مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

الربّ هو الذي عاقب يعقوب(إشعيا42: 18-25)

~النص البيبلي~

18”أيُّها الصُّمُّ ا‏سمَعوا!أيُّها العُميانُ ا‏نظُروا وأبصِروا!19مَنْ كانَ أعمى إلاَّ عبدي‌، أو أصمَّ كرسولي الّذي أرسَلتُهُ؟ مَنْ كانَ أعمى كالّذي ا‏ختَرتُهُ أو أصمَّ كعبدي أنا الرّبُّ؟20ينظُرُ طويلًا ولا يُلاحِظُ، ويفتَحُ أذُنَيهِ ولا يَسمَعُ”.21كانَ الرّبُّ راضيًا‌أنْ يُبرِّرَ شعبَهُ، لو عظَّمَ الشَّريعةَ وأكرَمَها،22لكنَّهُ شعبٌ مَنهوبٌ مَسلوبٌ أوقِـعَ بِهِم في الحُفَرِ.وخُبِّئُوا كُلُّهُم في الحُبوسِ.يُنهَبونَ وما مِنْ مُنقِذٍ، ويُسلَبونَ ولا يُرَدُّ سَلبُهُم.23هل فيكُم مَنْ يسمَعُ هذا الكَلامَ، ويُصغي ويستَمِعُ لِما سأقولُ،24مَنْ عرَّضَ يَعقوبَ للسَّلبِ، ودفَعَ إِسرائيلَ إلى النَّاهِبينَ؟ أما هوَ الرّبُّ الّذي خَطِئْنا إليهِ، فرَفَضْنا طُرُقَهُ وسَماعَ شريعتِهِ؟25فصَبَّ علَينا ا‏حتِدامَ غضبِهِ في هَولِ ما خُضْنا مِنَ الحروبِ.فألهَبَنا مِنْ كُلِّ صَوبٍ وما عَلِمْنا وأحرَقَنا ولم نعتَبِرْ.

~شرح النص~

نصّ صعب.قراءته تتطلّب الانتباه إلى انتقال الكاتب من الكلام عن عبده البارّ(آيات18–21)إلى الكلام عن“يعقوب”الخاطئ(آيات22–25).الربّ هو المتكلّم.يخاطب مَن يدعوهم صمًّا وعميان.يدعوهم إلى السمع وإلى الابصار.هؤلاء هم الذين يسمعون شريعته ولا يعملون بها، ويرون أفعاله وجدّتها ولا يؤمنون بها.

يطلب إليهم أن يكونوا عميانًا كعبده، أي ألّا يلاحظوا الشرور فيسقطوا فيها، وصمًّا كرسوله، أي ألّا يعيروا آذانهم لكلام السوء.هذه دعوة إلى ألّا يصغوا إلّا إليه، وألّا يروا إلّا أفعاله آتية كنور إلى العالم.

يسمّي عبده رسولًا.هو الذي أرسله ليكون مثالًا، في أمانته وحقه وبرّه، للذين يفتحون آذانهم للربّ وعيونهم ليروا عمله فيه.عبد الربّ لم يخن شريعة الربّ، بل أكرمها.

أمّا يعقوب/إسرائيل فخان الشريعة.ولذا عاقبه الربّ.نهبه الناهبون وسلبه السالبون لأنّه أخطأ إلى ربّه.بماذا أخطأ؟ فتح أذنيه للأقوياء ولخبثهم وعينيه لأفعالهم العنيفة والظالمة.ورغم أنّ الربّ عاقبه إلّا أنّه ظلّ على جهله وما تاب.

~تأمل في النص~

أن تكون عيناك وأذناك مفتوحة لمتاهات هذه الدنيا وتُرهاتها، أمر ينبغي أن تعيد النظر فيه.كيف نكون للربّ، إذا كنّا مشدودين إلى ما هو بالٍ.كيف نستمع إلى صوت رسوله، ونحن لا نأبه إلاّ لكبريائنا.في نصّ إشعيا يحكم الله على الخائنين شريعته.وحكمه أنّهم يصيرون كهباء منثور.يبقى هذا الحكم قائمًا إلى الأبد كلمة ديّانة تدعونا إلى أن نرعوي.

~الفكرة الرئيسة~

دعوة إلى سماع كلمة الله والعمل بها والابتعاد عن الشرّ.فهذا ما ميّز مسيحه، وهذا ما أوصل يعقوب/إسرائيل إلى الخراب.

~صلاة~

افتحْ يا ربّ أعين أذهاننا وآذان قلوبنا لنرى ونسمع حكمتك، وينسكب بها علينا نور وجهك حتّى نستحقّ أن نقف أمامك يومَ الدين ولا نخجل من أفعالنا.

~قرار اليوم~