مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample
عبد الربّ ومسيحه، النشيد الأوّل(إشعيا42: 1-7)
~النص البيبلي~
42ها عبدي الّذي أُسانِدُهُ، والّذي اختَرتُهُ ورَضيتُ بهِ!جعَلْتُ روحي علَيهِ، فيأتي للأُمَمِ بالعَدلِ.2لا يَصيحُ ولا يَرفَعُ صوتَهُ، ولا يُسمَعُ في الشَّارِعِ صُراخُهُ.3قصَبةً مَرضوضَةً لا يكسِرُ وشُعلَةً خامِدةً لا يُطفئُ.بأمانةٍ يَقضي بالعَدلِ.4لا يَلوي ولا ينكسِرُ حتّى يُقيمَ العَدلَ في الأرضِ، فشَريعتُهُ رجاءُ الشُّعوبِ.5هذا ما قالَ الرّبُّ خالِقُ السَّماواتِ وناشِرُها.باسِطُ الأرضِ معَ خَيراتِها وواهِبُ شعبِها نَسمةَ الحياةِ رُوحًا لِلسَّائرينَ فيها.6أنا الرّبُّ دَعَوتُكَ في صِدْقٍ وأخَذتُ بـيَدِكَ وحَفِظتُكَ.جعَلتُكَ عَهدًا للشُّعوبِ ونُورًا لهِدايةِ الأُمَمِ،7فتَفتَحُ العُيونَ العمياءَ، وتُخرِجُ الأسرَى مِنَ السُّجونِ والجالِسينَ في الظُّلمةِ مِنَ الحُبوسِ.
~شرح النص~
هو النشيد الأوّل ممّا يُعرَف بأناشيد العبد المتألّم، أو أناشيد عبد الربّ.هو الذي كان النبيّ قد أعدّ القارئ له تدريجيًّا ابتداءً من إشعيا41: 1.أمّا مضمون النشيد، وكلامه عن مسيح الربّ وعبده، فيحقّق كلام النبيّ، في نهاية الفصل السابق، عن أنّ الناس لا يمكنهم أن يتوقّعوا ما سيأتي وكيف سيعمل الربّ.
عنصر المفاجأة في هذا النشيد، لا سيّما لمـَن يقرأ إشعيا للمرّة الأولى، هو أنّ غلبة الربّ على خصومه، وسحقه إيّاهم، لن يكون بقوة، ولا بسلاح أو جيوش أو حرب، بل بعبده الذي“لا يكسر قصبة مرضوضة وشعلة خامدة لا يطفئ”.
بهذا، يشكّل هذا النشيد أوجًا في التعليم الكتابيّ حولَ غلبة الله بالضعيف والمسكين.يقول النصّ إنّ العبد هذا هو مختار الربّ، وهو الذي به سُرّ الربّ.كلامه هذا عنه، ككلامٍ عن ملك يختاره الربّ.هو ملك فعلًا.إلاّ أنّه ليس كسائر الملوك.يقضي بالحق لا بالظلم.بالأمانة لا بالابتعاد عن الله.شريعته ليست ظلمًا بل هي رجاء لجميع الشعوب.الشعوب التي كان الملوك والرؤساء الأشرار قد أخذوها بعيدًا عن الله، تعود بعبده المسيح إلى الحظيرة لأنّه شاء لها به الخلاص.
الاختلاف الأساسيّ بين مسيح الربّ هذا والملوك، أنّه لجميع الشعوب نور وهداية.وبالأخصّ هو الذي ينظر إلى مساكين الأرض.هؤلاء رعيّته.ينتشلهم من بؤسهم.وهكذا يكون قد عَمِل عَمَلَ الله.
~تأمل في النص~
هو عبد لا يصيح، لا يصرخ، لا يُسمَع في الشارع صوته.بعمله يُظهِر عدلَ الله وحقّه.كم نحاول أحيانًا كثيرة أن نظهر ما نظنّه أنّه حقّ، ونحن نلجأ إلى الصراخ، إلى المقارعة، إلى المحاججة، إلى أساليب البلاغة.عبد الربّ المختار ما كان متكلّمًا بل فاعلًا.بالهدوء الذي يشعّ من جبينه، يهدي الأمم إلى الربّ.إنّه الحقّ الفاعل لا العنف الكلاميّ أو اللفظيّ.
~الفكرة الرئيسة~
مسيح الربّ الذي يأتي ليهدي الشعوب من منطلق اختيار الربّ للمساكين، يرسله الربّ مسكينًا إلى العالم، ليخلّص المساكين والمظلومين من يد الأقوياء.
~صلاة~
لتكن يا ربّ رحمتك علينا كمثل اتّكالنا عليك.ليكن لنا مسيحك نورًا فتتفتّح أعيننا، ونتحرّر من أسر كبريائنا، ونخرج من ظلمات أفعالنا لكي نكون من مختاريك.
~قرار اليوم~
Scripture
About this Plan
هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More