قانون إيمان الرسل - يسوع المسيحعينة
اليوم 09: تجسد يسوع – يوحنا 1: 1، 14
يشير المصطلح اللاهوتي التجسد إلى اتخاذ يسوع طبيعة بشرية بصورة دائمة. وتشير كلمة "تجسد" بشكل حرفي إلى "اتخاذه جسداً"، أي جسداً بشرياً. لكن كما رأينا، أكد اللاهوت المسيحي باستمرار، أن يسوع أخذ أيضاً نفساً بشرية. وهكذا، عندما نتكلم عن التجسد في اللاهوت، فإننا نشير عادة إلى الطبيعة البشرية الكاملة ليسوع. وتتحدث الأسفار المقدسة عن تجسد المسيح في عدة أماكن مثل يوحنا 1: 1 و14؛ فيلبي 2: 6-7؛ وعبرانيين 2: 14–17. إن يوحنا 1: 1 و14 على الأرجح، مصدر المصطلح التقني "تجسد". اصغِ لما كتبه يوحنا هناك:
فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا. (يوحنا 1: 1 و14)
لاحظ أن يوحنا قال إن ابن الله صار جسداً-المعنى الحرفي للتجسد. وكان قصده أن يسوع أخذ طبيعة بشرية حقيقية، بما في ذلك جسد بشري حقيقي.
إن الأعمال المرتبطة بتجسد يسوع، في قانون إيمان الرسل، هي الحبل به وولادته. وقد سبق وتكلمنا عن هذه الأحداث من حيث علاقتها بولادة يسوع، وأظهرنا أنها تبرهن ناسوته. ونريد الآن أن نتأمل في هذه الأحداث من جديد، لكن من معيار عمل يسوع كالمسيّا. لماذا كان التجسد ضرورياً؟ وماذا حقق يسوع من خلاله؟
تعلّم الأسفار المقدسة أن عمل يسوع في التجسد أنجز ثلاثة أشياء على الأقل: أولاً، أعطى هذا التجسد الله الابن الحق الشرعي ليكون الملك الداوديّ. ثانياً، أعطاه الرحمة والتعاطف اللذين احتاجهما حتى يكون رئيس كهنة فعال. وثالثاً كان التجسد ضرورياً حتى يصبح يسوع ذبيحة كفارية عن الخطية. دعونا نتأمل كلاً من هذه النقاط، مبتدئين بحقيقةِ وجوب أن يكون الملك الداوديّ كائنا بشرياً.
لقد سبق وذكرنا أنه كان على المسيّا أن يكون إنساناً حتى يحقق الله وعوده لداود. ولهذا، سنتأمل عند هذه النقطة، كيف أن عمل يسوع في التجسد أعطاه الحق في عرش داود. والمشكلة التي نواجهها، هي أن الحق الشرعي في وراثة عرش داود، هو فقط لأبناء داود. وهكذا، يمكن أن يحق ليسوع المطالبة بعرش داود فقط، إذا كان له أب بشري ينحدر من سلالة داود. ولحل هذه المشكلة تَجَسَّدَ يسوع من خلال مريم العذراء التي كانت مخطوبة ليوسف. وكما نرى في سلسلة نسب يسوع في متى 1، ولوقا 3، كان يوسف نسلاً شرعياً مباشراً لداود. وهكذا، عندما تزوج يوسف من مريم وتبنّى يسوع، حصل يسوع على سلسلة نسب يوسف الشرعية، ومعها الحق ليكون الملك المسيَّاني.
بالإضافة إلى إعطاء الله الابن الحق الشرعي ليكون الملك الداوديّ، فقد أعطاه التجسد الرحمة والتعاطف اللذان احتاجهما ليكون رئيس كهنة فعال نيابةً عن شعبه.
الكلمة
عن هذه الخطة
هناك العديد من الطوائف، والانقسامات، والخلافات اللاهوتية في الكنيسة المعاصرة. ولكن على الرغم من أنواع الانقسامات هذه، فهناك جوهر مشترك للإيمان يُقرّه كل المسيحيين الأمناء على مر التاريخ. وإلى ما يقرب من ألفي عام، تم تلخيص جوهر الإيمان هذا في قانون إيمان الرسل. تشرح هذه السلسلة تاريخ واستخدام قانون إيمان الرسل، كذلك تفاصيل وأهمية كل مادة من مواد الإيمان.
More
نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org