لكي لا ينهار القادةعينة

لكي لا ينهار القادة

يوم 4 من إجمالي 8

خفّف عن نفسك

قال يثرون: "بتفويضك العمَلَ، يا موسى، سيكونُ أخفَّ عليك، وأُولئك المُعاوِنون سيرفعون الحِملَ معك." هل ترى ذلك التعبير "خفِّف عن نفسك"؟ إنَّها مَشورة عظيمة!إنَّ العامل المسيحيَّ غريبُ السُّلالة. فهو يُريد أن يبدوَ العمَلُ صعبًا على نحوٍ رهيب. ويحسب أنَّه كلَّما بدا المظهر أصعب وأكثر إجهادًا، كان أفضل. فالعاملون المسيحيُّون مشهورون بما يوصف بصورة دينيَّة مُثقَلة ومُنهَكة. لأنَّهم يحملون عادةً نُسخةً عتيقة مُهَلهَلة من الكتاب المقدَّس، ويمشون مِشيةً مُترهِّلة مائلة، ونادرًا ما يبتسمون... صورةٌ من نوع "رجاءً، أشفِقوا عليَّ". هذا مظهرٌ يدفعُني إلى الضحك. لستُ أنوي أن أكون مُفرِطًا في الانتقاد. إنَّما الحقيقة المأساويَّة هي أنَّ بعضًا من أُولئك القوم مُجهَدون بالعمل ولا يكادون يملكون ما يكفيهم للعَيش.

أنا أعتقد أنَّ في وسعك أن تكون عاملاً بدوام كامل في الخدمة دون أن تُضطرَّ إلى مُشابهة تلك الصورة الكاريكاتوريَّة. قضيتُ مرَّةً واحدًا من أبهج الأوقات مع خدامٍ مرسَلين لا ينطبق عليهم هذا الوصف. لقد رغبت في التواجُد معهم فعلاً. قلت في نفسي قبل النوم: "عجبًا، كان ذلك مُمتِعًا! لقد استمتعتُ جدًّا بقضاء وقتي مع هؤلاء القوم. لا أُطيقُ الانتظار حتَّى الغد!" لقد ضحكنا وتبادلنا الطُّرَف والنوادر واسترخَينا معًا. فإنَّهم كانوا قومًا عاديِّين تمامًا. وفي وسعنا أن نتعلَّم دروسًا ثمينة من هؤلاء الأحِبَّاء. فليس المسيحيُّ المؤمن مُبرِّرًا لبشريَّة فاقدة الحيويَّة وحانية الكتِفَين.

ليس دليلاً على الرُّوحانيَّة أبدًا أن تعمل بين خمسَ عشرة وثمانيَ عشرة ساعة في اليوم، سبعةَ أيَّام في الأُسبوع، ولا تأخُذَ عُطلةً البتَّة. ولا أحَدَ ينجذِب إلى شخصٍ لا يبتسم بل يبدو عليه التجهُّم دائمًا، خصوصًا إذا كان لا يأخذ استراحة للاستمتاع بالحياة. فإنَّك ستنهار إذا التزمت ببرنامج مجنون على غِرار هذا. وليس دليلاً على الرُّوحانيَّة أبدًا أن تئنَّ وأنت تشقُّ طريقك في الحياة، ظاهِرًا بمظهرِ اتِّضاع ومُريدًا أن يتأثَّر كلُّ شخص بمنظرك الزَّرِيِّ، المُجهَد المُضنَى، البائس. لتكُن لك حياة!

إنَّ مجرَّد انخراطك في الخدمة لا يعني أنَّ عليك أن تظهر كما لو كنتَ في جنازة أو كما لو كنتَ أنت التالي! يسهل أن تصطنع ذلك المظهر المُتواضِع، من ثَمَّ تنزلق هبوطًا من هناك. لكنَّ ذلك سيِّئٌ للغاية. إنَّ أسعد الناس على الأرض ينبغي أن يكونوا أُولئك الذين يخدمون الله. وينبغي أن يظهروابمظهرٍ مُوافِق لذلك. فعندَنا كلُّ سببٍ للابتسام أكثر من أيِّ شخص آخر. حتَّى لو كان عملُنا جدِّيًّا وصعبًا على نحوٍ رهيب، ينبغي أن نكون أكثر فرَحًا، ونقضيَ في خدمتنا وقتًا أفضل من أيِّ شخص في أيَّة مهنة أو دعوة أُخرى على الأرض.

التطبيق

ينبغي أن تكون لخُدَّام المسيح أذواقٌ واهتماماتٌ خارِجَ نطاق دعوتهم الأساسيَّة، ليتمتَّعوا بعائلاتهم، ويستمتعوا بعُطلاتهم، ويبتهجوا بالأُمور الطيِّبة. سأقترِح عليك ما أقترحه على مجموعة الرُّعاة أحيانًا: قم بنُزهة على درَّاجة ناريَّة أو هوائيَّة! ولتتحدَّثْ عن شيءٍ من المرح والاسترخاء مع أحدهم اليوم!

يوم 3يوم 5

عن هذه الخطة

لكي لا ينهار القادة

ينهار القادة حين يُحاوِلون أن يقوموا بأعمال تفوق الحدَّ وحدَهم، وحينَ يفوتُهم أن يأتوا بآخرين إلى العمل كي يُساعِدوهم في رفع الأحمال. إنَّ نظرةً عن كثب إلى الأصحاح الثامن عشر من سِفر الخروج ستُفيدك، بصرف النَّظر عن مهنتك أو عملك. فالدروس المُستفادة من هذه الحادثة في حياة موسى تنطبق على كلِّ واحد: رجُل الأعمال وسيِّدة الأعمال المؤمنين بالمسيح، أصحاب المِهَن المؤمنين، المعلِّمين والطُلاَّب المؤمنين، وجميعِ مَن يتولَّون مسؤوليَّاتٍ شتَّى.

More

نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://darmanhal.org