نحو زواجٍ ناجحٍعينة

عهد دائم

هل تفكر في الزواج على أنه عقد- اتفاق يتم تريبه ويتضمن بعض الشروط للمصالح المشتركة التي لابد أن يتم تتميمها من كل طرف لكي يظل العقد ساريًا؟ قد نتحدث عن العهود أو نذور الزواج وديمومتها، ولكن بعض الناس يفكرون في الزواج فقط على أنه مجرد اتفاق لتسديد احتياجات الآخر.

وحين لا يتم تسديد هذه الاحتياجات، يكون العقد على أرضية غير ثابتة.

ولكن الزواج ليس مجرد عقد. إنه عهد مقدس-وعد مقدس.

العهد أكثر من مجرد اتفاق. إنه التزام غير قابل للاهتزاز، ويخلق بيئة آمنة يمكن للحميمية أن تنمو فيها بشكل عميق دون تهديد بالتعرض للانتهاك من الطرف الآخر.

الحميمية لا يمكنها أن تنمو في بيئة غير آمنة، فهي تتطلب زوجًا وزوجة منكشفين لبعضهما، ويمارسان الثقة الكاملة في الطرف الآخر.

كل إنسان يتوق لشخص آخر يمكنه أن ينظر في عينيه، ويرى كل عيوبه ومشكلاته، ويستمر في محبته. ولكن لأننا جميعًا نشعر بعدم الأمان لدرجة عميقة، فنحن نحاول أن نخبئ عيوبنا ونسترها عن بعضنا. ونكتفي بمحبة سطحية.

لكن العلاقات السطحية، لا تشبع النفس. نحن بحاجة حقًا لأن نكون محبوبين بغض النظر عن عيوبنا.

ولهذا يأتي بنا الله إلى علاقة عهدية معه، ولا يعمل مجرد عقد أو اتفاق معنا. فهو يريدنا أن نكون في أمان في محبته وأن ننمو في الحميمية معه. وبما أن الزواج مصمم لكي يعكس هذه العلاقة، فهو أيضًا علاقة عهد.

مثلما نصبح أعضاءً في جسد المسيح، يصبح الزوج والزوجة جسدًا واحدًا، ملتزمان ببعضهما بالكامل، ويختاران معًا المحبة المضحية المحتملة. كل شريك يحب الآخر من أجل ذاته.

هذه نوعية مكلفة من الحب، ولكن لها بركات مذهلة. كما أنها مدعومة بمواعيد إلهية. الله داعم قوي لزواجك، لأنه المصمم الأصلي له.

لا يوجد زواج لا رجاء فيه. لا عهد مكسور غير قابل للفداء. تعالَ بقلب راغب لله، واستقبل إرشاده، وقوته التي يقدمها لك، لكي تختبر الشبع والرضا الذي صممك لكي تستمتع بهما.