(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

عيد الفطير عيد قديم عند الشعوب الساميّة. عند بداية الحصاد، كانوا يرمون الخبز المصنوع من الموسم السابق، ويأكلون خبزًا فطيرً (من دون خمير) من الموسم الجديد. قرأ الكاتب المُلهم هذا الطقس ووجد فيه صورة لما يجب أن يكون عليه بنو إسرائيل بعد الفصح. الخبز الفطير هو العجين غير المختمر الذي حملوه من مصر عند خروجهم ثم خبزوه. كان على الشعب أن يأكلوا خروف الفصح مع خبز فطير في ليلة "العبور"، ويستمرون في أكل الفطير خلال الأيام السبعة التالية. الخمير رمز ل "خبز مصر"، خبز المشقة والعبودية. بعد الخروج، الفصح/العبور، يبقي خبز مصر في مصر، ويؤكل خبز جديد، هو فطير لأنه لا يجوز استعمال خمير مصنوع من العجين القديم. خبز الفطير هو خبز صنع في وضع حر، وفي أرض حرة.

تأمل في النص

تشكل خبرة الفصح/العبور حدًا فاصلًا بين مرحلتين من الحياة: قديم وجديد. مرحلة العبودية ومرحلة الحرية؛ مرحلة الموت، ومرحلة الحياة؛ مرحلة لاهوية شخصية، ومرحلة الوعي الذاتي والقومي؛ مرحلة البعد عن الله ومرحلة الاقتراب منه. كل شيء تغير بين القديم والجديد: نمط الحياة، العادات، التقاليد، نوعية الطعام، إلخ. لا نأتي بقديم مصر إلى جديد العهد. علّم المسيح: "ما مِنْ أحَدٍ يَرقَعُ ثَوبًا عَتيقًا بِرُقعَةٍ مِنْ قماشٍ جَديدٍ، لأنّها تَنكَمِش فَتَنْتَزِع شَيئًا مِنَ الثّوبِ العَتيقِ فيتّسِعُ الخَرْقُ. وما مِنْ أحدٍ يَضَعُ خَمْرًا جَديدةً في أوعِيَةِ جِلْدٍ عَتيقَةٍ، لِئلّا تَنشَقّ الأوعِيَةُ فتَسيلَ الخمرُ وتَتْلَفَ الأوعِيَةُ. بل تُوضَعُ الخمرُ الجَديدةُ في أوعِيَةٍ جَديدَةٍ، فتَسلَمُ الخمرُ والأوعِيَةُ". (مت 9: 16 – 17 ). وعلّم بولس: "وإذا كانَ أحَدٌ في المَسيحِ، فهوَ خَليقَةٌ جَديدةٌ: زالَ القَديمُ وها هوَ الجديدُ." ( 2 كور 5: 17).

الفكرة الرئيسة

"فتَطهّروا مِنَ الخَميرَةِ القَديَمةِ لتَصيروا عَجينًا جديدًا لأّنكُم فَطيرٌ لا خَميرَ فيهِ، فحَمَلُ فِصْحِنا ذُبِحَ، وهوَ الَمسيحُ. فلنُعَيّدْ إذًا، لا بالخَميرَةِ القَديَمةِ ولا بِخَميرَةِ الشّرّ والفَسادِ، بلْ بِفَطيرِ النّقاوَةِ والحَقّ."( 1 كور 5: 7– 8).

صلاة

ربي وإلهي! ساعدني كي أعي أهمية حياتي الجديدة معك، فلا آتي بقديمي في العبودية والموت إلى جديدي في الحرية والحياة.

خذ قرارًا لهذا اليوم