مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

دعوة الأمم إلى قبول الخلاص(إشعيا43: 9-13)

~النص البيبلي~

9إجتَمِعوا يا كُلَّ الأُمَمِ، وا‏حتَشِدوا يا جميعَ الشُّعوبِ!مَنْ مِنْ آلِهَتِهِم يُخبِرُنا ويُسمِعُنا ما جرى‌مِنْ قَبلُ؟ أينَ شُهودُهُم يُبَرِّرونَ دَعواهُم، فنَسمَعَ ونقولَ:هذا حَقٌّ.10أنتُم شُهودي يقولُ الرّبُّ، ذُريَّةُ عبدي‌الّذي ا‏ختَرْتُهُ لأنَّكُم عَلِمتُم وآمَنتُم بـي وفَهِمتُهم أنِّي أنا هوَ.ما كانَ مِنْ قَبلي إلهٌ ولن يكونَ مِنْ بَعدي!11فأنا أنا الرّبُّ، ولا مُخَلِّصَ غَيري.12أخبَرتُ وخَلَّصتُ وأسمَعتُ، وما أنا فيكُم غريـبٌ، أنتُم شُهودي يقولُ الرّبُّ.أنا اللهُ13ومِنَ البَدءِ أنا هوَ.لا مُنقِذَ مِنْ يَدي، ولا مرَدَّ لِما أعمَلُ.

~شرح النص~

نصّ مهمّ جدًّا.كان النبيّ قد أعلن، على لسان الربّ، أنّ شعبه من جميع الذين يدعون باسمه.هنا، يتوجّه الربّ إلى الأمم بشكل مباشر.يخاطبهم.يدعوهم إلى أن يجتمعوا إليه.يسمّيهم شهودَه.الربّ يدعوهم إلى أن يروا ما فعل لــيعقوب، فيؤمنوا به ويعرفوا أنّه هو الربّ.تصير قصّة يعقوب مثالًا للأمم يقيمه الربّ لهم ليعرفوا أنّهم يعاقَبون إذا تكبّروا، ويجعلهم الربّ شعبًا له إذا ما تابوا إليه وتواضعوا منسحقين ومتخلّين عن كلّ تعظّم وعنف وشرّ.تمامًا كما حصل مع يعقوب.

يتحدّث الربّ عن نفسه إلى الأمم.يقول لهم“إنّه هو”.هذا هو اسمه.الاسم الذي كان أعلنه لموسى في العلّيقة المشتعلة، والذي يحمل في صميمه الخلاص من عبوديّة الظالمين.والربّ نفسه هنا، بالفعل نفسه، يدعو الأمم إلى أن تخرج من ظلمها، كما أخرج هو يعقوب من خضوعه لشهوات الدنيا وإغراءاتها.

“ما كان من قبلي إله، ولن يكون من بعدي”.دعوة إلى الأمم لتتخلّى عن أصنامها وعباداتها لذاتها.الأصنام ليست فقط مادّة، بل هي تمسّك الناس بشهواتهم وتأليههم لها.هذا ما وقع فيه يعقوب أيضًا، والربّ سيفتديه، ويفتدي معه، من الأمم، من انفتحت أعينهم وآذانهم، فشهدوا للربّ وسمعوا كلمة خلاصه.

وإذا تحقّقت دعوة الربّ إلى الأمم وأطاعوه، يصيرون شعبه، ويكفّون عن أن يدعوا غرباء.يصيرون أهل بيت الله.

~تأمل في النص~

يعود بنا هذا النصّ إلى أساس الكتاب في سفر التكوين.لم يخلق الله يعقوب أوّلًا، بل خلق الانسان الأوّل، ومنه كلّ الأمم.خطيئة الناس أنّهم لم يطيعوه بل تمرّدوا عليه، حين شاؤوا أن يتعظّموا، وينسبوا الألوهة لأنفسهم، ويتبجّحوا بعمل أيديهم، بدءًا من آدم الذي عصا الأمر الإلهيّ، ومرورًا بمَن ظنّوا أنفسهم أبناء للآلهة فاغتصبوا بنات الناس لشهواتهم، وصولاً إلى أهل بابل الذين بنوا المدينة والبرج سعيًا إلى الاستيلاء على الأرض وعلى السماء.

~الفكرة الرئيسة~

يدعو الربّ الأمم إلى الشهادة له والإيمان به.هم أيضًا خلْقه وجبْلته.يعقوب هو المثال الذي يدعوهم الربّ إلى معاينة الخلاص والفداء اللذين يصنعهما له لعلّهم يهتدون.

~صلاة~

نحن الأمم الذين كنّا يومًا بعيدين عنك، غارقين في شهوات هذه الدنيا، دعوتنا إليك لنشهد لك في أصقاع الأرض كلّها.ثبّتنا في محبّتك ومحبّة الكون أجمع لندرك مبتغى وجودنا.

~قرار اليوم~