أعماق الفكر اللاهوتي عند بولس: وأهل تسالونيكيعينة
اليوم 12: الأخلاقيات في فكر بولس – ١ تسالونيكي ٣: ١٣
عالج بولس عقيدة الأيام الأخيرة الأكثر حماساً، وردّ عليها ليس بالتشديد على أخلاقيات الحياة المسيحية. ولنرى كيف بيّن تعليمه عن أخلاقيات عقيدة الأيام الأخيرة، فإننا سنتطرق إلى موضوعين: عملية الخلاص، ومدلولاتها للحياة المبنية على المبادئ الأخلاقية. دعونا ننظر أولاً على عملية الخلاص.
كتب بولس أن أهل تسالونيكي تقدّسوا وصدقوا الحق حتى يتمكنوا من "اقْتِنَاءِ مَجْدِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ." عبرَّ بولس عن فكرة مماثلة في صلاته في ١ تسالونيكي ٣: ١٣:
لِكَيْ يُثَبِّتَ قُلُوبَكُمْ بِلاَ لَوْمٍ فِي الْقَدَاسَةِ أَمَامَ اللهِ أَبِينَا فِي مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَ جَمِيعِ قِدِّيسِيهِ. (١ تسالونيكي ٣: ١٣)
صلَّى بولس إلى أهل تسالونيكي ليتقوّوا في التزامهم اليومي بالمسيح لكي يكونوا مقبولين أمامه عند مجيئه.
وبوصف وجه الخلاص الماضي، الحاضر والمستقبلي، أشار بولس بأنه خطوة واحدة ضرورية في هذه العملية كانت العيش الأخلاقي اليومي. وبإلحاح وجهة النظر هذه، ذكّر تسالونيكي بأن عليهم أن يركزوا على الظروف الحاضرة في حياتهم، إذا تأملوا في استلام البركات المستقبلية في الخلاص.
ومع هذا، يبين ١ تسالونيكي ٣: ١٣ وفقرات مشابهة عملية الخلاص المستقبلية عند عودة المسيح، على أنها مرتبطة مع المدلولات الأخلاقية، والتزام مخلص مستمر ليسوع بحياتنا اليومية. حتى في ١ تسالونيكي ٥: ٥-٩ يكتب بولس هكذا:
جَمِيعُكُمْ أَبْنَاءُ نُورٍ وَأَبْنَاءُ نَهَارٍ. لَسْنَا مِنْ لَيْل وَلاَ ظُلْمَةٍ. فَلاَ نَنَمْ إِذاً كَالْبَاقِينَ، بَلْ لِنَسْهَرْ وَنَصْحُ. لأَنَّ الَّذِينَ يَنَامُونَ فَبِاللَّيْلِ يَنَامُونَ، وَالَّذِينَ يَسْكَرُونَ فَبِاللَّيْلِ يَسْكَرُونَ. وَأَمَّا نَحْنُ الَّذِينَ مِنْ نَهَارٍ، فَلْنَصْحُ لاَبِسِينَ دِرْعَ الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ، وَخُوذَةً هِيَ رَجَاءُ الْخَلاَصِ. لأَنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلْغَضَبِ، بَلْ لاقْتِنَاءِ الْخَلاَصِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. (١ تسالونيكي ٥: ٥-٩)
في الماضي أصبح المؤمنون في تسالونيكي أبناء نور وأبناء نهار. فهم سبق وحصلوا على هذا المركز في عيني الله. ولأنهم حصلوا على الخلاص في الماضي، ألحَّ بولس بأن عليهم التزاماً بالاستمرار في الخلاص في الحاضر: لنسهر ونصحُ. وأكثر من هذا، أعلن بولس أنَّ المؤمنين يجب أن يبقوا صاحين ومتيقظين، وثابتين في الإيمان، الرجاء والمحبة، هو لأن خلاصنا المستقبلي يعتمد على هذه الأمور. عيّن الله أمانتنا في الوقت الحاضر لتكون الوسيلة لاقتناء الخلاص المستقبلي.
عن هذه الخطة
البحث في خلفية رسائل بولس إلى أهل تسالونيكي، ودراسة البناء والمحتوى للرسالتين الأولى والثانية لأهل تسالونيكي، واعلان مفهومه عن الأخرويات.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org