خطوات عملية لعام جديد مميزعينة

اليوم الرابع عشر

الخطوة الثانية عشر: تقديم ذبيحة تسبيح باستمرار

في اليوم الرابع عشر من السلسلة، يتحدث الكاتب عن القرار الثاني عشر والأخير من القرارات الكتابية للسنة الجديدة، والذي يتمثل في تقديم "ذبيحة تسبيح باستمرار". يشير إلى أن القرارات التي نتخذها في حياتنا تؤثر بشكل مباشر على سلوكنا، وبالتالي على النتيجة النهائية التي نصل إليها. ويذكر أن الامتنان والتسبيح هما جزءان لا يتجزأ من حياة المؤمن، حيث أن الشكر يقود إلى التسبيح. في كتابات العهد الجديد، يشجعنا الله على إظهار امتناننا والتسبيح باستمرار.

في الرسالة إلى العبرانيين، يقول الكاتب: "فلنقدم ذبيحة التسبيح باستمرار"، موضحًا أن هذا يشير إلى ثمر شفاه معترفة باسم الله. التسبيح لا يتوقف على مشاعرنا أو الظروف المحيطة بنا، بل هو عمل عبادي يتطلب تضحية، حيث أن الذبيحة تعني الموت، وبالتالي يجب أن يموت الإنسان العتيق فينا لكي نتمكن من تقديم التسبيح لله بالطريقة التي تليق به. ويُعتبر التسبيح ذبيحة روحية تقدم لله في جميع الأوقات، بغض النظر عن الوضع الشخصي أو الظروف.

كما يوضح ديريك أن "محبة النفس ومحبة العالم" هما العائقين الرئيسيين أمام التسبيح الحر، ولكن من خلال الصليب يمكننا أن نتحرر من هاتين العبوديتين. بذلك، يصبح المؤمن قادرًا على تقديم تسبيح صادق لله بغض النظر عن المتاعب أو الظروف السلبية التي يواجهها في العالم. التسبيح لا يعتمد على الظروف بل على إيماننا بالله وحقيقة عظمتنا في المسيح.

المثال الذي يقدمه داود في المزمور الرابع والثلاثين هو نموذج رائع لهذا النوع من التسبيح. عندما كان داود يهرب من شاول وواجه الخطر والعار في بلاط الملك أبيمالك، لم يستسلم للتذمر أو الاستسلام، بل قال: "أبارك الرب في كل حين". في هذا الموقف الصعب، قدّم داود ذبيحة التسبيح، متباهيًا بالله في أحلك الظروف.

التسبيح ليس مجرد تعبير عن الفرح أو الاحتفال، بل هو أيضًا فعل طاعة وعبادة حقيقية، حيث يعبر المؤمن من خلاله عن استحقاق الله للعبادة والشكر في كل الأوقات. وبالتالي، التسبيح هو علامة على التحرر الروحي والتمتع بالسلام الداخلي بغض النظر عن ما يواجهه الشخص من تحديات.

لذلك يجب أن يكون التسبيح جزءًا من حياتنا اليومية. يمكننا أن نرى في هذا المبدأ عمقًا روحيًا عظيمًا، حيث أن التسبيح لا يقتصر على اللحظات الجيدة بل يستمر في كافة الظروف كعلامة على حرية المؤمن في المسيح وارتباطه الوثيق بالله.