الحكمة النبويّة لسفر هوشععينة

الحكمة النبويّة لسفر هوشع

يوم 8 من إجمالي 14

النداء التحذيري الثاني (هوشع 8: 1-14)

مثلُ أنبياءَ آخرينَ منْ أنبياءَ العهدِ القديمِ، ركَّزَ هوشعُ على ما يمكنَ أنْ نسمِّيهِ "الأقضيةَ الوقتيَّةَ". أقضيةٌ مثلُ الصعوبةِ الاقتصاديَّةِ، المجاعةِ، الموتِ، السبي، وما شابهَ ذلكَ، التي ارتبطتْ باجتياحاتِ أشورَ على المملكةِ الشماليَّةِ. لمْ يُشِرْ إلى أقضيةِ الرَّبِّ الأبديَّةِ – الدينوناتُ التي سوفَ تأتي عندما يَصِلُ التاريخُ إلى تتميمِهِ في الأيَّامِ الأخيرةِ.

كما يعلِّم كلٌّ منَ العهدِ القديمِ والعهدِ الجديدِ، عندما يسكبُ الرَّبُّ هذهِ الأقضيةَ الوقتيَّةَ، تكونُ لديهِ أهدافٌ مختلفةٌ تمامًا لغيرِ المؤمنينَ وللمؤمنينَ الحقيقيِّينَ. فلغيرِ المؤمنينَ الذينَ لا يتوبونَ أبدًا ولا يمارسونَ الإيمانَ المُخلِّصَ، تقودُهُم أقضيةُ الرَّبِّ الوقتيَّةُ إلى أقضيةٍ أبديَّةٍ عندَ تتميمِ الأيَّامِ الأخيرةِ. لكنَّ للمؤمنينَ الحقيقيِّينَ، تعتبرُ الأقضيةُ الوقتيَّةُ تأديبَهُ المُحِبَّ، المُصمَّمَ لكي يضمنَ لهمْ البركاتِ الأبديَّةَ عندَ تتميمِ الأيَّامِ الأخيرةِ.

لنفحصْ نوعياتِ الأقضيةِ المرتبطةَ بالاجتياحِ الأشوريِّ لعامِ 732 ق.م. التي تظهرُ في دعاوى الرَّبِّ القضائيَّةِ. لأنَّ هذا كانَ في وقتٍ مبكِّرٍ في خدمةِ هوشعَ، هدَّدتْ هذهِ النبوَّاتُ بأقضيةٍ محدودةٍ نسبيًّا. على سبيلِ المثالِ، في الدعوى القضائيَّةِ المبكِّرةِ للرَّبِّ، 4: 3 تنبَّأَ بمتاعبَ في اقتصادِ إسرائيلَ وفي مخزونِ الطعامِ مستخدمًا هذهِ الكلماتِ: "تنوحُ الأرضُ ... يَذبُلُ [الناسُ] ... حَيَوانِ البَرّيَّةِ ... طُيورِ السماءِ ... وأسماكِ البحرِ أيضًا تنتَزِعُ". في الأعدادِ 4 و5، ركَّزَ الرَّبُّ أوَّلاً على قيادةِ إسرائيلَ، أكثرَ منَ الأمَّةِ بأكملِها، مخاطبًا، "كاهِنًا ... النَّبيُّ ... أُمَّكَ" – هذا المصطلحُ الأخيرُ يشيرُ إلى النبلاءِ في السامرةِ. خاطَبَ الرَّبُّ الكهنةَ مرَّةً ثانيةً في العددِ 6 قائلاً، "أرفُضُكَ أنا حتَّى لا تكهَنَ لي". في العددِ 7 أعلَنَ "أُبدِلُ كرامَتَهُمْ" – يعني رخاءَ إسرائيلَ –"بهَوانٍ". وهدَّدَ بعقابِ الكهنةِ مرَّةً ثانيةً في العددِ 10 عندما قالَ، "فيأكُلونَ ولا يَشبَعونَ". أيضًا في هذهِ المرحلةِ المبكِّرةِ، في العددِ 14، الرَّبُّ حدَّدَ قضاءَهُ بطريقةٍ ملحوظةٍ. لقدْ قالَ، "لا أُعاقِبُ بَناتِكُمْ ... ولا كنّاتِكُمْ" بسببِ اشتراكِهِنَّ في العبادةِ القائمةِ على الزنا، لأنَّ الآباءَ والأزواجَ تحمَّلوا المسؤوليَّةَ الأولى عن سوءِ سلوكِهِنَّ. في العددِ 16، لاحظَ هوشعُ أنَّ الرَّبَّ لنْ يُطعِمَ إسرائيلَ فيما بعدُ "كخَروفٍ في مَكانٍ واسِعٍ". ولكنْ بدلاً منْ ذلكَ، بحسبِ العددِ 19 "خَجِلوا".

بنفسِ الطريقةِ، الدعوى القضائيَّةُ المتأخِّرةُ للرَّبِّ خاطبتْ قيادةَ إسرائيلَ في 5: 2 قائلةً "فأنا تأديبٌ لجميعِهِمْ". والعددُ 5 يشيرُ إلى المزيدِ منَ الصعوباتِ التي كانتْ آتيةً على المملكةِ الشماليَّةِ. هنا نقرأُ "فيَتَعَثَّرُ إسرائيلُ وأفرايِمُ في إثمِهِما".

يوم 7يوم 9

عن هذه الخطة

الحكمة النبويّة لسفر هوشع

خدم النبي هوشع في وقت من أصعب أوقات تاريخ إسرائيل. وقد دعا الله هوشع، في وسط هذه الصراعات، ليتكلّم بالحكمة لشعبه. فماذا قال لهم هوشع؟ وما الذي نتعلّمه من حكمته اليوم؟

More

http://arabic.thirdmill.org/