الحكمة النبويّة لسفر هوشععينة
غلاماً محبوباً (هوشع 11: 1-12)
أبرزَ هُوشَعُ تجاوباتِ الرَّبِّ الرحيمةَ تجاهَ خطايا إسرائيلَ عندمَا نقلَ تشبيهَ الرَّبِّ لإسرائيلَ بـغلامٍ محبوبٍأ و ابنٍ في 11: 1-4: 8. نرى نعمةَ الرَّبِّ تجاهَ إسرائيلَ في هَذَا التفكيرِ في الماضيِ.
في 11: 1، تذكَّرَ الرَّبُّ "لَمّا كانَ إسرائيلُ غُلامًا أحبَبتُهُ، ومِنْ مِصرَ دَعَوْتُ ابني". على الرغمِ منْ أنَّ الرَّبَّ كانَ على وشكِ تدميرِ المملكةِ الشماليَّةِ من خلالِ الآشوريِّينَ في عامِ 722 ق.م، كانَ مَا يزالُ يتذكَّرُ حُبَهُ الأبويَّ لإسرائيلَ. ويقولُ هذَاَ بحنوٍّ في 11: 8: "كَيْفَ أَتَخَلَّى عَنْكَ يَا أَفْرَايِمُ؟ وَكَيْفَ أُسَلِّمُكَ إِلَى الْعَدُوِّ يَا إِسْرَائِيلُ؟! ... إِنَّ قَلْبِي يَتَلَوَّى أَسىً فِي دَاخِلِي وَتَضْرَمُ فِيَّ مَرَاحِمِي" (ترجمة كتاب الحياة).
نجدُ أيضًا أنَّ الرَّبَّ أظهرَ صبرَهُ تجاهَ إسرائيلَ. في 11: 2 شكىَ الرَّبُّ أنَّ الأنبياءَ عبرَ القرونِ "كُلَّ ما دَعَوْهُمْ [إسرائيل] ذَهَبوا مِنْ أمامِهِمْ". وفكَّرَ الرَّبُّ في طولِ المدَّةِ التي أظهرَ فيهَا الأناةَ تجاهَ المملكةِ الشماليَّةِ.
القسمُ الأخيرُ من سِفرِ هُوشَعَ مُرتَّبٌ بطريقةٍ تجعلُ من غيرِ الممكنِ أنْ تكتشفَ المعنىَ الصحيحَ منذُ البدايةِ إلاَّ إذا كنتَ تنظرُ بدقَّةٍ شديدةٍ، لكنَّ عددًا من المفسِّرِينَ قالَوا إنَّ هذَهِ هيَ أفضلُ طريقةٍ لفهمِ الترتيبِ: هُناكَ أجزاءٌ مختلفةٌ منَ النبوَّاتِ التي أعطاهَا هُوشَعُ في أوقاتٍ مختلفةٍ من خدمتِهِ، لكنَّهَا مرتَّبةٌ حولَ هَذاَ النوعِ منَ المجازاتِ المنظَّمةِ. وهُناكَ عددٌ منْ هَذهِ المجازاتِ، لكنَّ كلَّ واحدةٍ منهَا تحتوي على أمرٍ مشتركٍ وهوَ أنَّهَا كانتْ كلُّهَا أمورًا لهَا تقديرٌ كبيرٌ في العالمِ القديمِ – أنْ تجدَ تينًا في البريَّةِ أو نخلةً مزروعةً، أو كرمًا ممتدًّا، هَذاَ النوعُ من الأمورِ، عجلةٌ متمرِّنةٌ تستطيعُ أنْ تحرثَ الحقولَ، ابنٌ في البيتِ. هَذهِ كانتْ أشياءَ لهَا تقديرٌ كبيرٌ، والرَّبُّ يشبِّهُ مملكةَ إسرائيلَ الشماليَّةَ بهَذهِ الأشياءِ. خاصَّةً آخرِ شيءٍ وهوَ الابنُ عندمَا يقولُ: "وأنا دَرَّجتُ أفرايِمَ مُمسِكًا إيَّاهُمْ بأذرُعِهِمْ؛ كُنتُ أجذِبُهُمْ". ومثلُ أبٍ محبٍّ قرَّبَ الرَّبُّ نفسَهُ من إسرائيلَ، وكانَوا محبَّبينَ لهُ، إلاَّ إنَّهُمْ استمرُّوا في تمرُّدِهمْ. كلَّمَا أعطاهمْ، كلَّمَا فعلَ أمورًا من أجلِهُمْ، كلَّمَا تمرَّدَوا ضدَّهُ. لكنَّهُ يقولُ "كيفَ يُمكنني أنْ أتخلَّى عنكَ يا إسرائيلُ؟ كيفَ أتخلَّى عنكَ يا أفرايمُ؟ لا أستطيعُ أنْ أفعلَ هَذَا لأنَّكَ ثمينٌ عنديِ." لذَا فنحنُ نفقدُ المغزىَ منْ هَذهِ التشبيهاتِ إنْ لمْ نفهمْ أنَّهُ في حكمتهِ، نعمْ، الربُّ يؤدِّبُ شعبَهُ، شعبَ عهدهِ، أو في الواقعِ، شعبَ عهدهِ الثمينَ. لكنَّهُ لا يتخلَّى أبدًا عن شعبِ عهدهِ، الذي يومًا مَا، بطريقةٍ مَا سَوفَ يتوبُونَ وسيحصلُونَ على البركاتِ.
—د. ريتشارد برات، الابن
الكلمة
عن هذه الخطة
خدم النبي هوشع في وقت من أصعب أوقات تاريخ إسرائيل. وقد دعا الله هوشع، في وسط هذه الصراعات، ليتكلّم بالحكمة لشعبه. فماذا قال لهم هوشع؟ وما الذي نتعلّمه من حكمته اليوم؟
More
http://arabic.thirdmill.org/