خطوات عملية لعام جديد مميزعينة

اليوم الثاني عشر

الخطوة العاشرة: الشكر والامتنان

الخطة الثانية عشر من السلسلة التي تتحدث عن "اثنتي عشرة خطوة للحصول على سنة مميزة" تركز على خطوة الشكر والامتنان. هذه الخطوة تستند إلى مقاطع من الرسالة إلى العبرانيين الإصحاح الثاني عشر، تحديدًا العددين 28 و29: "لِذلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتًا لاَ يَتَزَعْزَعُ لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ". الشكر هو التعبير عن امتناننا لله، وهو ما يجب أن نمارسه بانتظام في حياتنا.

الرب يطلب منا أن نُظهر الامتنان لما يفعله من أجلنا. هناك رابط بين الشكر والنعمة، كما يظهر في العديد من اللغات العالمية، حيث تتشابك مفاهيم الشكر والنعمة. الشكر ليس مجرد رد فعل على ما يفعله الله لنا، بل هو وسيلة للتعبير عن تقديرنا لنعمه. إذا لم يعبر الناس عن امتنانهم، يكون ذلك مشابهًا لشخص يقبل ما يعطى له من الآخرين دون شكر. الرب يطلب منا أن نكون ممتنين له، وأن نعبر عن هذا الامتنان.

إحدى الآيات المفضلة في الكتاب المقدس هي في سفر الأمثال (3: 6): "فِي كُلِّ طُرُقِكَ اعْرِفْهُ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ". المعنى هنا أن الشكر لله هو أفضل طريقة للاقتراب منه والحصول على إرشاده. لكننا بحاجة أيضًا لفهم خلفية تحريض بولس للشكر في رسالة العبرانيين، التي تذكر الزلزال القادم والذي سيزلزل كل ما هو غير ثابت في العالم. في وسط هذا العالم المهتز، نحن نملك ملكوتًا ثابتًا وأبديًا لا يتزعزع، وهذا ما يجب أن نعبّر عنه بالشكر لله.

الشكر لا يعتبر مجرد رد فعل، بل هو أداة لتحرير أرواحنا لخدمة الله. من دون الشكر، تصبح خدمتنا غير مقبولة. الشكر يمنح حياتنا معنى ويُطلق أرواحنا للخدمة المقبولة لله. بولس يوصي في الرسالة الأولى إلى تسالونيكي (5: 18): "اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ... لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ". عدم تقديم الشكر يعطل الروح القدس في حياتنا.

وفي السياق ذاته، يحذر كاتب الرسالة إلى العبرانيين من خطورة الإهمال، مشيرًا إلى أنه كما كان الله يتكلم عبر موسى في العهد القديم، فإنه يتحدث الآن من السماء، وأنه سيأتي وقت يحدث فيه الزلزال الأخير الذي سيزلزل الأرض والسماء. لذا، يطلب الله منا أن نقدم له الشكر لأنه هو المصدر الوحيد للثبات في هذا العالم المضطرب.

هذه الرسالة تركز على أن الشكر ليس مجرد واجب ديني، بل هو ضرورة روحية لتحرير أنفسنا وتقديم خدمة مرضية لله. وبالرغم من الفوضى والاضطراب الذي يميز هذا العالم، نحن مدعوون للثبات في ملكوت الله غير القابل للزعزعة، وللشكر له على هذا الامتياز.