عندما يخدعك الغضبعينة

عندما يخدعك الغضب

يوم 2 من إجمالي 10

الخلفيّة

رُوِيَت قصَّة شاولَ الحزينةُ في سفر صموئيل الأوّل. لفهم الخداع الذي حصل، سنلاحظِ بداية الأحداثَ التي جرت في حياة شاولَ، والتي أدّت إلى غضبه ومرارته. في هذه الأحداث الكبرى نبتت مرارة شاولَ وازدهرت.

1. اختيرَ شاولُ ليكون أوّل ملكٍ على الأمّة القديمة، فقد أعطاه الله هذا المنصب. ولم يكن ذلك شيئًا سعى إليه شاولُ أو ربحه بعد حملة ما.

2. واجه شاولُ ضغوطًا بصفته الملك الأوّل. استهزأ به بعض الشعب كملك، وقد تعامل مع ذلك الوضعِ بأسلوب متواضع وجدير بالثناء.

3. أمر اللهُ شاولَ أن يدمّر عماليق بالكامل، لكنّه لم يُنفِّذ توجيهاتِ الله. وبناءً على ذلك، أخبر اللهُ شاولَ أنَّه رُفِض كملكٍ وأنّ آخرَ سيحلّ محلّه ويطيع الله. في رتبة خاصّة ومن دون علم شاولَ، مَسح صموئيلُ داودَ ليكون ملك الأمّة القادم.

4. فارق روحُ الله شاولَ وعذّبه روحُ شرّير. لذا نصحه خدّامُه بأن يستعين بشخصٍ ماهر في الموسيقى ليعزفَ له ويريحَ مزاجه السيِّئ. فاختيرَ داود، وبفضل عزفه على القيثارة شعر شاولُ بتحسّن.

5. واجه شاولُ وجيوشه تحدّيًا من الفلسطينيين. فقد تحدّى جلياتُ العملاقُ أيَّ رجلٍ من الشعب القديم لأن يواجهه في منافسة فرديّة. شعر شاولُ ورجاله بالرعب، لكنّ الله رتّب لداودَ أن يصل إلى خطوط المعركة في ذلك الوقت المحدّد. حارب داودُ جليات وقتله وقاد الشعبَ ليهزموا جيش الفلسطينيين هزيمةً نكراء. بعد الانتصار، مدحت النساءُ داودَ أكثر من شاول. كانت هذه المرَّةَ الأولى التي لاحظ فيها شاولُ داودَ بشكلٍ خاص. فاغتاظ شاولُ من مدح النساء لداود.

الخدعة

اعتبر شاولُ أنّ مدح داودَ إهانةٌ شخصيّة له. كانت نساء الأمّة القديمة قاسياتٍ في المقارنة بين داودَ وشاولَ علانية. ولكن كلّما منح الربُّ داودَ نجاحًا، مدحه الناس أكثر فأكثر. لو احتفظ شاولُ بتواضعه ومحبّته للربّ، لكان قد أحبّ هذا الشاب كما أحبّه يوناثان. لكن كان لشاولَ رأيٌ مختلف. استيقظت رغبته في الحصول على مدح البشر في وقت سابق عندما هاجم يوناثانُ حامية فلسطينيّة وغلبها. "فليسمعِ العبرانيّون!" أعلن شاول. أزعج غرورَ شاول أن يتلقّى هذا المبتدئُ من بيت لحم مدحَ الشعب. منذ أوّل مدحٍ لداود، يُخبرنا الكتاب المقدّس: "فَكَانَ شَاوُلُ يُعَايِنُ دَاوُدَ مِنْ ذلِكَ الْيَوْمِ فَصَاعِدًا" (1صموئيل 18: 9)، هذا غضبٌ غيور، وحين تسمع الغيرةُ مدح أحد المنافسين تعتبره إهانة شخصيَّة.

الحقيقة

الحقيقة هي أنَّ انتصاراتِ داودَ كانت تستحقُّ المدحَ والثناء. لو كان قلب شاولَ نقيًّا مثل قلب يوناثان، لكان من الممكن أن يشترك في حمد الله على رجل بمقدوره أن يقاتل من أجل الشعب بهذه الفعاليّة.

يوم 1يوم 3

عن هذه الخطة

عندما يخدعك الغضب

في سلسلة التأملات هذه سنتكلم عن خداع الغضب وسنتطرّق لبعض الخدع التي أثّرت في تفكير الملك شاول وشوّهت رؤيته وأدّت إلى سقوطه ودماره. من يتمسّكْ بغضبه يدخلْ في الظلام، وهناك يحكم على الناس ويفسّر الأحداث بالمنطق الملتوي والدوافع الجسديّة. لكلّ خدعة علاقة بما كان يجري في داخل شاول وهذا ما سنتأمل به في هذه السلسلة المقتبسة من كتاب "إخماد الغضب" لجون كوبلنتز.

More

نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: https://darmanhal.org/