مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

آلهة بلا فائدة(إشعيا15: 1-9)

~النص البيبلي~

15وحيٌ على موآبَ:ليلَةَ تُقهَرُ مدينةُ عارَ تُدمَّر أرضُ موآبَ، وليلَةَ تُقهَرُ مدينةُ قيرَ تُدمَّرَ أرضُ موآبَ.2يصعَدُ أهلُ ديبونَ إلى المعبدِ، إلى المَشارِفِ لِلبُكاءِ.يُوَلولونَ على جبَلِ نبو ومدينةِ ميدبا.يَحلِقونَ شُعورَ رُؤُوسِهِم حُزنًا ويَقُصُّونَ لِحاهُم.3يأتَزِرونَ بالمُسوح في الأزِقَّةِ، ويُوَلولونَ على السُّطوحِ وفي السَّاحاتِ، بالبُكاءِ يَفيضونَ.‌4حشبونُ وألعالَةُ تَصرُخانِ، أصواتُهما تُسمَعُ إلى ياهَصَ.فيصرُخُ جُنودُ موآبَ وتَضطرِبُ نُفوسُهُم.‌5قلبي يصرُخُ على موآبَ.الهارِبونَ منها يَلجَأونَ إلى صوغَرَ، إلى عِجلَتِ شَليشيَةَ.يصعدونَ بالبُكاءِ سَفحَ لوحيثَ، ويَرفعونَ صُراخَ الهزيمةِ في الطَّريقِ إلى حورونايمَ.‌6مياهُ واحةِ نِمْريمَ‌تَنضُبُ، فيَيبسُ العُشبُ ويَفنى الكَلأُ ولا يبقَى ا‏خضِرارٌ.7فيحمِلُ بنو موآبَ، عَبرَ وادي الصَّفصافِ‌، ذخائِرَهُم والثَّروةَ الّتي ا‏كتَسَبوها.8ويشمُلُ الصُّراخُ تُخومَ موآبَ ويصِلُ وِلْوالُهُ إلى أجلايِمَ وبِئرِ إيليمَ‌.9وتمتلِئُ مياهُ ديبونَ‌دمًا، ويَزيدُ الرّبُّ ديبونَ نوائبَ، ويُطلِقُ أسدًا على كُلِّ هارِبٍ مِنْ موآبَ وعلى بقيَّةِ النَّاجينَ مِنْ تِلكَ الأرضِ.

~شرح النص~

وحي من جهة موآب(قسم من الأردن اليوم).موآب منطقة جبلية صخرية.أهم مدنها المعروفة اليوم في الأردن مادبا، وفوقها جبل نبو المطل على أريحا والغور.لما كانت معابد الآلهة تُقام على الجبال، كثرت المعابد على جبال موآب.نفهم من النص أن موآب تعرّضت لهجوم عسكري، قد يكون من قِبَل الأشوريين في الربع الأخير من القرن الثامن ق.م، أو من قِبَل الكلدانيين في أواخر القرن السابع ق.م.هرب أهل موآب، حاولوا اللجوء إلى إسرائيل، لكن مُنعوا نظرًا للعداوة التاريخية بين البلدين.لجأوا إلى معابدهم، وآلهتهم، وكان أهمها كموش.وكانوا يمارسون الذبائح البشرية.قاموا بكل الطقوس:قص الشعر واللحية، البكاء والنحيب، المسوح والذل، لكن من دون جدوى، فكانوا بذلك يزيدون على مأساتهم مآسيَ أخرى.

~تأمل في النص~

لجأ أهل موآب إلى آلهة لا ترى ولا تسمع ولا تشعر.آلهة غير موجودة إلا في تصوّر تابعيها.آلهة تكلّف تابعيها أثمانًا غالية من صحتهم وقوتهم ومالهم ووقتهم وحتى أحيانًا أولادهم.يشبّه النبي إرميا هذه الآلهة بالآبار المشقّقة التي لا تضبط ماء.فشعب الرب قديمًا تركه وتبنّى هذه الآبار(إرميا2: 13).كان المطلوب اللجوء إلى الله، الإله الحي الحقيقي الوحيد.عنده الدواء وفيه الشفاء، وهو يعطي الماء مجانًا بل يعرضه على كل من يحتاج إليه ويقدّمه لهم بمحبة(إشعيا55: 1).مرتا مرتا، تهتمين بأمور كثيرة، والحاجة إلى واحد، قالها يسوع(لوقا10: 41–42).لم تذهب مرتا وراء آلهة غير الله، كما فعل الموآبيون، لكن المسيح لفت نظرها إلى أن الجلسة معه والتعلّم منه هو“الواحد”المبتغى.

~الفكرة الرئيسة~

آلهتنا،التي صنعناها وشيّدنا لها معابد،لا تنفعنا،بل تستنزف جهدنا ومالنا.نحتاج فقط إلى الله،في المسيح.

~صلاة~

أعطني يا رب الوعي لأعرف أنك وحدك الإله الحقيقي الجدير بالثقة والمستحق العبادة.

~قرار اليوم~