الحكمة النبويّة لسفر هوشععينة
غلاماً محبوباً (هوشع 14: 1-9)
نبوَّاتُ هُوشَعَ عنْ تكشُّفِ الرجاءِ تتحقَّقُ نهائيًّا عندَ اكتمالِ ملكوتِ المسيحِ. لقد قدَّمَ هُوشَعُ لإسرائيلَ ويَهوذَا الرجاءَ في بركاتِ الأيَّامِ الأخيرةِ لأولئكَ الذينَ يتوبُونَ. والعهدُ الجديدُ يقدِّمُ لعروسِ المسيحِ اليومَ الرجاءَ في أمجادِ الأيَّامِ الأخيرةِ. لأنَّ الرَّبَّ يُحبُّنَا، يومًا مَا سَوفَ يطهِّرُ تمامًا كلَّ مَنْ لديِهمْ إيمانٌ للخلاصِ. وسَوفَ يُخلِّصهُمْ من كلِّ قضاءٍ ويأخذُهُمْ إلى بركاتِ الخليقةِ الجديدةِ.
في 1 كورنثوسَ 15: 54-55، يُشيرُ الرسولُ بُولسُ إلى تتميمِ الأيَّامِ الأخيرةِ بهَذهِ الطريقةِ:
ومَتَى لَبِسَ هَذاَ الفاسِدُ عَدَمَ فسادٍ، ولَبِسَ هذا المائتُ عَدَمَ موتٍ، فحينَئذٍ تصيرُ الكلِمَةُ المَكتوبَةُ: "ابتُلِعَ الموتُ إلَى غَلَبَةٍ". "أين شَوْكَتُكَ يا موتُ؟ أين غَلَبَتُكِ يا هاويَةُ؟".
هُنَا يوقِّرُ الرسولُ روعةَ عودةِ المسيحِ بالإشارةِ إلى هُوشَعَ 13: 14. هُناكَ، الرَّبُّ يستهزئُ بقوَّةِ الموتِ على الرغمِ منَ القضاءِ والتدميرِ والسبيِ الذي جاءَ على إسرائيلَ. الرجاءُ لم ينتهِ. لعنةُ الموتِ يُمكنُ أنْ تتوقَّفَ عنْ أنْ يكونَ لهَا تأثيرٌ على إسرائيلَ لأنَّهُ، في الأيَّامِ الأخيرةِ، الرَّبُّ سَوفَ يفديهمْ ويعيدُ توحيدَهُمْ معَ يَهوذَا في خضوعٍ لبيتِ دَاودَ.
كمسيحيِّينَ، نعرفُ أنَّ هَذاَ الرجاءَ سَوفَ يتحقَّقُ يومًا مَا في المسيحِ، الابنُ العظيمُ لدَاودَ. على الرغمِ منَ الفشلِ والصعوباتِ التي مَا زلنَا نواجهُهَا اليومَ، نحنُ ننتظرُ بتوقُّعٍ كبيرٍ عودةَ المسيحِ. في هَذاَ اليومِ، كلُّ مَنْ وضعوا رجاءَهُمْ في نعمةِ الرَّبِّ في المسيحِ، وكلُّ مَنْ تابوا عن خطاياهمْ، سَوفَ يستقبلُونَ البركاتِ الكاملةَ للأيَّامِ الأخيرةِ. سَوفَ ننضمُّ إلى هُوشَعَ في الاستهزاءِ بقوَّةِ الموتِ والهاويةِ، حيثُ إنَّ نفسَ الروحِ الذي أقامَ يسوعَ منَ الأمواتِ سَوفَ يقيمُنَا إلى حياةٍ أبديَّةٍ.
الرسولُ يُوحنَّا عبَّرَ عنْ نفسِ هَذاَ الرجاءِ في رؤيَاهُ لاكتمالِ ملكوتِ المسيحِ في سِفرِ الرؤيَا. مستوحيًا منْ عددٍ منَ المواضيعِ في سِفرِ هُوشَعَ، وصفَ أورشليمَ الجديدةَ، مدينةَ ابنِ دَاودَ المجيدةَ ومكانَ سكنى عروسِ الرَّبِّ. كمَا نقرأُ في الرؤيَا 21: 2-3:
وأنا يوحَنا رأيتُ المدينةَ المُقَدَّسَةَ أورُشَليمَ الجديدَةَ نازِلَةً مِنَ السماءِ مِنْ عِندِ اللهِ مُهَيّأةً كعَروسٍ مُزَيَّنَةٍ لرَجُلِها... «هوذا مَسكَنُ اللهِ مع النّاسِ، وهو سيَسكُنُ معهُمْ، وهُم يكونونَ لهُ شَعبًا، واللهُ نَفسُهُ يكونُ معهُمْ إلهًا لهُمْ.
قدَّمتْ إعلاناتُ الرَّبِّ لهُوشَعَ الحكمةَ لشعبِ الرَّبِّ، مئاتُ السنينِ قبلَ المسيحِ. ومَا زالتْ تُقدِّمُ الحكمةَ لنَا اليومَ. كعروسِ المسيحِ، نحنُ نواجهُ تحدِّياتِ الحياةِ في عالمٍ مَا زالَ يتألَّمُ تحتَ أقضيةِ الرَّبِّ. لكنَّ الرَّبَّ لم يتخلَّ أبدًا عنْ كنيستهِ. فأرسلَ المسيحَ لكي يضمنَ خلاصَنَا ويبدأُ الأيَّامَ الأخيرةَ. والمسيحُ يحيا فينَا الآنَ من خلالِ الروحِ القدسِ، لكي يقودَنَا إلى بركاتِ العالمِ الآتيِ. عندمَا نأخذُ بجديَّةٍ هَذهِ الحكمةَ التي يقدِّمُهَا سِفرُ هُوشَعَ، سنتغلَّبُ على هَذاَ العالمِ وننضمُّ إلى أشخاصٍ آخرِينَ لا حصرَ لهُمْ في عشاءِ عُرسِ الحَمَلِ المجيدِ. وكعروسِ المسيحِ المحبوبةِ، سَوفَ نستقبلُ بركةَ مُشاركةِ المسيحِ في أفراحِ المجدِ الأبديِّ التي لا تُقاسُ.
الكلمة
عن هذه الخطة
خدم النبي هوشع في وقت من أصعب أوقات تاريخ إسرائيل. وقد دعا الله هوشع، في وسط هذه الصراعات، ليتكلّم بالحكمة لشعبه. فماذا قال لهم هوشع؟ وما الذي نتعلّمه من حكمته اليوم؟
More
http://arabic.thirdmill.org/