كيف ترى الله؟عينة

كيف ترى الله؟

يوم 4 من إجمالي 6

آتِ في الطريق إليك

هل تتصرف مثلي في هذا الأمر؟ عندما أطلب منتجًا لكي يُشحَن إلى منزلي (delivery)، فإني آخذ دائمًا رقمَ تتبُّعٍ. وأطلب أيضًا من شركة الشحن أن تُرسل لي تنبيهات بخصوص الطلب بالرسائل القصيرة الإلكترونية. إذ أودُّ أن أعرف مكان طلبي ومتى سيصل. تمنحني هذه العمليَّة الاطمئنان بأنَّ طلبي فعلًا في الطريق إليَّ.

من طبعنا أنَّنا نودُّ معرفة ’’تواقيت‘‘ الحياة. فالتأكيد على وقت حدوثٍ أمرٍ ما يُهدِّئ مخاوفنا ويساعدنا على مراقبة توقُّعاتنا وإدارتها.

وهذا الأمر تحديدًا هو أحدُ الأسباب وراء توتر العلاقة بيننا وبين الله. فالله لا يُصدِرُ أرقام تتبُّعٍ لصلواتنا. لا يُخبرنا بموعد وصول استجابات صلواتنا. ولكن لماذا لا يفعل ذلك؟ والإجابة ببساطة هي لأنَّ الله ليس إلهَ "معاملات" بل إله "علاقات". فهو لا يُبالي بإجراء مُعاملات الصلاة معك. بل يهتمُّ ببناء علاقة صلاة معك مبنيَّة على الثقة والإيمان، الثقة بمعدنه الأخلاقيِّ وطبيعته وكلمته وصدقه وأمانته!

ولهذا السبب يذكر الكتاب المقدَّس آياتٍ كهذه: ’’فَلاَ نَفْشَلْ فِي عَمَلِ الْخَيْرِ لأَنَّنَا سَنَحْصُدُ فِي وَقْتِهِ إِنْ كُنَّا لاَ نَكِلُّ‘‘ (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 6: 9).

لاحظ أنَّ الله لا يُخبرنا بموعد الحصاد ولكنَّه يَعِدُنا بحتميَّة قدومه! فهو يدعونا لعلاقةٍ. يُذكِّرنا بأنَّ كلَّ ما علينا فعله هو القيام بدورنا فقط وهو سيهتمُّ بدوره في الوقت المناسب بتدابيره السرمدية!

دعني أسألك وبصراحة، هل أنت متوتِّرٌ بشأن وصول واحدةٍ من استجابات صلواتك؟ هل تحاول أن تحصل على رقم تتبُّع من الله لتُراقب استجابته؟ تذكَّر أنك لستَ بحاجة لأن تعرف موعد وصولها. فهي في الطريق إليك. وستصل في الوقت المناسب. ثقْ به!

يوم 3يوم 5

عن هذه الخطة

كيف ترى الله؟

لأننا مخلوقون على صورة الله، نحتاج أن نعرف الله بشكل شخصي ونختبر حضوره في حياتنا وسلامه في أنفسنا وهدوءه في أذهاننا لنفهم أنفسنا أيضًا ولنحيا العلاقة التي يريدها الله مع كل البشر؛ علاقة حية حقيقية. فلنكتشف معًا أن الله ليس ببعيد وإنما يحاصرنا ويسكن بداخلنا.

More

نود أن نشكر Nextgen Arabic على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: https://nextgenarabic.com/