الإنجيل حسب يوحناعينة
اليوم 09: الإعداد وصلاة يسوع كرئيس الكهنة – يوحنا 15: 1 – 17: 26
بعد مواساة يسوع لتلاميذه أعدّهم ليقوموا بخدمتهم المستقبلية كما نقرأ في يوحنا ١٥: ١-١٦: ٣٣.
في نهاية الجزء السابق، غادر يسوع وتلاميذه المكان الذي كانوا فيه، وبدأ يسوع جزءاً جديداً من تعليمه. بدأ بوصفه نفسه بـ"الكرمة الحقيقية" في يوحنا ١٥: ١-٨. وهذه الصورة المجازية تُذكّرنا بالمزمور ٨٠: ٨ وإشعياء ٥: ١-٧، حيث وُصفت أمة إسرائيل بكرمة مجيدة. وبسبب فشل إسرائيل وخطيئتها، تحوّلت لاحقاً إلى "كرمة برية فاسدة" في إرميا ٢: ٢١. لكن يسوع استخدم هذه اللغة المجازية ليؤكد لتلاميذه أنه كان يعيد بنفسه تأسيس أمة إسرائيل الحقيقية والأمينة، وأن التلاميذ هم جزء من هذه الخطة العظيمة. استمع إلى ما قاله يسوع في يوحنا ١٥: ١-٥:
أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ ... أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ.
عن طريق إعلانه أنه الكرمة الحقيقية، قال يسوع إنه بمعنى أعمق، هو إسرائيل. فيسوع كان ممثلاً لإسرائيل ومتمماً لمصيرها. فقد أخفقت إسرائيل في تأسيس ملكوت الله على الأرض، لكن يسوع نجح. وتلاميذه كانوا أغصان الكرمة. فقد كانوا جزءاً من شعب الله، والأدوات التي من خلالها سينجز الله خطته للعصور اللاحقة.
لكن يسوع علِمَ أيضاً أن العالم سيكره التلاميذ، لأنه سبق وكرهه هو أيضاً. لذلك طمأنهم أنه سيصلي إلى الآب من أجلهم. فهم سفراؤه وممثلوه ذوو السلطان على الأرض. ولهذا السبب، سيسمع الرب صلواتهم كما لو أن يسوع نفسه يصليها. وكما قال لهم في يوحنا ١٦: ٢٣-٢٤:
اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآبِ بِاسْمِي يُعْطِيكُمْ. إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئاً بِاسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً.
بعد إعداده لتلاميذه، صلى يسوع من أجلهم في يوحنا ١٧: ١-٢٦.
تُدعى صلاة يسوع في يوحنا ١٧ غالباً صلاة رئيس الكهنة، لأنه يشفع في أتباعه كما يفعل الكاهن. بصورة خاصة، صلى يسوع إلى الآب ليحفظ تلاميذه لكي يؤمن الكثيرون على أيديهم. كما صلى لكي يُحفظوا هم وتلاميذهم من قوى العالم، وأن يكونوا أقوياء في وحدتهم ويمجدوا الله في حياتهم.
عن هذه الخطة
كتب يوحنا الإنجيل الرابع ليؤكد للمؤمنين من خلفية يهودية المضطهدين أن يسوع هو إتمام لوعود الله القديمة لليهود بأن يسوع هو المسيح حقاً، وأنه ابن الله. فقد أراد يوحنا التأكيد على أنهم يظلواأمناء للمسيح ويتمتعوا بالحياة الأفضل فيه.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org