مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

قورش، مسيح الربّ(إشعيا45: 1-8)

~النص البيبلي~

45وهذا ما قالَ الرّبُّ لكورشَ الّذي مسَحَهُ‌ملِكًا وأخذَ بيَمينِهِ ليُخضِعَ لَه الشُّعوبَ ويُضعِفَ سُلطانَ المُلوكِ حتّى يفتَحَ أمامَهُ المَصاريعَ فلا تُغلَقُ في وجهِهِ الأبوابُ:2”أسيرُ قُدَّامَكَ فأُمهِّدُ الجبالَ، وأُحطِّمُ مَصاريعَ النُّحاسِ، وأَكسِرُ مغاليقَ الحديدِ،3وأُعطيكَ الكُنوزَ الدَّفينَةَ والذَّخائِرَ المُخَبَّأةَ، فتَعلَمُ أنِّي أنا الرّبُّ إلهُ إِسرائيلَ الّذي دعاكَ با‏سمِكَ.4لأجلِ يَعقوبَ عبدي، إِسرائيلَ الّذي ا‏ختَرْتُهُ، دعَوتُكَ با‏سمِكَ وكِنيَتِكَ وأنتَ لا تعرِفُ.5أنا الرّبُّ ولا آخرَ، وسِوايَ لا يوجَدُ إلهٌ.ألبَستُكَ وِشاحَ المُلْكِ وأنتَ لا تَعرِفُني6ليَعلَمَ البشَرُ مِنْ مَشرِقِ الشَّمسِ إلى مَغرِبِها أن لا إلهَ غَيري.أنا الرّبُّ ولا آخَرُ.7أنا مُبدِعُ النُّورِ وخالِقُ الظُّلمةِ.وصانِـعُ الهَناءِ وخالِقُ الشَّقاءِ.أنا الرّبُّ صانِعُ هذا كُلَّهُ”.8هُلِّي أيَّتُها السَّماواتُ مِنْ فَوقُ، ولتُمطِرِ الغُيومُ عَدلًا.لتَنفَتِحِ الأرضُ فيَنبُتَ الخلاصُ ويَنموَ الحَقُّ.أنا الرّبُّ خَلَقتُ هذا كُلَّهُ.

~شرح النص~

المفاجئ في هذا النصّ أنّ الربّ يدعو ملكًا غريبًا مسيحَه.في نهاية الفصل السابق كان قد سمّى قورشَ راعيَه، الذي يتمّ كلّ مسرّته.أهمّية هذا الكلام أنّه يأتي في سفر ينتقد ملوك يهوذا انتقادًا لاذعًا، ويقول إنّ دمار أورشليم وسبي أهلها كان بسبب تمرّد ملوكها وعصيانهم شريعة الربّ في الدرجة الأولى.

هنا، يصير قورش، ملك الفرس، الذي لا يعرف الربّ، ويعبد إلهًا آخر، ويمثّل حضارة قويّة لها دينها الثابت، يصير مسيحًا للربّ وراعيًا.يمسك الربّ بيمينه ويساعده في فتح الممالك.أمّا السبب الذي يعطيه الربّ لهذا، فهو أنّ قورش نظر إلى مسكنة“يعقوب”عبد الربّ، وقرّر أن يريحه من آلامه ومن سبيه ويعيده إلى أرضه.

في الفقرة الثانية تعظيم للربّ بصيغة المتكلّم، اعتدنا عليه في هذا الجزء من سفر إشعيا، حيث الكلام، بالدرجة الأولى، على الخلاص الإلهيّ المحقّق.التأكيد على قوّة الربّ هنا، وعلى أنّه الآمر والناهي، غايته أن يبيّن أنّ عودة“يعقوب”إلى أرضه، وبناء مدينته، ليس قرارًا اتّخذه قورش لوحده، بل الربّ هو صانعه من خلاله.

~تأمل في النص~

كم من غريب يعمل مشيئة الربّ من دون أن يعرفه، وكم من أناس من“أهل البيت”، رغم معرفتهم الربّ، يتردّدون في أن يعيشوا إيمانهم في المحبّة، محبّة جميع الناس.قورش نظر إلى مسكنة“يعقوب”، فقرّر أن يحرّره، وهكذا صار مسيحًا للربّ وراعيًا لأغنامه.لا يمكن لأيّ منّا أن يرعى بحقّ إلاّ إذا أحبّ السيّدَ في وجه المساكين.

~الفكرة الرئيسة~

قورش، مسيح الربّ، يعيد الشعب المسبيّ إلى الأرض ويبني هيكل الربّ في أورشليم.ما كان ليقوم بهذا لولا يد الربّ التي مهّدت الطريق أمامه، لأنّه نظر إلى مذلّة المسكين.

~صلاة~

أعطنا أن نحبّك من كلّ قلوبنا ومن كلّ نفوسنا، وأعطنا أن نرى في كلّ إنسان آخر كلماتك منثورة كالنور الخارج من الشمس، لينير كلّ إنسان على الأرض مهما كان انتماؤه.

~قرار اليوم~