(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

كان بنو إسرائيل يتبعون التقويم الزراعي حيث تبدأ السنة في شهر تشرين الأول/أوكتوبر، وهنا ينتقلون إلى التقويم الطقسي حيث تبدأ السنة في نيسان، وفاتحة السنة عيد الفصح. تعني كلمة "ب ص ا ح" (فصح) العبرية "عبور". هو عيد كان يحتفل به الرعاة في نهاية الشتاء وبداية الربيع، فيُخرجون الماشية من الحظائر و "يعبرون" بها إلى المراعي في البرية. والبرية مكان موحش ولا يخلو من المخاطر، لذلك، كانوا يذبحون خروفًا ويرشون دمه على القطيع اعتقادًا منهم أن هذا الدم كفيل بحفظ القطيع من الأخطار. أخذ الكاتب المُلهم هذا الطقس إذا رأى فيه صورة ل "عبور" ملاك الموت على بني إسرائيل دون أذيتهم (آ 12). هو أيضًا صورة ل "عبور" الشعب في البرية، أو "عبور" البحر. وهو بالحقيقة "عبور" من العبودية إلى الحرية.

تأمل في النص

الفصح عند اليهود هو "العيد الكبير"، أهم الأعياد أو المناسبات الدينية. هو ذكرى مناسبة تكوّن الوعي الشخصي، والهوية الدينية والقومية لبني إسرائيل إذ انتقلوا من كونهم مجموعة عبيد في مصر ليصيروا "شعبًا"، ويدخلوا في عهد مع الله فيصبحون "شعب الله". هذا تمامًا ما فعله المسيح بنا:

أخذنا من "عبوديتنا" للخطيئة، و "وثنيتنا" في البعد عن الله، و "عبّرنا" إلى الحرية، فدخلنا في عهد مع الله "بدمه"، وأصبحنا أبناء الله، وكجماعة "شعب الله". في المسيحية، "العيد الكبير" هو ذكرى قيامة الرب يسوع. ويُدعى أيضًا "عيد الفصح". فبقيامة الرب يسوع - أقامنا معه - عبرنا من الموت إلى الحياة، ومن القبر إلى السماء.

الفكرة الرئيسة

الفصح، العبور من الموت إلى الحياة، هو النقطة المركزية في تاريخ الخلاص، لأن جل اهتمامات الله هو عبورنا من الموت إلى الحياة وصيرورتنا أبناءه، ليس بالخلق، بل بالتبني.

صلاة

أللهم أشكرك، أنا العبد الخاطئ، من لا ينتظر إلا الموت، حررتني وبررتني وتبنيتني ابنًا لك.

خذ قرارًا لهذا اليوم