذه البركات التي ستتحقق بعد دخولهم أرض الموعد (خروج 19: 6). لقد كتب موسى عن البركات التي وعد بها الله لإبراهيم لكي يزرع الأمل في بني إسرائيل في يومه. فعندما يقرأوا عن وعود الله لرئيس الآباء، فإنهم يتمكنون من رؤية بركات الله العظيمة المُدّخَرة لهم بوضوح.
4) بركات من خلال إبراهيم:
تُظهر قصص إبراهيم بركات الله على أنها ستأتي أيضاً من خلال رئيس الآباء للعالم كله. وكما تذكر، لن تأتي البركات من خلال إبراهيم بطريقة بسيطة. حيث نتعلم من تكوين 12: 3 أن الله سيهب إبراهيم النجاح من خلال عملية مباركة أصدقاء إبراهيم ولعن أعدائه. وقد بيّن موسى في حلقات مختلفة، كيف أعطى الله إبراهيم عيّنات من هذه العملية في حياته، عند تفاعله مع شعوب آخرين يمثلون أمماً مختلفة. كما بيّن موسى في قصصه عن حياة إبراهيم في عدةٍ مناسبات، أن العديد من الإنجازات سيحدث في المستقبل.
أكد الله النجاح لبني إسرائيل في أن يكونوا بركة للآخرين لأنه سيبارك أصدقائهم ويلعن أعداءهم. وقد شَهِدوا هم أيضاً عيّنات من هذه الوعود عندما تفاعلوا مع مجموعات مختلفة من الناس في أيامهم. حيث رأوا الله يبارك أصدقاءهم ويلعن أعداءهم في عدةٍ مناسبات. علاوة على ذلك، ركّز موسى على هذه المسائل أيضاً، ليحوّل نظر الإسرائيليين نحو الإنجازات المستقبلية عند دخولهم أرض الموعد ونشر ملكوت الله في بقاع الأرض كلها.
لا تدّل كلمات الله في خروج 19: 6 للأمة باعتبارها مملكة كهنة على أن الأمة نفسها ستكون مباركة بامتياز كونها شعب مقدس يخدم الله فحسب، لكنها تدلّ أيضاً على أن أبناء إسرائيل سيخدمون مقاصد الله في العالم كله. بينما أوحى موسى لبني إسرائيل أن يتقدّموا باتجاه أرض الموعد، كانت قصصه حول ابراهيم مُصممَة لتغرس فيهم الرؤية لكيفية استخدام الله لهم لنشر ملكوته وبالتالي بركاته للعالم كله.
الكلمة
عن هذه الخطة
ينظر المسيحيون، والمسلمون، واليهود جميعا إلى أبونا إبراهيم كأب لمعتقداتهم. ولكن تستخلص هذه الديانات استنتاجات مختلفة جدا حول سيرته الذاتية. تبحث هذه الخطة في قصة حياة إبراهيم في سفر التكوين من وجهة نظر مسيحية واضحة من أجل الإجابة على أسئلة مثل: ماذا تعني هذه الأسئلة لأولئك الذين تسلموها أولاً؟ وماذا تعني لنا نحن اليوم؟ نقوم بتلخيص البنية، والمحتوى، والمعنى الأصلي، والتطبيق المعاصر لتكوين 12–25. كما شرح كيف خدمت حياة إبراهيم كنموذج لإسرائيل في أيام موسى.
More
نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org/