مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

الموآبيون ينزحون إلى يهوذا(إشعيا16: 1-5)

~النص البيبلي~

16أرسِلوا قُطعانَ مَواشيكُم مِنْ مدينةِ سالِـعَ في برِّيَّةِ موآبَ إلى الحاكمِ في جبَلِ صِهيَونَ.2كالطَّائِرِ التَّائِهِ، كالفِراخِ الخارجةِ مِنَ العُشِّ، تكونُ بناتُ موآبَ عِندَ مَعبَرِ أرنونَ‌.3يَقُلنَ لشَعبِ اليهوديَّةِ: “هاتوا مَشورةً.إِتَّخِذوا رأيًا عنَّا.إِجعَلوا ظِلَّكُم كاللَّيلِ في عِزِّ الظَّهيرةِ.أُستُروا المَنفيِّينَ.لا تُعلِنوا عَنِ الهارِبينَ4وأسكِنوا معَكُم المَنفيِّينَ مِنْ موآبَ.كونوا لهُم مَلجأ مِنْ وجهِ العَدُوِّ المُدَمِّرِ‌.حينَ يَبـيدُ الظُّلمُ ويَنتَهي الدَّمارُ، ويَفنى في الأرضِ المُضطَهِدونَ‌5يثبُتُ عرشٌ قائمٌ على الرَّحمةِ، ويَجلِسُ علَيهِ بالحَقِّ في مَسكِنِ داوُدَ قاضٍ يطلُبُ العَدلَ ويُسارِعُ إلى الإنصافِ”.

~شرح النص~

تعرضت موآب(قسم من الأردن اليوم)للهجوم(الأشوري على الأغلب)، فشعر سكانها بالخطر على حياتهم، فنصحهم حكماؤهم بأن يلجأوا إلى يهوذا ويطلبوا حماية ملكها، ويستشيروا حكماءها كيف يتصرفون في الزمن الصعب.وحين يبيد الظلم ويفنى الظالم، سيثبت عرش داود(مملكة يهوذا)المبني على الرحمة والعدالة.فالأنظمة المبنية على العدالة والرحمة بركة للبشرية، أما تلك المبنية على الظلم والاستبداد فلا تدوم.كان هذا امتحانًا لإيمان أبناء يهوذا المعتبرين شعب الله، فهل يقبلون شعبًا وثنيًا أساء إليهم في وقت من الأوقات؟

~تأمل في النص~

عرفت بلدان الشرق الأوسط الحروب منذ قديم الأيام، وكان السكان يهربون من أمكنة الخطر ويلجأون إلى الأماكن التي هي أكثر أمانًا.وحتى اليوم، يوجد نازحون في عدد من بلدان الشرق الأوسط.النازح إنسان“مكسور الخاطر”، خسر أرضه وبيته وكل مقومات الحياة، وهرب من الخطر المحدق بحياته، ولجأ إلى بلد أكثر أمانًا.كرامته مهدورة، وحياته مهدّدة.المحبة المسيحية تقضي بأن نسلك بالمحبة تجاه النازحين، فنقدّم لهم أولاً الكرامة التي يستحقون ككائنات بشرية مخلوقة على صورة الله مساوية لأي كائنات بشرية أخرى.ثم نسعى لنقدّم لهم الملجأ والمأوى والمأكل والمشرب بحسب القدرة، وبكرامة، بمعزل عن انتمائهم العرقي والديني، متذكرين أننا نخدم المسيح الشارد والتائه والجائع والعطشان فيهم(أنظر متى25: 31–46).إن خدمة النازحين، والدفاع عن حقوقهم خدمة نؤديها للمسيح ومشاركة في الإنجيل وشهادة حية وعملية لمسيحيتنا.

~الفكرة الرئيسة~

إن خدمة النازحين،والدفاع عن حقوقهم خدمة نؤديها للمسيح ومشاركة في الإنجيل وشهادة حية وعملية لمسيحيتنا.

~صلاة~

إلهي، النازح إنسان“مكسور الخاطر”، ساعدْني لأتخلّص من أنانيتي وطمعي وتعصّبي الوطني أو العرقي أو الطائفي لكي أخدمك في هذا الإنسان شاهدًا لعملك الخلاصي الذي يشمل البشر أجمعين.

~قرار اليوم~