لكي لا ينهار القادةعينة

خُدَّام الله غير مُعفَين من النواميس الطبيعيَّة

إنَّ مُجرَّد كونك خادمًا للربِّ لا يعني أنَّك لن تُصابَ بقَرحة أو انهيار لأنَّك تأبى أن تُنيبَ آخرين. فإذ تخرق قواعد الصِّحَّة الجيِّدة، تدفع عقوبات ذلك، شأنُك شأنُ سائر الناس. وقد يُذهِلُك أن تعرف كم من الخدَّام أو الرُّعاة وزوجاتهم يُبتلَون باضطراباتٍ عاطفيَّة خطيرة من جرَّاء هذا الرَّفض الدائم لمُشاطرة الحِمل. فلسنا مُحصَّنين أو مُعفَين من عواقب نمَط حياة غير سليم صحِّيًّا. ذلك أنَّ الجسم يحتاج إلى قدْر معلوم من العَمل، وقدْرٍ من الراحة، وقدْرٍ من الإنعاش، ويستطيع أن يتحمَّل قدْرًا مُعيَّنًا من الإجهاد. فإذا تغاضيتَ عن ذلك، يتعطَّل شيءٌ ما.

يقول مَثَل يونانيٌّ قديم: "ستكسر القوسَ إذا أبقيتَها مَحنيَّة كلَّ حين." وقد رأى يثرون الإعياء على وجه صهره وقال: "انظُر! تخلَّ عن قسم من واجباتك." ولأنَّ موسى عمِلَ بمشورة حميه الحكيمة، لم يكلَّ. وأعتقِد أنَّ الحِملَ باتَ أخفَّ عليه. وربَّما بدأ موسى يبدو أصغرَ سنًّا. فبالحقيقة أنَّه في أواخِر حياة موسى (في سنِّ المئة والعشرين!) قيل عنه: "لَمْ تَكِلَّ عَيْنُهُ وَلاَ ذَهَبَتْ نَضَارَتُهُ" (تثنية 34: 7).

لذلك السَّبب يحصل انعِطافٌ مُبهِج حين يُتاح لنا أن نسمع من أُناس كيَثْرون.

صلاة

يا إلهي، أشكرك على كنوز الحكمة والجود التي ذخرتها لخائفيك. أشكرك لأنّك تهتمّ بحال روحي ونفسي وجسدي. علِّمني أن أسير باتزّان في خدمتي. أنا أحتاج إليك! فالحياة قصيرة والعمل كثير لكنَّني لست مدعوًا لفعل كلّ شيء بمفردي. أنا إنسان محدود في الوقت والطاقة. علّمني أن أفهم محدوديَّتي، أن أتواضع وأقبل المشورة، أن أُدرِّب آخرين وأُفوِّض عبء العمل، أن أُخفِّف عن نفسي وأستمتع بالحياة، أن أفصل الجوهري عن الإضافي، أن أتخلّى عن أمور لتزداد فعاليَّة العمل ونموّه. وأخيرًا، أرجوك أن تُعلِّمني أن أتحلّى بروح الإصغاء على الدوام، باسم يسوع، آمين.

حقوق الطبع © محفوظة لدار منهل الحياة. لمزيد من الموارد، أو لشراء كتاب "رجل تفانٍ لاأنانيّ، موسى" لتشارلز سويندول الذي اقتبسنا منه هذه التأملات، بامكانك أن تزور موقعنا: https://darmanhal.org/

Amazon.com: dar manhal al hayat