كيف ترى الله؟عينة
خارق للطبيعة
من أنت؟ ويروم هذا السؤال إلى ما هو أكثر من الاهتمام السطحيِّ بمعرفة اسمك أو عملك. عندما يتعرَّف شخصٌ ما عليك فعلًا؛ فإنَّه سيعرف عنك أمرًا وهو "ذاتك الحقيقيَّة". وبالتالي سيتعرفون على شخصيَّتك ومعدنك الأخلاقيَّ وقيمَك وطبيعتك.
والأمرُ ذاته ينطبق على الله. فأن نقول إنَّنا نعرفه يعني أنَّنا تعلَّمنا شيئًا عن هويَّته. واختبرنا طبيعته. ولمسنا صفاته. وتقابلنا مع شخصيَّته. تعلَّمنا أمرًا عن قيَمِه ومن يكون.
إحدى الصفات الأساسيَّة في شخصيَّة الله هي قوَّته الفريدة والعجيبة. فهو الإله الفائق للطبيعة؛ إلهُ المعجزات. والمقصود بالفائق للطبيعة أنَّه: أسمى من الطبيعة ويفوقها. فالطبيعيُّ هو ما يحدث عادةً بناءً على القوانين المعتادة للطبيعة والحياة. ولكن الله عز جلاله وعظم قدره لا تحدُّه الطبيعة. فهو خالق الطبيعيِّ ويمكنه تجاوزه بكلِّ تأكيد كيفما شاء عندما شاء.
ولكن ما أهمِّيَّة ذلك لنا؟ عندما نعرف الله حقاً ونحيا في علاقة معه فإنَّ قوَّته فائقة الطبيعة ستصبح مُتاحةٌ لنا أيضًا. والمعنى هنا: أيًّا كانت مشكلاتك أو تحدِّياتك في ظروف الحياة الطبيعيَّة؛ فهناك شخصٌ يقدر أن يتدخَّل ويصنع المعجزات في عمق تحدياتك كلّها. وهذا جزءٌ من هدف الصلاة. فالصلاة هي دعوة لإلهٍ فائقٍ للطبيعة ليأتي بقوَّته على السير الطبيعيِّ للمستحيلات التي يواجهها الإنسان.
ولذا تذكَّر معي كلمات داود ناظم المزمور عندما قال: ’’أَنَا دَعَوْتُكَ لأَنَّكَ تَسْتَجِيبُ لِي يَا اَللهُ. أَمِلْ أُذُنَيْكَ إِلَيَّ. اسْمَعْ كَلاَمِي‘‘ (سفر المزامير 17: 6).
عن هذه الخطة
لأننا مخلوقون على صورة الله، نحتاج أن نعرف الله بشكل شخصي ونختبر حضوره في حياتنا وسلامه في أنفسنا وهدوءه في أذهاننا لنفهم أنفسنا أيضًا ولنحيا العلاقة التي يريدها الله مع كل البشر؛ علاقة حية حقيقية. فلنكتشف معًا أن الله ليس ببعيد وإنما يحاصرنا ويسكن بداخلنا.
More
نود أن نشكر Nextgen Arabic على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: https://nextgenarabic.com/